صفحة الكاتب : د . حسن محمد احمد

الذاكرة السياسية للشعوب ذاكرة سمكية لا تعي الدروس ولا تتعظ بالعبر
د . حسن محمد احمد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 إن الذاكرة المنظمة كالحديقة المزهرة أو البستان النضر تزوره فيسرك منظره وتعود منه وقد امتلأت نفسك بهجة وسرورًا وغمرتك السكينة والطمأنينة وأنت منشرح الصدر، أما الذاكرة المضطربة فهي كالمخزن الخرب متى ما زرته ملأك الهم واغتمت نفسك وعدت وأنت منهك ومكدود الجسد وحائر الذهن مشتت الفكر. وفي هذه الأسطر نيمم أنظارنا نحو الذاكرة السياسية لشعب مكلوم هده الدهر وأحنت ظهره السنون.

إن من يصوب أنظاره تلقاء ذاكرة الشعوب، لاسيما شعوب دول العالم الثالث والتي نحن جزء منها، يجدها ذاكرة ملأى بالثقوب، ومصابة بأعطاب كثيرة، وتكاد تكون أشبه بذاكرة السمك، الذي لا ذاكرة له تقريبًا، ويتجلى ذلك، بوضوح جلي، في التاريخ والذاكرة السياسية، فالذاكرة السياسية للشعوب لا تكاد تعي شيئًا ولا تذكر إلا ما تريده لها الأنظمة والسلطة الحاكمة أن تتذكره، وكأن لسان حال الشعب يقول: النسيان نعمة يتمتع بها كل من يريد أن يركن إلى دعة الجسد ويستمرئ الخمول الذهني.

وإذا عدنا بذاكرتنا إلى سنوات خلت، 1939م عند اندلاع الحرب العالمية الثانية، وهي ليست بالبعيدة، نجد أن الإنجليز قد وعدوا الشعوب المستعمرَة بالاستقلال إن أعانتهم في الحرب، وبالفعل لم ينس الإنجليز وعدهم لنا، فكونوا من مؤتمر الخريجين الجمعية التشريعية التي صوتت على الاستقلال، ولكن هل تعلم أن كفة الاستقلال قد رجحت بصوت واحد فقط!؟؛ مما يعني أن ما يقرب من 50% من ممثلي الشعب السوداني كانوا يريدون بقاء المستعمِر، ولكن الإنجليز احترموا هذا الصوت الواحد وعملوا بموجبه على تنفيذ رغبة الأغلبية، فأجروا أول انتخابات برلمانية في العام 1953م والتي اكتسحها الإتحاديون بزعامة الأزهري (1900-1969م)، ليصبح في العام 1956م أول رئيس وزراء لجمهورية السودان، وفي 1958م أجريت أول انتخابات بعد الاستقلال وتولى فيها عبد الله خليل (من حزب الأمة) رئاسة الوزراء ولكنه ما لبث أن سلم الحكم للعسكر (الفريق إبراهيم عبود 1900-1983م) تسليم وتسلم والفريق عبود برئ، براءة الذئب من دم ابن يعقوب، من تهمة الإنقلاب العسكري، واستتب الأمر لعبود لست سنين (1958-1964م) حيث عادت الأحزاب مرة أخرى في  أكتوبر من نفس العام، وتم التوافق على فترة انتقالية مدتها عام يرأسها سر الختم الخليفة ولم يكتمل العام لتجرى انتخابات مبكرة في العام 1965م تولى فيها محمد أحمد محجوب (من حزب الأمة) رئاسة الوزراء، ولم تدم خلافات الأحزاب وصراعاتها على الكراسي والمناصب طويلا، ففي العام 1969م تزعم الملازم أول جعفر محمد نميري (1930 – 2009م)، انقلابًا عسكريًا تحول فيه حكم السودان إلى نظام جمهوري رئاسي بدلاً من رئاسة الوزراء، وفي العام 1985م تمت الإطاحة بجعفر نميري على يد المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب (1934- 2018م)، الذي وعد فأوفى بوعده حيث سلم الحكم، بعد عام واحد، للصادق المهدي الذي انتخب كرئيس للوزراء (1986م)، غير أن الذاكرة السمكية للأحزاب لم تستوعب الدرس، كما في 1964-1969م، لتعصف رياح الخلافات والصراعات الحزبية بالديمقراطية الثالثة في السودان، وليعود السودان، مرة أخرى لأيد العسكر والنظام الرئاسي الجمهوري في العام 1989م بعد إنقلاب تزعمه العميد عمر حسن أحمد البشير (1944م)، والذي استمر باعتقال عمر البشير وأعضاء حكومته من حزب المؤتمر الوطني في العام 2018م، ليتولى الحكم من بعده كوكبة متشرزمة (مجلس السيادة) وهو مكون من قسمين: مجلس عسكري، يرأسه عبد الفتاح البرهان، وآخر مدني، يرأسه حمدوك. ولا يبدو أن الذاكرة السمكية، حتى الآن، قد وعت الدروس واعتبرت بالتاريخ الطويل من الخلافات والأحقاد الشخصية تتفجر بين المجلسين وهي التي تحرك الضغائن والأحقاد والثارات القديمة.

