صفحة الكاتب : عامر هادي العيساوي

داخل حسن وحضيري أبو عزيز والقمة العربية
عامر هادي العيساوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

دعي المطربان الريفيان العراقيان داخل حسن وحضيري ابو عزيز لزيارة القاهرة في خمسينات القرن الماضي من اجل إحياء عدد من الأمسيات الغنائية  هناك فشد الرجلان حقائبهما وتوجها بحرا الى هناك وحين وصلا الى تلك المدينة العظيمة بهرتهما الأضواء و وتيرة الحياة المتسارعة وشل نشاطهما  جهل المصريين للهجة العراقية وتجاهلهم التام للضيفين أينما حلا أو ارتحلا مما دفع حضيري ابو عزيز بان يقترح على صاحبه (داخل حسن ) باللهجة الجنوبية المحببة (خوية داخل ما تخل انرد لهنه ).
وحين حلت الليلة الموعودة صعد الرجلان على احد المسارح القاهرية المنقولة على الهواء مباشرة على إذاعة الجمهورية العربية المتحدة وراحا يتعاقبان على النياح او العويل او الغناء او سمه ما شئت وكانا يتوقعان أن يقابلهما الجمهور بالبيض الفاسد والطماطم ولكن الغريب أن المصريين في كل مكان تفاعلوا بلا حدود مع حنجرتيهما وحزنوا وتمايلوا وبكى اغلبهم رغم أنهم لم يفهموا شيئا مما يقال ولكنهم أحسوا من نبرة الحزن الواضحة في تلك الأصوات الرخيمة المترافقة مع تلك الموسيقى الجنائزية بان الرجلين ربما تعرضا الى كارثة إنسانية فقدوا فيها أطفالهم وعوائلهم وأعزاءهم وعشائرهم ولذلك فقد تضامنوا معهم .إن من يسمع داخل حسن في جوف الليل من بعيد او أي من البكائين على طريقته يحكم فورا بان صاحب ذلك الصوت ربما سيكون الوحيد الباقي على قيد الحياة من أهله وأصحابه .
ثم عاد الفنانان المحبوبان الى بلدهما فالتقاهما مندوب الإذاعة العراقية وسألهما عن غرض زيارتهم للقاهرة فأجاب حضيري متفاخرا قائلا لقد ذهبنا من اجل أن نلقي على ام كلثوم دروسا في الغناء.
إن تجربة الكثير من سياسيي العراق الجديد لا تختلف كثيرا عن تجربة داخل حسن وحضيري ابو عزيز على مسارح مصر وما زالت ذاكرة العراقيين تحتفظ بصورهم حين قدموا عام 2003 من جميع المنافي والبلدان بوجوههم المتعبة والخائفة من أي احتجاج شعبي واللاهثة خلف الناس تستجدي الرضا والمباركة .
ثم مرت السنين وتمكن حكامنا منا وتحصنوا بالأسلاك والكونكريت واستهانوا بالشعب بعد أن عاد الى ما يشبه الغيبوبة ولعل اكبر مصاديق تلك الاستهانة هذا الإصرار العجيب على إذلال العراق أرضا وشعبا من اجل عقد قمة للملوك والرؤساء العرب لا لهدف إلا ليشبعوا غرورهم ويصدقوا أنهم قد أصبحوا حكاما.
عن أية قمة تتحدثون وعن أي حكام عرب تتكلمون؟ .تذكروا أيها السادة أن مصر وليبيا وتونس كانت سفنا فيها دفة وبوصلة يتحكم فيها شخص واحد مجرم وقاس حين كان فيها فراعنتها المقبورون ,أما اليوم فان السفن ماتزال موجودة في بحر متلاطم ولكن من دون دفة او بوصلة,
تذكروا أن قمتكم هذه هي قمة آل سعود ومشايخ الخليج بامتياز وان كافة ماسي هذه الأمة وآلامها من صنعهم منذ أن وطأت أقدامهم ارض الجزيرة العربية ولو تناطحت نعزتان فان وراء إحداهما شيطان منهم أقنعها بان النعزة الأخرى كافرة تعبد القبور وتشرك بالله وتلعن الشيخين .
أيها العراقيون إذا حضر آل سعود والخليجيون الى بغداد على مستوى الطباخين فاستبشروا خيرا اما إذا حضروا بأنفسهم ملوكا وأمراء فاعلموا أن كارثة عظمى ستحل بالمنطقة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر هادي العيساوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/27



كتابة تعليق لموضوع : داخل حسن وحضيري أبو عزيز والقمة العربية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net