الأستثمار وسوء الخدمات
عماد الجليحاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أن حضارة بلاد الرافدين حضارة عريقة تمتد إلى آلاف السنين ، بدأت من سومر وأكد وآشور وبابل وشّعت بنورها إلى كل العالم القديم ، ومنذ ذلك الوقت كان أهل الرافدين يضعون القوانين المهمة وينظمون الأساسيات الكثيرة للحياة  في جميع المجالات ..في الطب والكيمياء والفيزياء والرياضيات والزراعة وغيرها من العلوم والفنون ..

ونحن أحفادهم اليوم نعيش في الألفية الثالثة والعالم من حولنا يخطوا آلاف الخطوات العلمية والمعرفية يومياً ، ويتقدم في عملية بناء البلدان وتطوير كفاءة الخدمات ، ونجد أن حتى الدول التي مرت عليها دورات طاحنة من الحروب والصراع لكنها أستعادت قدراتها وبنت أقتصادها في شتى المجالات معتمدة على نفسها وعطاء أبنائها ، فأصبحت خلال سنوات قصيرة دولاً صناعية منتجة من الدرجة الأولى ، وراحت تصّنع وتّصدر منتجاتها إلى كافة دول العالم ، ونجد هذه أن حكومات هذه الدول تدعم مواطنيها بكافة أشكال الدعم وتشجعهم وتدفع بهم إلى مضامير العلم والأبداع والتألق ..

فماهو الفرق ياترى بين هذه الدول وبين العراق ..؟العراق الذي يملك أهم الثروات الطبيعية التي يتمناها أي شعب على هذا الكوكب ؟لماذا هذا التأخير في الأنماء والإعماروفي الصناعة وفي الزراعة وفي كل المجالات الأقتصادية  والعلمية ؟

لقد تسبب سوء الأدارة والفساد المالي وسوء الإستثمار في العراق إلى كوارث أقتصادية ومآسي تنموية ألقت بظلالها على المواطن العراقي خصوصاً من أصحاب الدخل المحدود ( أو لنقل الدخل المفقود أساساً ) !!

أننا نأمل أن تنتهي هذه السلسلة الطويلة من الأحباطات التي يتعرض لها الوطن والمواطن منذ عدة سنوات ،  وعلى الحكومة الأسراع في القيام بثورة عملاقة في كافة المجالات الصناعية والزراعية والعلمية والإجتماعية ، ورفع مستوى دخل الفرد العراقي ..فكل شيء يساعد على هذه المهمة في بلدنا العراق  ..فالثروات الطبيعية الهائلة موجودة والحمد لله ..والموارد البشرية متوفرة لدى الشعب العراقي ..فهو شعب أصيل وقادر على النهوض في أول فرصة مناسبة تتاح له بشرط أن تتوفر له الدوافع الواقعية، وأن تكون رغبته في التغيير إلى الأفضل قوية وحاسمة  ..

 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat