صفحة الكاتب : قاسم محمد الياسري

الثالوث القيمي لسيكولوجيا المواطنة العدالة والحرية والمساوات
قاسم محمد الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد أن عبثت السياسة بالعدالة والنظام الأخلاقي في وطننا إنفجرت صرخات المواطنة مطالبة بالعدالة والمساوات بلا قمع للحريات فالخلافات السياسية والتخبط الاداري في مؤسسات الدولة المحاصصاتية أيقضت الوعي الوطني وجددت الفكر في حياتنا اليومية للبحث عن مساحة السلام مع النفس ومع الاخرين فتعالت صرخات المواطن نريد وطن والوطن يصرخ أين الوطني الذي ينقذني من نزيف الدم والخراب وكلاهما يبحثان عن سلوك المواطنة السليم . في هذا الجزئ من دراستنا التي سنقدمها للقارئ إستندت لمبدأ المواطنة على الثالوث القيمي (العدالة والحرية والمساوات)هذا الثالوث هوالذي يمنح مفهوم المواطنة معناه الحقيقي ويخرج المواطن من حالته السلبية المجردة الى مشارك حقيقي وفعال في كل أنشطة الوطن فالوطنية ليست شعارا مجرد من حقيقة وواقع الحياة بل هو منظومة قيمية إدارية وسياسية تتجه بكل الامكانات لمنح المواطن جميع حقوقه التي تدفعه للالتزام بواجباته ومسؤلياته الوطنية .وسيكولوجيا المواطنة والإنتماء للوطن ليس شأنا سهلا وعابر بما تختزنه من عمق وجداني وعاطفي يرفده عمق فكري وتاريخي بل هي قيمة انسانية كبرى تكتسب أهميتها عند البشر جمعاء لأن المواطنة تمثل الوعاء الحاضن الأكبر والضروري لمشاريع التقدم والتطورالإنساني لكل وطن . وبما ان مفهوم المواطنة مرتبط بالمواطن بروابط عدة أهمها الإنتماء والهوية فالمواطن هو من يحمل مفهوم المواطنة وهو المعنى المضاف للانسان حين يكون مرتبطا بمجتمعه فهو الانسان مضافا إلية مدلول من دلالات الوطن  فالوطن في معناه الواسع هو من يمنح المنتمي له حقوقا هي أقرب من دلالات وجوده ومجال فعالياته والمواطنة كمفهوم وحقيقة وإجراء هي إبداع إنساني دستوري يضمن لجميع مكونات المجتمع المشاركة في إدارة شأنه العام وإثراء الوطن بمختلف الاصعدة وفي جميع المستويات .فالمواطنة هي حقوق وواجبات ومنهجا في السلوك وممارسة لآفاق وتطلعات لحقائق دستورية وسياسية مروهونة بواقع إجتماعي وثقافي وفق دراسة للعلاقة بين المواطنة والتعددية الثقافية دعما للتنوع الثقافي في بناء المجتمع ودعما لعلاقة الانتماء الجمعي المشترك في الوطن .أما الإنتماء الوطني كمفهوم هوإشارة بالانتساب لكيان وطني متوحدا معه ومندمجا فيه بشرف حين يشعربالأمان في داخل الوطن .. ومفهوم الانتماء مفهوما مركبا ذات أبعاد عديدة منها الهوية الوطنية التي هي دليل وجوده فتبرز سلوكيات افراد في مجتمع الوطن كمؤشرات للتعبيرعن الهوية ومن ثم الانتماء لمجتمع الوطن وهذا الميل يؤكد رابط الإنتماء الوطني تصاحبه رغبة وجدانية في المشاعر للحب والتوحد لتعزيز التفاعل والإستمتاع بالإنتماء للوطن في مجتمع الوطن وكل هذا يساهم في تقوية الإنتماء ونموه مصحوبا بالولاء الذي هو جوهر الالتزام بدعم الهوية الذاتية ويقوي هوية مجتمع الوطن .ورغم إختلاف الآراء حول الإنتماء الوطني مابين كونه حاجة نفسية اساسية او كونه اتجاها وشعور واحساسا ونتيجة لكونه حاجة وشعور بافتقاد لشيئ معين سواء كان المفتقد فسيولوجيا داخليا او سيكولوجيا إجتماعيا كالحاجة الى الإنتماء والانجاز أو كونه ميلا او دافعا .وهنا يتبين مما تقدم يؤكد إستحالة حياة الأفراد بلا إنتماء لأن الإنتماء  يبدأ مع الإنسان منذ لحظة ولادته بهدف اشباع الحاجات الضرورية لكل شخص وينمو هذا الإنتماء بنمو ونضج الفرد الى ان يصبح انتماءه للمجتمع الكبيرالذي يتطلع الى أن يشبع حاجات افراده ولا يمكن ان يتحقق للانسان الشعور بشخصيتة ومكانتة وأمنه وقوته وحبه وصداقاته الا من خلال مجتمع الوطن . والسلوك الانساني لا يكتسب معناه الا في موقف اجتمعاعي يظهر من خلاله مهاراته وقدراته.فالانتماء كطبيعة نفسية اجتماعية ذات علاقة ديناميكية بين الاشباع والانتماء لإن إشباع حاجات المواطن يؤدي الى الرضا والأمن بما يعززالإنتماء للوطن أما عدم الإشباع سيؤدي الى توقف نمو حب الإنتماء للوطن وربما الى نمو الأنانية والفردية وخمول التفاعل مع مجتمع الوطن ومن ثم إنعدام المسؤولية الإجتماعية التي تعد من مظاهرأزمة الإنتماء للوطن وعدم الإكتراث واللامبالات تجاه المجتمع والوطن وهذا قد يؤدي الى الاستهانة برموز المجتمع وثقافته وإنقطاع الصلة بين أفراد مجتمع الوطن ومؤسسات الوطن وينتاب أفراد الوطن الشعور بالإغتراب داخل وطنهم  الذي هو ضد الإنتماء.. ويأتي الإغتراب الذي هو ضد الإنتماء حين يطغى الحرمان وعدم الأمان والإهانة والتذمرنتيجة معوقات سياسية تحول دون ترسيخ مفهوم المواطنة والإنتماء للوطن .فقد عم المجتمع شعورالغربة لأن من يقول كلا للمستبد ينزل علية غضب الأرض وإرهاب الجهلة أغبياء الوطن.فأصبحت غربة الوطن هواية إجبارية .فقد علمتنا السيدة غربة أكثرمن أي إستاذا آخر كيف نكتب أسم الوطن في النجوم على سبورة الليل. وهذا مايحدث للاسف وينمو بصورة متصاعدة في مجتمعنا نتيجة الفشل في ادارة الوطن وهنالك الكثيرمن الدارسين والباحثين والمفكرين والمثقفين الوطنيين أكثرمايغشونه هو نمو الضغوط الفكرية التي تحارب وتضطهد مشاعرالإنتماء الوطني التي تدفع لإنطلاق صرخات  البحث عن وطن في وطن داخل الوطن  بسبب نمو مشاعرالإغتراب في داخل الوطن وصرخت الأحتجاج التشرينية (نريد وطن)لا زالت مستمرة وأعطت جرعة وعي لنمو مشاعرالإنتماء والهوية الوطنية ...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم محمد الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/26



كتابة تعليق لموضوع : الثالوث القيمي لسيكولوجيا المواطنة العدالة والحرية والمساوات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net