صفحة الكاتب : سلمان عبد الحسين

 وقفَ الرضيعُ على نهايةِ حُلمِهِ

من قبلِ أنْ يرتادَ مشهدَ سهمِهِ

..

نادى أبي .. يا حيرةً من حيرتي
يا شملَ مائي حائرٌ في لَمِّهِ

..

يا حِيلةً قلَّتْ .. 
ضريبتها ظمايَ
وثغريَ المشتاقُ
شربةَ جُرمِهِ

..

هل كنتُ آخِرَ ما حَلَمْتَ بكربلا؟
أمْ كنتُ آخر من ظَمِئْتَ بلثمِهِ؟!

..

وهل اكتشفتَ خِتَامَ حُلْمِكَ
بعدما شرَّعتْ صدرَكَ 
بادئاً في ضمِّهِ؟!

..

أمْ أنَّ ضمَّتك التي زنَّدتها
بيديك قالت لا سنادَ لوهمِهِ؟!

..

هذا الرضيعُ مع الذين ترجَّلوا
مترجِّلٌ من نحرِهِ لا قِدْمِهِ

..

ويقول للصهواتِ لستُ تنزُّلاً
إلاَّ بنورٍ بالغٍ لأتمِّهِ

..

إلاَّ وقد بلغَ الظمى للمنتهى
حدَّ التراقي .. والسهامُ لختْمِهِ

..

ستقول: هذا ناجزٌ من كربلا
طفلٌ .. 
ووحي ظماهُ بالغُ فطْمِهِ

..

فخذوه .. 
قد عجزَ الحسين عن الروا واللثمِ 
بعد السهمِ فيهِ ووسمِهِ

..

مقدارَ ما عَطِشَ الرضيعُ 
معادلٌ إرواءُ فاطمَ ..
فاتركُوهُ لأُمِّهِ

..

هي وحدَها تمتازُ
ما مقدارُهُ رياًّ؟!
وكم من كوثر من قِسمِهِ؟!

..

سيجيبُ: 
كوثرُ فاطمٍ وعليِّها
والمصطفى ..
يكفي يَرُمُّ لعظمِهِ

..

ما دون ذلك فالظمى ذات الظمى 
والسهمُ ألزمَهُ بأقسى حُكْمِهِ


وَقَفَ الرضيعُ على مشاعرِ والدٍ
قلاَّبةِ الإحساسِ خارجَ فهمِهِ

..

نادى
أأنت يتيمُ طِفلِكَ والدي
والسهمُ دَلَّكَ عن قساوةِ يُتمِهِ؟!

..

نادى الحسين بُعَيدَ ذبحِكَ
يا بنيْ لستَ اليتيمَ 
فأنت خارجَ وصمِهِ

..

أنا ذلك الحيُّ المحيَّرُ
من أرى الصرعى
يتيم الصرحِ ساعةِ هدمِهِ

..

ويتيمُ من قتلوا وراحوا من يدي
لو كانَ عمري إثرهم في صرمِهِ

..

فاليتمُ باللحظاتِ يبدو قاتلاً
هو مخرجٌ إحساسنا من خُرمِهِ

..

فأنا يتميك يا رضيعي 
لستُ أنكرُ حجمَ يُتمِي
ليتني في حجمِهِ

..

ما بدعةٌ
يغدو الأبُ المفجوعُ أيتمَ فاقدٍ
والماءُ آيةُ ظُلْمِهِ

..

ورضيعُهُ المذبوحُ أبدلَ دورَهُ
فغدا أباهُ وكابرٌ في همِّهِ

..

صلَّتْ عليكَ ملائكٌ باسم الظمى
والسهمِ
والنحرِ اليتيمِ بزمِّهِ

..

صلَّتْ لوحدتك اليتيمةِ أُفْرِغَتْ
من نحرِ طفلِكَ غير عادةِ شمِّهِ

..

وتحرضَّتْ فيك الصلاةُ كمفردٍ
فالجمعُ تُصبحُ عاجزاً عن أَمِّهِ

..

حتى الرضيعُ ..
اختارَ أَمَّ السهم أو أَمَّ الظمى
والغسلُ فائضُ دمِّهِ

..

فاخترتَ رفع دمَ الرضيعِ إلى السما
وهتفتَ: هذا حربُهُ من سِلمِهِ

..

قد كانَ محترباً بمنحرهِ
المسالمَ في صعود الدَّمِّ 
مبلغَ علمِهِ

..

حيث السما 
منعتْ سقوطَ دمائِهِ كِسَفاً
على جيشِ الجناةِ للؤمِهِ

..

رحم الألى ذبحوه ظامٍ  
قائلاً:
جرح السهام الفتقُ
طاب بلئمهِ

..

لكن دمي المرفوع ناحيةَ السما
هو عند ربي من تجلِّي اسمهِ

..

وأمامَ أقوام تعيش سخوطها
لن يقدروا يوماً تحاشي نقمهِ

..

فليأمنوا .. وليرتفعْ نحو السما
وليجهدوا أيمانهم في ذمِّهِ

..

إنَّ الحساب إلى القيامِ مؤجَّلٌ
إذ كانَ أجلَّهم بصيغةِ لزمِهِ  

..

والسهم ذا رحمُ الرضيعِ تحنُّناً
ولو أنَّه أفنى بقيَّة رَحْمِهِ

..

هذا الرضيعُ إمامُ رحمة كربلا
والقتلُ فيه تصرُّفٌ فِيْ حِلْمِهِ

..

لا غرو هذا ابن الحسين وحيدر
وسماحةُ المختار مقطفُ كرِمِهُ

..

والكرمُ نحر قال حين قطافِهِ
قد لان لكن ما استبيحَ بعزمِهِ
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلمان عبد الحسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/18



كتابة تعليق لموضوع : من اليتيم؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net