      نعود بعد هذه الرحلة الطويلة لنطرح بعض الأسئلة والاستفسارات: لماذا لم يصوت الكثير من أعضاء الجمعية التشريعية للاستقلال؟ والإجابة، في ظني اليقيني، ضعف شخصيات المكون المدني وعدم قدرتهم على الإنسجام في ما بينهم، بالإضافة إلى قوة شخصية الزعامات الطائفية، عبد الرحمن المهدي (1885-1959م) وعلي المرغني (1880-1969م)، وهناك الكثير من القل والحسد والأحقاد التي انطبعت في نفوس السياسيين. وسؤال آخر: لماذا يستمر حكم العسكر لسنوات طوال على عكس الحكم المدني؟ والإجابة تكمن في أشباه المتعلمين ممن لم ينالوا من المعرفة سوى شهادات ورقية لا أكثر، فتراهم يلهثون خلف البذات العسكرية طمعًا في الكراسي الوزارية والحكم الولائي والأقليمي والمناصب السيادية .. وغيرها مما يجود به عليهم العسكر من فتات موائدهم، فيتهافتون عليها تهافت الذباب على ..، وعلى هذا النموذج فانظر وقس؛ لتجد صفًا طويلا وقائمة أطول ممن مهدوا الطريق للعسكر فصنعوا الطغاة الذين صعدوا على أكتافهم: عبد الخالق محجوب، عمر الحاج موسى، إسماعيل الحاج موسى، دفع الله الحاج يوسف، النزير دفع الله، منصور خالد، على شمو، حسن الترابي، بهاء الدين إدريس، سبدرات.. والقائمة تطول والمجال لا يتسع للسرد، وليتهم توقفوا عند هذا الحد ولكننا نجد أن كل من الصادق المهدي وحسن الترابي قد لجئا إلى العسكر في سبيل تحقيق مآربهما الدنيئة، ألا وهي الوصول إلى كرسي الحكم حتى ولو على ظهر الدبابات، وهذا ليست بالشئ المستغرب من أناس ليست لديهم من هم في هذا الكون سوى الشغف بكرسي الحكم ذلك الشغف الذي أعمى البصيرة والبصر وطغى على كل ما سوه من أحلام وآمال.

بيد أن ثمة أسئلة تثير الدهشة ويحار العقل في الإجابة عنها: ما هي الجريرة التي ارتكبها الأزهري ومحجوب وما هي التهمة التي أودعا بسببها السجن؟ ليموت الأزهري في غياهبه، دون حتى نعي يليق بمكانته كأول رئيس وزراء للسودان؟ هل كان فوزهما في الإنتخابات الحرة جريرة يستحقان بسببها السجن؟؟، ولماذا لم يثر ذلك الشعب الذي ناضلا من أجله؟ ولماذا لم يستنكر تلك الجريمة النكراء التي اغترفتها، في حقهما، الأيدي الآثمة؟. كل تلك الأسئلة لا إجابة لها سوى في أذهان أولئك الذين خدعهم لمعان الشهادات الورقية وبرقها الخلب، فساندوا الأنظمة الاستبدادية فصنعوا منه الفراعنة والطغاة طمعًا في فتات موائدهم، ثم راحوا يتباكون ويزرفون الدمع على ديمقراطية وأدوها بأيديهم الآثمة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

د . حسن محمد احمد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/21



كتابة تعليق لموضوع : الذاكرة السياسية للشعوب ذاكرة سمكية لا تعي الدروس ولا تتعظ بالعبر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال

 
علّق سنان السعداوي الاسدي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : الله حيوا رجال بني أسد في السعديه

