صفحة الكاتب : احمد الخالدي

التحية
احمد الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  مما لا شك فيه أن كل أفعال الإنسان المكلف تندرج ضمن خمسة أنواع من الأحكام، فأما أن يكون الفعل واجباً أو مستحباً أو حراماً أو مكروهاً أو مباحاً.. وما يعنينا من هذه الخمسة حكمي الواجب والحرام، والواجب ما ورد في الشريعة بقسميها القرآن والسنة أمر واضح بإتيانه، والحرام ما ورد في الشريعة أمر واضح باجتنابه، وقد بيّنت الشريعة الأمور الواجب اتيانها ومنها الصلاة والصيام والحج وغيرها، وبيّنت كذلك الأمور الواجب اجتنابها، والمسلمون متفاوتون في اتباع  الأوامر والنواهي كل بحسب ايمانه..
لكن هناك مسألة لافتة للنظر كثُرت في مجتمعنا اليوم، وهي مسألة ردّ التحية، والغريب أن الكثير من الناس يغفل عن أن ردّ السلام واجب كالصلاة، ولكنه كفائي؛ والملاحظ في أوساطنا أن البعض يردّ التحية مبتورة أو ناقصة، مع أن الشريعة أمرت بالردّ بأحسن منها، وعلى أقل تقدير مثلها قال تعالى: (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ حَسِيباً)النساء: 86، فلو قال شخصٌ: (السلام عليكم)، جاء الردُّ عليه: (سلام، أو هلا عيني، أو هلو، أو ما شابه)، وهذا الردّ بهذه الكيفية لا يُسقط الواجب الذي فرضه اللهُ تعالى علينا؛ لأنه ليس مثلها ولا أحسن منها.
وأفضل التحية هو السلام فقد جاء عن الشعبي، عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: سمعتُ سلمان الفارسي (رضي الله عنه) يقول لي وللأشعث بن قيس: إن لي عندكما وديعة، فقلنا: ما نعلمها إلا أن قوما قالوا لنا أقرئوا سلمان عنا السلام، قال: فأي شيء أفضل من السلام، وهي تحية أهل الجنة).
 وقد لا يعي الناس خطورة هذا الأمر، إذ أنهم يحسبون أن التحية أمر ثانوي يتعلق بالعرف والتقاليد الاجتماعية ولا علاقة له بالدين، وهذه الخطورة تكمن في عدم تنفيذ أمر من أوامر الله الواجبة، وليس مهماً أن يكون ردّ التحية بالمثل أو بأحسن من المثل، وهذا مثل ترك الصلاة استخفافاً بها، فحري بنا أن ننتبه الى كثير من الأمور التي نضعها في معظم الأحيان في لائحة الأعراف، وهي من صميم الفرائض أو نضعها في (خانة) المزاج او الأذواق وهي من لبّ الواجبات.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/16



كتابة تعليق لموضوع : التحية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net