صفحة الكاتب : نزار حيدر

عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الثَّامِنةُ (١٦) [صَوتُكَ شَرَفُكَ!]
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

      لماذا  كلَّ  هذا  التشدُّد  الذي  بدرَ  من  الحُسين  السِّبط  (ع)  بشأن  البَيعة  للطَّاغية  يزيد  بن  مُعاوية؟!.      

      لماذا  لم  يُبدِ  بعضَ  المرُونةِ  ليكسبِ  الوقت  ومن  ثُمَّ  يرى  رأيهُ  فلا  يستعجل  في  اتِّخاذ  القرار؟!.      

      لماذا  لم  يُبايع  مثلاً  ثمَّ  ينقلبُ  كما  يفعلُ  كثيرُون؟!.      

      لماذا  لم  يُبايع  ليستفيدَ  من  عطاءاتِ  السُّلطة  كما  فعلَ  غيرهُ!.      

      أَو  يشترط  على  البَيعة  ثمَّ  يجدُ  الأَعذار  التي  تمكِّنهُ  من  الإِفلاتِ  من  الإِلتزام؟!.      

      على  الرَّغمِ  من  أَنَّ  هذهِ  الأَسئلة  ومثيلاتها  هي  أَسئِلةٌ  ساذِجةٌ  جداً  وغبيَّة  إِلَّا  أَنَّها  وللأَسفِ  تتكرَّر  مفاهيمها  وفحواها  في  كلِّ  زمانٍ  ومكانٍ،  ليسَ  بالضَّرورة  فيما  يخصُّالحُسين  السِّبط  (ع)  بشَكلٍ  مُباشرٍ  وإِنَّما  فيما  يخصُّ  حالاتٍ  مُشابهة  نعيشها  دائماً  ونمرُّ  بها  بشَكلٍ  مُستمرٍّ!.      

      فيقولُ  بعضهُم؛  لماذا  لا  يجوزُ  لي  أَن  أَبيعَ  صَوتي  في  الإِنتخابات  إِذا  كانَ  الثَّمن  يسدُّ  دَيني  أَو  يُساعدني  في  الإِنطلاقِ  بمشرُوعي  الإِقتصادي  الذي  حلمتُ  بتنفيذهِ  كُلَّحياتي؟!.      

      لماذا  لا  يجوزُ  لي  أَن  أُصوِّت  لأَيِّ  كانَ  [عِجلٌ  سمينٌ  مثلاً]  إِذا  كان  صوتي  يمنَحني  فُرصةَ  وظيفةٍ  أَو  مَوقعاً  ما  في  الدَّولة؟!.      

      لماذا  لا  يجوزُ  لي  أَن  أُصوِّتَ  لفاسدٍ  أَستفيدَ  منهُ  حتَّى  إِذا  تمكَّنتُ  انقلبتُ  عليهِ؟!.      

      إِنَّ  النَّاسَ  ينقسِمُونَ  إِلى  قِسمَينِ؛      

      *فمِنهُم  مَن  يتعامَل  مع  الصَّوت  الإِنتخابي  [البَيعة]  كمسؤُوليَّة،  فهو  كلمةُ  شرفٍ،  يُدقِّقُ  كثيراً  قبلَ  أَن  يمنحهُ  لأَحدٍ.      

      وهو  إِلتزامٌ  أَخلاقيٌّ  الهدفُ  منهُ  تحقيقِ  الصَّالحِ  العامِّ  وحمايةِ  المصالحِ  العُليا  للأُمَّة.      

      *ومنهم  مَن  يتعاملَ  معهُ  كتجارةٍ  يوظِّفها  لتحقيقِ  مصالحهِ  الخاصَّة  ولا  عليهِ  بالصَّالحِ  العامِّ  مثلاً  أَو  مصالحِ  المُجتمعِ.      

      هؤلاء  لا  يُدقِّقُونَ  كثيراً  عندما  يريدُونَ  ان  يُبايعُوا  أَو  يُصوِّتوا!.      

      بالنِّسبةِ  للحُسينِ  السِّبطِ  (ع)  ومَن  يسيرُ  على  نهجهِ  في  إِطارِ  القاعدةِ  {مِثلي  لا  يُبايِعُ  مِثلَهُ}  فإِنَّ  البَيعةَ  [الصَّوت  الإِنتخابي]  كلمةُ  شرفٍ  لا  يُفرِّطُ  بها  أَبداً  ومهما  كانَ  الثَّمنُ.      

      شرفُ  الحُسينِ  السِّبطِ  (ع)  يتجلَّى  في  البَيعة،  فهل  يُعقلُ  أَن  يُمكِّنَ  بشرفهِ  طاغيةً  أَرعن  كيزيدٍ  من  السُّلطةِ  ويُضفي  بهِا  عليهِ  الشَّرعيَّة؟!.      

      وهكذا  يجب  أَن  يُفكِّر  أَنصارهُ،  فلا  يهبُوا  شرفهُم  [صَوتهُم  الإِنتخابي]  لأَيِّ  كانَ،  خاصَّةً  ممَّن  خبروهُم  فوجدوهُم  طِوال  السَّنوات  الـ  [١٨]  الماضِية  فاسدُون  فاشلُون  همُّهمالسُّلطةِ  والنُّفوذِ  وليس  الدَّولةِ  والشَّعب!.      

      بكُلِّ  الأَحوالِ  يلزم  الإِنتباهِ  إِلى  ما  يلي؛      

      أ/  إِنَّ  الصَّوت  الإِنتخابي  أَداة  المُرشَّح  لحجزِ  مقعدهِ  تحت  قُبَّة  البرلمان،  فإِذا  فاز  في  مقعدٍ  فسيكونُ  الصَّوت  الإِنتخابي  الذي  حملهُ  إِلى  مجلس  النوَّاب  أَداتهُ  في  التَّشريع،  فلَوشرَّع  قانوناً  ما  فإِمَّا  أَن  ينتفِعَ  منهُ  البلد  والشَّعب  أَو  يضُرَّهم  رُبما  أَشد  الضَّرر.      

      إِذا  نفعَ  النَّاس  فبِها  ونِعمت،  فيكُون  الصَّوت  الإِنتخابي  شريكهُ  في  هذا  الإِنجاز  السَّليم  والصَّحيح،  وهوَ  المطلُوب.      

      أَمَّا  إِذا  أَضرَّ  النَّاس  فإِنَّ  الصَّوت  الإِنتخابي  سيكونُ  كذلكَ  شريكهُ  في  هذا  الفعلِ  القبيح،  إِذ  سيتحمَّل  صاحبهُ  وِزر  الأَضرار  التي  تلحق  بالشَّعب  مازال  النَّائب  جالِساً  تحتَقُبَّة  البرلمان!.      

      فهل  عرفتَ  الآن  قيمة  صوتكَ  الإِنتخابي؟!.      

      هل  عرفتَ  لماذا  تشدَّد  الحُسين  السِّبط  (ع)  في  البَيعة؟!.      

      لأَنَّها  تعني  في  قاموسهِ  (ع)  الشَّراكة  في  كلِّ  جريمةٍ  ومُوبقةٍ  يرتكبها  الحاكِم  الظَّالم.      

      والصَّوتُ  الإِنتخابي  كذلكَ  شراكةٌ  في  كلِّ  فشلٍ  ولهذا  يلزمك  أَن  تتشدَّد  في  اختيارِ  الأَفضل  قبلَ  أَن  تمنحهُ  صوتكَ  [الشَّراكة].      

      ب/  في  قانون  الإِنتخابات  الجديد  الذي  ستجري  على  أَساسهِ  الإِنتخابات  القادِمة  فإِنَّ  للصَّوت  الإِنتخابي  الواحد  القُدرة  على  حملِ  المُرشَّح  إِلى  البرلمان  أَو  إِسقاطهِ.      

      فالقانُون  حدَّد  الصَّوت  الإِنتخابي  كمعيارٍ  للفَوزِ  والخسارةِ،  فالفائز  هو  الذي  يحصل  على  أَعلى  الأَصوات  في  دائرتهِ  الإِنتخابيَّة،  ما  يعني  أَنَّ  صَوتا  إِنتخابيّاً  واحداً  قديُساعد  مُرشَّح  على  الفوز  أَو  لا  يُساعدهُ  على  ذلك.      

      فهل  عرفتَ  الآن  قيمة  صوتكَ  الإِنتخابي؟!.      

      هذه  المرَّة  لا  يتمُّ  نقلَ  الأَصوات  من  مُرشَّحٍ  لآخر  أَو  من  قائِمةٍ  لأُخرى،  وإِنَّما  سيحتفظُ  كُلَّ  مُرشَّحٍ  بالأَصوات  التي  يحصدها،  فإِمَّا  أَن  تُؤَهِّلهُ  للفَوزِ  بمقعدٍ  أَو  الخرُوج  من  الحلبةِنهائيّاً.      

      فلا  تمنح  صوتكَ  على  أَساسِ  القائِمة  أَو  الكُتلة  وإِنَّما  للمُرشَّح  الذي  تطمئِنَّ  لهُ  حصراً  لتتحمَّل  مسؤُوليَّتك  في  نجاحهِ  أَو  فشلهِ!.      

      شارك  شرفكَ  مَن  تثقُ  بنزاهتهِ  ووطنيَّتهِ  وكفاءتهِ  وقُدرتهِ  على  الإِنجاز،  الشُّجاع  الذي  ينتزع  حقوقكَ  ويحمي  مصالحكَ!.      


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/09/20



كتابة تعليق لموضوع : عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الثَّامِنةُ (١٦) [صَوتُكَ شَرَفُكَ!]
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net