صفحة الكاتب : كمال انمار

حولَ آفاق الحرية في العراق
كمال انمار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

*" لا احد يحب قيوده و لو كانت من الذهب " ابراهام لنكولن 
*" حيث تكون الحرية يكون الوطن" بنجامين فرانكلين

الحُرّيةُ في العراقِ و بسببِ غياب التنظير الفلسفي العميق أصبحت في خطرِ الاهواء و المزاجِ الشخصي.فالمتدين التقليدي يظن إنّ الحرية في المعنى الآخر للفساد أما المتحرر الجديد فهو يعتقدُ ان الحرية في التخلص من القيود و هكذا هلّم جرا..

و يبدو لي و على مستوى نظري إنّ مفهوم الحريةُ في العراق سيبقى في إطار الجدل الشخصي غير النافعِ و المسبب لكوارثٍ مفاهيمية هائلة دون وجود حل فلسفي واضح تقوم عليه ايدولوجيا عملية واضحة.

مصطلح الحُرّيةُ دخل بقوةٍ صادمة إلى العراق بعد الاحتلال الامريكي،كما و قد أكد الدستور العراقي على المصطلح بشكلٍ واضح إذ تشير  المادة  ١٥ منه إلى إن" لكل فرد الحق في ( الحياة والامن والحرية) لايجوز الحرمان من هذه الحقوق او تقييدها الا وفقا للقانون وبناء على قرار صادر من جهة قضائية مختصة".

لكن من الجلي إننا حَديثو التجربة بشأن الديمقراطية من الأساس فما بالنا بالحرية المرتبطة بها،و هذه القفزة في النظام الحاكم جاءت بعد انظمةٍ سياسية قمعيةٍ بامتياز و استبدادية بلا هوادة،و تعايشت مع شعبٍ تقليديِّ الاخلاق عشائريِّالطباع دينيِّ التوجهِ مذهبيِّ الانتماء؛مما أحدثَ ثورة جديدة سببت عقدا إضافية للشخصية العراقية المضطربة اساسا،إذ إن الانسجام مع مفهومها اصبحَ صعبا تبعاََ لوجود كُلّ ذلك التراث التقليدي و الديني المتحذرّة في العادات الشخصية لهذا الشعب.

و يبدو لي إننا امام طريق طويل جدا للوصولِ إلى أحلامنا بشأن امكانية جعل التجربة العراقية مشابهة للتجربة الاسكندنافية مثلا،و الطريق هذا بالتأكيد سيكون معبّدا بالدماء.إذ إن طريق الحرية شاقٌّ و صعب و متعرج و لا تعبّدُهُ سوى التضحية الموجّهة،و متى ما كانت الرؤية واضحة في المشهد العام أصبحت التضحية موجّهة.

فالحرية غالية و هي قد تكون اغلى من الحصول على طعامك،ف" أن تموت جوعا و أنت حر خير من أن تعيش عبدا و أنت سمين"


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كمال انمار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/24



كتابة تعليق لموضوع : حولَ آفاق الحرية في العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net