 
علّق ايزابيل بنيامين ماما آشوري ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : سلام ونعمة وبركة عليكم اخي الطيب سليمان حياك الرب . طرحت مجموعة من الاسئلة يحتاج كل سؤال منها الى بحث منفصل. ولكن لابد من الاجابة ولو بصورة مختصرة . بولص شخصية مضطربة جدا فهو مجهول النسب والاصل يُعرف بأنه شاول الطرسوسي وحسب وصف الإنجيل فقد ساهم بقتل اسطفانوس رجما بالحجارة ويقول الانجيل (كان تلاميذ يسوع المسيح يرتعدون هلعا من مجرد ذكر اسمه ، وكان يلقيهم احياء في الزيت المغلي او يرضخ رؤوسهم بالحجارة) هذا الشيطان تحول فجأة إلى قديس وملاك ورسول ثم تتبع الانجيل واحرقه واتلفه وطارد التلاميذ ، ثم وضع بديلا عن انجيل يسوع انجيله المعروف بإنجيل بولص كما نقرأ في رسائله : 1- (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 2: 16 (في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلي ) 2- وقوله في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 16: 25 ( وللقادر أن يثبتكم، حسب إنجيلي) 3- وقوله في رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2: 8 (اذكر يسوع المسيح المقام من الأموات، من نسل داود بحسب إنجيلي). ففي هذه النصوص الثلاث ذكر بولص مختصر مهمته السرية التي كلفه بها مجمع السنهدريم اليهودي. الاول أن الله سوف يُحاسب الناس يوم القيامة حسب إنجيل بولص ، فلا إنجيل غيره. النص الثاني : ان الله سوف يقوم بتثبيت إيمان الناس حسب إنجيل بولص. النص الثالث: ان قيامة يسوع المسيح من الموت تمت بحسب إنجيل بولص. واما الرقوق التي جاء بها من منطقة العربية فهي مدرجة في إنجيله وكلها خزعبلات كتبها يهود الجزيرة له وامروه ان تكون بديلا عن انجيل يسوع المسيح. اما اعداء رسالة الاسلام بعد النبي فهم ابو بكر وعمر . وعمر اخطر من بولص لأنه درس عند اليهود منذ ان كان صغيرا وقد حاول ان يُدخل في القرآن ما ليس منه ولكن الرب ابطل عمله. هناك كلام كثير لا يسعه هذا المجال. تحياتي

 
علّق سامي التميمي ، على الامارات تسلم حمدية الجاف مدير المصرف التجاري العراقي السابق : هناك حقيقه متزامنة ان اكثر أموال الدوله العراقيه مهربة إلى الإمارات والأردن وهنا يبرز التزامن بقيام شياع السوداني للاردن اولا ثم الامارات وفي وقت واحد تحقق على الأرض تنفيذ المدن الصناعية المشتركه مع الأردن المفلسه والإمارات مركز المافيات وتبييض الاموال والتي ستدخل لبناء منشئات ميناء الفاو وكلتا الدولتين في اعلاه سيكونان شريكين باستخدامها أموال العراق المهربة في مصارفهما وعلى معنى مثلنا الشعبي ( من لحم ثوره واطعمه)

