صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

التظاهرات والنتائج المخيبة
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تعد التظاهرات أفضل طريقة لنصح وتقويم للحكومة من قبل المواطن.. ومؤشر على وجود خلل في الأداء وعليه يجب التصحيح، وخاصة في مسألة الغبن، ونحن على أعتاب السنة التاسعة عشر من عصر الديمقراطية، فكل الحكومات السابقة أضرت بالوطن والمواطن، لأن الذين تبوأوا المناصب تحولوا لمقاولين، وتركوا التكليف وإنشغلوا لبناء إمبراطورياتهم، وتوغلوا في كل الأروقة الحكومية، سعياً ولهاثاً وراء الكراسي ونسوا أنهم خدم للمواطن، سيما أنهم أقسموا بالقرآن الكريم للخدمة .

تطفوا على السطح بين الفينة والأخرى، ظاهرة جديدة لم يألفها الشارع من قبل، ولا في الحكومات المتعاقبة من بعد عام الفين وثلاثة، إلاّ في حكومة عادل عبد المهدي، فقد خرج من بين المتظاهرين شباب مغرر بهم، يسارعون لحرق الشارع والمؤسسات الحكومية والأملاك العامة، وقطع الشوارع وغلق المدارس، وفرض الإستقالة على المدراء العامين بالقوة، وتحت مرأى ومسمع الدوائر ذات العلاقة.. وهذا أمر جديد تحركه أيادي معلومة ومعروفة، مع نفي الحكومة علمها بهكذا أمور! وكأننا في دولة الصومال .

كان الدور الأكبر للسفارات العربية وبالخصوص الخليجية، تقودهم وتدعمهم سفارة أمريكا وبريطانيا، بعد توقيع السيد عادل عبد المهدي إتفاقية "طريق الحرير" ولو نفذت هذه الإتفاقية لتخلصنا من المتاعب، التي ذقنا مرارتها كالبطالة ونقص في الخدمات والأموال، كون الصين أخذت على عاتقها بناء العراق من جديد، وجعله أفضل من دول كثيرة، وكل ذلك دون دفع سنت واحد نقدا، بل مقابل النفط خارج حصة الأوبك، وهذا النفط الذي يتم سرقتهُ نهاراً جهاراً من جهات معلومة، دون تحريك ساكن من الحكومة بالمحاسبة.. ولا نسمع سوى الجعجعة وكلمة ((سوف)) تعلوا القائمة.

كان أحد رؤساء الكتل، أعطى للسيّد عبد المهدي مهلة سنة لتعديل المسار، وقد تحمل كل التبعات للحكومات التي سبقت، وكأنه هو المذنب في كل الذي حصل للإنحدار في الأداء الحكومي، بيد أنه بهذه الحكومة التزم الصمت مع كل التخريب المتعمد، الذي حصل ولا زال يحصل، وربنا وحده يعلم ماذا تخبئ لنا الأيام القادمة.. حيث إنحدر المستوى المعيشي لدرجات خطرة جداً، ولا تتحمل أكثر من ذلك، وأصبحت شريحة الفقراء كبيرة وواسعة، مع بقاء النفط وتصديره، ووصلت العائدات لستون مليار دولار وأكثر.

من ضمن الإتفاقية مع الصين، ينص أحد فقراتها على باب إحتواء العاطلين، بتكفلها ببناء مصانع في كل العراق، ولو تم ذلك ومن تاريخ الإتفاقية، لكان وصل البناء اليوم لنصف المدة، وتكون في العام القادم جاهزة للعمل، بدل الإعتماد على الإستيراد وإستنزاف العملة الصعبة، وهذه نتائج التدخل الأمريكي الذي يسعى لخلق الأزمة، ودوامة لها بداية دون نهاية،..

كان من المفترض إقالة رئيس الوزراء، عندما أصبح طوع الإرادة الأمريكية الهدامة، سعياً للبقاء في العراق لنهب الثروات.. ثم أليس المفترض من الجانب الأمريكي، الإنسحاب بعد التصويت من قبل النواب على ذلك؟

بعد أن تحولت التظاهرات من سلمية الى تخريبية، بات التخريب السمة الأبرز، وتلك المجاميع التي تتظاهر اليوم، تكاد تكون رسائل بائنة للعيان، والغرض يعرفه الجمهور العراقي، لانه يعرف من يدير الدفة، وإلا ماذا تسمي عدم التدخل من قبل مكافحة الشغب، عندما تكون التظاهرة للجوكرية!.. وتتدخل حيناً آخر على حملة الشهادات العليا، الذين يطالبون بأنصافهم ويعتدون عليهم بالضرب المبرح، وتصل الى حد الرمي بالإطلاقات النارية، وقد سُجّل ذلك بالمستشفيات، من خلال نقلهم بعجلات الإسعاف او السيارات الخاصة؟!

هنا بإمكاننا القول، أن تلك التظاهرات فاشلة، كونها لم تحقق ما يطمح له المواطن العراقي، وما دامت أمريكا موجودة، فلن نرى خيراً في المستقبل القريب .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/26



كتابة تعليق لموضوع : التظاهرات والنتائج المخيبة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net