صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تاملات في القران الكريم ح22
حيدر الحد راوي


سورة البقرة
وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{195} وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ{196} الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ{197} لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ{198} ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{199} فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ{200}
يأمر الباري عز وجل بثلاث امور , هي :
1-    (  وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ) : وتشمل كافة انواع الانفاق , الواجب والمستحب , كالخمس والزكاة والصدقة وغيرها .
2-    ( وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) , وصية للمؤمنين والمسلمين ان لا يعرضوا انفسهم الى التهلكة والهلاك في كل الامور , وتحت كل الظروف , وفي شتى المجالات .
3-    (  وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) , امر جلي بالاحسان في كل مواصفاته وتعدد انواعه واشكاله .                 
المتأمل في هذه الاية الكريمة يجد مادتين لذيذتين للتامل  :-
الاولى : هي ان الامر الاول والثالث كانا مثبتين ( انفقوا , احسنوا ) , اما الامر الثاني ( ولا تلقوا ) , وهو الاوسط  , كان منفيا , لا اعرف السبب بالتحديد , لكن ربما يكمن الجواب في اللغة العربية ودهاليزها , او في البلاغة والفصاحة .
الثاني : ختمت الاية الكريمة (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) , وهو مكمل للامر الثالث , هل ان الله جل وعلا يحب المحسنين فقط ؟ , في ذلك عدة وجهات نظر :
1-    ان الله جل وعلا يحب المحسنين بوجه الخصوص , كونه عز وجل المحسن المطلق .
2-    ان الله عز وجل يحب المحسنين وايضا يحب المنفقين وحافظي انفسهم من التهلكة , فيكون حبه عز وجل للمنفقين وحافظي انفسهم من التهلكة ضمنا .

وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ{196}
تضمنت الاية الكريمة عدة امور فقهية بخصوص الحج والعمرة , وهذا الموضوع من اختصاص الفقهاء , و للمتامل ان يتأمل رحمته عز وجل ومرونة الدين الاسلامي عند العجز وعدم القدرة والتمكن ! .

الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ{197}
للحج اشهر معلومة ( شوال – ذو القعدة – اول عشرة ايام من ذي الحجة ) وكيفياته مفصلة في كتب الفقه , لكن ابرز ما يجذب المتامل في الاية الكريمة موضوع (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ) , وذلك قد يكون على مستويين :
الاول : ان يتزود الحاج بما تمكن من طعام وشراب , بالقدر الذي يكفيه حتى يعود الى وطنه .
الثاني : ان يتزود الحاج من فيوضات ايام الحج المشحونة بالايمان , ويكتسب المزيد المزيد من الصالحات ما ينفعه للدار الاخرة .

لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ{198}
ظهر بين المسلمين نفورا من مزاولة التجارة والتكسب في الحج , فاتت هذه الاية الكريمة لرفع هذه الكراهية والنفور , واكدت ان لا باس في ذلك , وتفاصيل ذلك في كتب الفقه .
وقد تضمنت الاية الكريمة موقعين لذكر الله :
1-    ( فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ) , وقد ورد فيها لفظ الجلالة .
2-    (  وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ ) , ورد لفظ الجلالة بضمير الغائب .     
امرا يدعوا المتامل ان يلاحظ ويتساءل عن سبب هذا التاكيد على ذكر الله ؟ , فمن المتعارف عليه ان الحجاج قد شدوا الرحال طاعة لامره تعالى , لذا سيكون من البديهي ذكره عز وجل اثناء قيامهم بمراسيم الحج , فما الداعي للتشديد والتأكيد على ذكر الله تعالى وخصوصا في (  وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ ) ؟ .
يقول المثل الدارج ( اذا عرف السبب بطل العجب ) , للاجابة على السؤال , لابد من سؤال اخر , وهو ما الداعي لختام الاية الكريمة بـــ (  وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ ) ؟ , فهذا النص يذكر المسلمين انهم كانوا على ضلال وقد اخرجهم الله عز وجل برحمته منه .
كان للمنافقين دور كبير في اثارة الفتن والخلافات بين صفوف المسلمين , الامر الذي شغل الحجيج عن ذكر الله عز وجل واشتغلوا بالاشاعات والاراجيف التي يصدرها المنافقون , فجائت هذه الاية الكريمة لتضع حدا لذلك .     

ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{199}
لقد كان ابراهيم (ع) يفيض من عرفات , فتامر الاية الكريمة الحجيج ان يفيضوا من عرفات ايضا , فيخالفون اهل الجاهلية الذين كانوا يفيضون من مزدلفة , فيما يبدو ان هناك من المسلمين حنينا لعاداتهم في الجاهلية , فكانوا ينوون ان يفيضوا من مزدلفة , فجاءت الاية الكريمة تنهاهم عن ذلك وتأمرهم بالافاضة من عرفات .
توجه الاية الكريمة المؤمنين ان يستغفروا الله , بكل ما للاستغفار من معنى , كي ينالوا بالمغفرة برحمته عز وجل .
هناك تناغم جميل بين المغفرة والرحمة (  غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) , ففي كثير من الايات الكريمة تختتم باسمائه عز وجل  وعادة ما يتلوا اسمه تعالى ( الغفور ) ( الرحيم ) , في ذلك جملة من الاسرار في صدور اهل التصوف والعرفان , من ذوي الوجدان والمقامات الرفيعة .
 
فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ{200}
عادة ما يتفاخر العرب بذكر ابائهم واجدادهم , يتفاخرون ببطولاتهم وماثرهم , يروون عنهم الحكايا والقصص , وغالبا ما تكون اشبه بالخيال , وذلك يكون على مستويين :
1-    مستوى سلبي : حيث يتفاخر شخص او عشيرة ما بأحد ابائهم القدامى المشاهير , فيرون فيه خيرا , رغم عبادته للاوثان , وقيامه بمثالب الاخلاق , فيفضلونه على كثير من المؤمنين .
2-    مستوى ايجابي : قد يتفاخر شخص او عشيرة ما بأحد ابائهم او اجدادهم المشاهير , ويروون عنهم القصص والحكايا لاخذ العبرة والاعتبار , لما فيها من نبل و قيم ومكارم الاخلاق , من قبيل تفاخر قبيلة طي بحاتم الطائي , وتروي عنه ما تردد من كرم واخلاق نبيلة .    
فترفض الاية الكريمة المستوى السلبي , و تؤكد على قبول المستوى الايجابي , اما ذكر الله عز وجل فيكون في ثلاث وجوه :
1-    ذكر اللسان : وهو ان يذكر الله باللسان فقط .
2-    الذكر القلبي , وهو ان يذكر الله بالقلب فقط .
3-    ذكر اللسان والقلب , وفي هذه الحالة ينطق اللسان بذكر الله تعالى بحضور قلب . 
بعد هذه المقدمات , يقوم المتامل بالمقارنة بين ذكر الله و ذكر الاباء , كما وردت في الاية الكريمة , فنجد ان الشخص الذي يمتدح ويتفاخر باحد آبائه , سيتكلم بحضور قلب , وتبدو علامات تاثره بتلك الشخصية على وجهه وحركات يديه , بل وحتى طريقة تنفسه و انقباض وانبساط عضلات بطنه وجسمه , فتوجه الاية الكريمة المؤمنين ان يذكروا الله عز وجل بلسان صادق , وحضور قلبي , او حتى ظهور علامات خشية الله تعالى على انبساط وانقباض عضلات الجسم ! . 

( فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ )
تشير الاية الكريمة الى ان بعض الناس يطلبون ان تعمر دنياهم , ويتركون الحياة الاخرة , وهؤلاء ليسوا من المؤمنين , فالمؤمن يزهد في الدنيا , ويطلب ثواب اعماله في الحياة الاخرة , الغريب في الامر , ان الاية الكريمة وصفت هؤلاء بـــ ( الناس ) ولم تصفهم بالمؤمنين او المسلمين , رغم ان الكلام كان موجها لكافة المسلمين وبالخصوص الى حجاج بيت الله الحرام ! .
طالما ان الاية الكريمة وصفتهم بــ ( الناس ) , فلا بد ان يكون المقصود فئة ما وكما يلي :
1-    فئة المنافقين : وهذه فئة خطيرة , لعبت ادوارا خبيثة , اظهروا اسلامهم ولم يسلموا , خالطوا المسلمين وهم لهم كارهون .
2-    فئة ضعاف الايمان : وهذه الفئة رغم اسلامها , لم يتوغل الايمان الى قلوبهم , هؤلاء بجهلهم وقلة ايمانهم , يطلبون تعجيل ثواب اعمالهم في الدنيا .
3-    فئة المؤلفة قلوبهم : وهذه احدى الفئات التي لم يتوغل الايمان في قلوبهم , رغم بيان اثاره الظاهرية عليهم .   





حيدر الحدراوي
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/04



كتابة تعليق لموضوع : تاملات في القران الكريم ح22
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net