صفحة الكاتب : سيف اكثم المظفر

حراك تشرين.. وانقسامات الشارع
سيف اكثم المظفر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تطور الحراكات الاجتماعية ليس وليد لحظة او حدث زمني منفصل، بل هي دوما تتطور وتتغير وفق البيئة المحيطة بها، وهذا عادة ما يسمى "بالتكييف".. ومن المعلوم انه يخضع لقواعد أساسية، تفرضها المؤثرات والنفوذ والقدرة التغييرية، حيث لا يمكن تغير الجميع بمستوى واحد.

المجتمعات دوما ما تتغيير طبقا لمفهوم التطور، كونها كائنات حية قابلة للتفاعل وهذا يعكس نوع التغيير، ومدى التأثير والتأثر بالعوامل الخارجية و الداخلية، القابلة للتكيف الجديد..

تسعى الدول الاقتصادية العملاقة، لأن تتحكم بالشعوب وتصنع التغيير بما ينسجم مع سياساتها وتوجهاتها، لذا نشاهد تلك الحركات، تحاول ان تزرع ذلك في عقول شبابها وناشطيها، وان تلفت انظار العامل الخارجي لحركتها الداخلية سوف يعطيها قوة.. لذا تجدها دوما تتهم بالعمالة الخارجية ، بسبب هذا التوجه الخارجي ولو شكليا، فيحتسب الحراك الجماهيري المطلبي، على الخارج المتدخل في الوضع العراقي.

التظاهرات هي المكتسب الأهم بعد 2003، من ضمن المكتسبات التي تمنع عودة الدكتاتورية، وتحافظ على بناء الديمقراطية، لكن ما يتخوف منه هو خروجها عن السلمية، وتحولها الى حركات متطرفة تسعى لخراب البلد وإشاعة الفوضى، وترسيخ نمط جديد من الانحلال والشيطنة، واضافة هالة من التقديس لشخوصها، واتهام من ينتقدها بشتى الاتهامات الجاهزة، حتى وصل الامر حد تهم العمالة والتجسس والسفارة.

التهم جاهزة لكلا الطرفين، وتوزيعها بلا رادع، قد يأخذ منحى التخوين والقتل والخيانة العظمى، فيجب على جميع الأطراف، الالتزام بقواعد الحوار وسياقات المتبعة للتعبير عن وجهات النظر، واحترام الراي الاخر.. لتعم لغة السلام والحب والاحترام.

بناءا على ما تقدم، فان سبيل الحوار والتفاهم وتقديم التنازلات، و فتح باب المشتركات العامة التي تربط أبناء البلد الواحد، وغلق أبواب الاتهامات والتخوين، سيقدم نموذجا رائعا لتصحيح هذا الحراك الاجتماعي، وحمايته وتقديم حلول للمشاكل العالقة وتنفيد المطالب الحقة من قبل الدولة والحكومات المتعاقبة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيف اكثم المظفر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/07



كتابة تعليق لموضوع : حراك تشرين.. وانقسامات الشارع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net