صفحة الكاتب : جواد العطار

الانتخابات بين جبهة المقاطعة والمشاركة
جواد العطار

اعلان حزب المرحلة المقرب من الكاظمي الانسحاب من الانتخابات في شهر نيسان الماضي وإعلان الاخير عدم ترشحه ومقاطعة الصدريين والشيوعي العراقي وجبهة الحوار وائتلاف الوطنية للانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها في شهر تشرين القادم... وسع جبهة الرفض وقلص حظوظ نجاحها ، وفتح الباب واسعا لانسحابات اخرى.

والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا بعد العزوف عن المشاركة في الانتخابات؟ وما هي الحلول البديلة... هل هي تأجيل الانتخابات الى موعد اخر ام الاتجاه الى المعارضة؟ وما خطط ورؤى المقاطعين؟.

يبدو ان انسحاب الكاظمي المبكر من الانتخابات كان حركة تكتيكية ذكية بعد ان أدرك عدم توفر الظروف الموضوعية لإجرائها وما إعلانات الحكومة المتكررة بالتصميم على موعد الانتخابات الا ذر للرماد في العيون لان المفوضية هي صاحبة القرار في ذلك... فليس من المعقول انسحاب الكاظمي والتضحية بالمنصب وهو يعلم بان من يغادر هذا المنصب لن يعود اليه ولنا في الجعفري والمالكي والعبادي أمثلة حية على ذلك.

اما الصدريين والشيوعي العراقي وبقية القوى ، فان الخشية من تكرار تجربة ونتائج ٢٠١٨ كان الدافع الاساسي وراء إعلانات المقاطعة والانسحاب يضاف الى ذلك الخشية من عزوف الناخبين عن المشاركة لاسباب عديدة منها: تكرار نفس الواجهات الانتخابية اولا؛ فقدان الثقة بالمنظومة السياسية ثانيا؛ والظروف التي يمر بها العراق من ازمات صحية واقتصادية وخدمية وفوضى السلاح ثالثا؛.

إذن ، خيار نجاح الانتخابات او توفر الشروط الموضوعية لإجرائها فقد عند هذه القوى مما دفعها الى الانسحاب وستتبعها قوى جديدة خوفا من فشل الانتخابات ، بينما تصر قوى اخرى مثل الفتح والقانون وتقدم والنصر والحكمة على اجراء الانتخابات باعتبارها استحقاق ومطلب شعبي.

واليوم اصبح لدينا جبهتين: جبهة مشاركة في الانتخابات ومصرة عليها وجبهة رفض تريد الذهاب الى المعارضة بديلا عن المشاركة ، وفي الامر خطورة كبيرة لان المعارضة في الأنظمة الديمقراطية تنبثق بعد الانتخابات وداخل قبة البرلمان لا قبل الانتخابات ، ومتى ما نزلت المعارضة الى الشارع ونجحت في تحشيده (وهذا ما سيحدث بشكل أكيد بعد الانتخابات لان الشارع محتقن اصلا) ، فان الاستحقاق الانتخابي سيعود من جديد الى الواجهة ، فما الجدوى من اجراء انتخابات مبكرة في ظل انقسام القوى السياسية؟ وهل نحن بحاجة الى ازمات جديدة؟؟؟!!.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد العطار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/02



كتابة تعليق لموضوع : الانتخابات بين جبهة المقاطعة والمشاركة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net