 
علّق سليمان علي صميدة ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : عودة ميمونة و مباركة للفاضلة ايزابيل خطر الغضب و الضلال يهدد أتباع جميع الاديان و خاصة المسلمين منهم و الدليل على ذلك اننا أمرنا أن نقرأ الفاتحة في كل ركعة من صلواتنا بمعدل 22 مرة بين فرض و نافلة .و لولا فداحة ذلك الخطر لما كان ذلك التكرار .و الهداية متعلقة بالصراط المستقيم و منوطة به حتما و الصراط المستقيم معروف ذاتا و عينا . و الغضب يترتب عن قتل الانبياء و الاولياء و الابرياء و قد حصل عند اليهود و النصارى و المسلمين و الضلال يترتب عن تحريف الدين و قد حصل عند الكل و الدليل على ذلك وجود المذاهب بالعشرات عند الكل رغم ان الله واحد و جبرائيل واحد و الرسول او النبي واحد على مر العصور مما يقتضي ان يكون الدين واحدا أيضا . هناك اكثر من حديث نبوي يؤكد اننا سنتبع اليهود و النصارى شبرا بشر و ذراعا بذراع و هذا يعني ان الغضب يشمل الكل و الضلال يستوعب الكل و هناك فقط فرقة ناجية عند الكل . و لئن كان بولص تلك الشخصية الغريبة قد تطوعت لتحريف رسالة المسيح عيسى بن مريم بحماس منقطع النظير فمن المحتم ان يكون لدى المسلمين بولصهم الذي قام بنفس الدور بحماس غريب ايضا . و شخصية بولص الذي لم يتصل بالمسيح اصلا تحوم حولها مجموعة من التساؤلات تستدعي اجابات فلم غير اسمه من شاوول الى بولص؟ و بعد ان اضطهد اتباع المسيح بلا رحمة لم رحل الى الجزيرة العربية ؟ و بمن اتصل ؟ و ما هي الرقوق التي اتى بها ؟ ثم لماذا انقلب تماما و ارتدى معطف المسيحية ليخرب الدين الجديد من الداخل؟ و هذا ما حصل فعلا . و وفقا لسنة او قانون القذة بالقذة و الشبر بالشبر و الذراع بالذراع و لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه و فقا لذلك و تبعا لذلك يجب ان يكون للمسلمين بولصهم ..قام تحريف الدين من الداخل و على علماء المسلمين ان يكشفوا الغطاء عن هذا التناظر المرعب و ان لم يفعلوا عليهم بحذف احاديث القذة و الشبر و الذراع من معجم الاحاديث النبوية .تلك الاحاديث صحيحة و ثابتة و تاريخنا يؤكد وقوع مضمونها و حصوله . و للسيد المسيح قولة شهيرة : أخرج اولا الخشبة من عينيك و حينئذ تبصر جيدا . و ما لم نخرج الخشبة عن اعيننا و نكتشف بولص المسلمين فسنبقى في تيه و ضلال مبين . و لذلك فإن حصر المغضوب عليهم على اليهود فقط و الضالين على النصارى فقط و تحميلهم هذا الخطر المزدوج لوحدهم هو تضليل في حد ذاته و الآية الكريمة ( أفإن مات أو قتل ) تجعلنا نشك في كل شيء .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : عودة ميمونة و مباركة للفاضلة ايزابيل و ان شاء الله بيلا انقطاع موضوع الغضب و الضلال في الفاتحة هو على غاية من الأهمية و لو كان الامر متعلقا فقط باليهود و النصارى لما أضطر المسلمون الى قراءة الفاتحة في كل ركعة من الصلوات الخمس بمعدل 22 مرة مع نافلة الفجر و الشفع و الوتر .و هذا التكرار الكبير للفاتحة لدليل قاطع على ان خطر الغضب و الضلال يترصد بالمسلمين فهم و اليهود و النصارى سواء في هذا الأمر و لولا ذلك لما أضطررنا الى الدعاء الى الله في كل صلاة لكي يجنبنا الغضب و الضلال و لما طلبنا منه الهداية الى الصراط المستقيم و هذا الصراط معروف و واضح بذاته و عينه .و الذين حاربوا الصراط المستقيم سيكون غضب الله عليهم اكثر من غضبه على اليهود و الضلال الذي اصاب المسلمين هو افدح من ضلال النصارى . عن علي بن حمزة ، عن أبي عبد الله الصادق ، قال : ما بعث الله رسولا إلا وفي وقته شيطانان يؤذيانه ويفتنانه ويضلان الناس بعده ، فأما الخمسة أولو العزم من الرسل : نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم ، وأما صاحبا نوح ؛ فقيطيفوس وخرام ، وأما صاحبا ابراهيم ؛ فمكيل ورذام ، وأما صاحبا موسى ؛ فالسامري ومرعقيبا ، وأما صاحبا عيسى ؛ فبولس ومريسا ، وأما صاحبا محمد ؛ فحبتر وزريق. و ما قام به بولس يدعو حقا الى العجب العجاب فقد قام بدوره بحماس منقطع النظير و نحن لا نعلم لماذا سافر الى الجزيرة العربية و بمن اتصل و ما هي الرقوق التي اتى بها . و نحن لا نعلم لماذا غير اسمه من شاوول الى بولس و لا نعلم ان كان في مولده او اصله امر ما غير عادي مخالف للشريعة مما جعله يقوم بمهمته التضليلية على أكمل وجه و بحماس غريب كأنما هو بذرة شيطان مثل الحجاج بن يوسف . نرجو من الفاضلة ايزابيل توضيح هذه الأمور

 
علّق سليمان علي صميدة ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : عودة ميمونة للفاضلة ايزابيل لو كان المغضوب عليهم هم اليهود فقط و الضالون هم النصارى فقط لما فرض علينا ان نقرأ الفاتحة في كل ركعة و نعيد نفس الدعاء و هذا يعنى ان هناك خطرا ما قائم في تاريخ الاسلام قد يجعل المسلمين من المغضوب عليهم او من الضالين و النجاة من الامرين هي الهداية الى الصراط المستقيم و ما لم تحصل تلك الهداية فالخطر قائم و اكيد .و الطريق المستقيم معروف و الضالون و المغضوب عليهم لا يتبعونه ! ***** حقيقة بقيت متعجبا لما قام به بولس و الحماس المنقطع النظير الذي استولى عليه .هل هناك تفسير لما فعله و لماذا غير اسمه من شاوول الى بولس ؟ و لماذا ذهب الى الجزيرة العربية و بمن اتصل و ما هي الرقوق التي اتى بها من هناك ؟ هل هناك شخص يشبهه قام بنفس الدور في الاسلام وفقا للاحاديث العديدة التي تشير الى اتباعنا لليهود و النصارى شبرا شبرا ؟.

الكتّاب :

صفحة الكاتب : فائق زيدان
صفحة الكاتب :
  فائق زيدان


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net