صفحة الكاتب : رضوان السلامي

رهين السجون والغربة
رضوان السلامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عاصر إمامنا المظلوم، المقتول بالسم، من قبل حكومة الظلم والجور، الإمام الكاظم (عليه السلام) في حياته الطيبة، عدة خلفاء طغاة ممن اتسم حكمهم بالاستبداد والفردية والتسلط، والظلم، وشدة الضغوطات الأمنية، ووطأة الخطط السياسية التي كانوا يضعونها، وكان (عليه السلام) واعيا لها، ومدركا لحجم، وأبعاد خطورتها، على المدى القريب والبعيد. 
فالتأريخ وإن زيف جزء وأخفي الآخر؛ يذكر أن تلك الخطط قضت بالسيطرة على مقدرات الأمة، ونهب خيراتها من خلال إتباع سياسة الترغيب والترهيب، والتأكيد على مبدأ القوة والقمع لكل صوت يرفض هذا النهج أو يعارض خلافة السوء ومن معها.  
أغلب الرواة والروايات تحدثوا عن تعرض الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، هو وأصحابه، خلال الفترة التي أعقبت وفاة أبيه الإمام الصادق (عليه السلام) إلى رقابة شديدة من قبل الحكام.. وبذلك ينكشف لنا اليسير مما كان يعانيه أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم ومحبيهم في تلك الفترة المظلمة المجحفة في أرض الواقع، لكن تأريخهم المزيف يسميها عصراً ذهبياً.
فأين العصر الذهبي من القتل والتشريد والتهجير القسري !! ولعلهم يقصدون قصورهم المذهبة والخدم والجواري وخليفتهم الذي يخطأ ويرتكب جميع أنوع المعاصي والكبائر لكنه يستغفر فيما بعد فيصبح رضي الله عنه !! 
عموماً نعود لإمامنا المظلوم المقتول، حيث تنقل في السجون العباسية واحدا تلو الآخر، ولم يبق في سجن واحد، بأمر من الحاكم الباغي، وذلك لأنهم عندما كان يضعونه في احد السجون يرون، بعد مضي فترة زمنية قصيرة، إن السجانين قد أصبحوا من عشاقه ومحبيه يقبلون عليه، ويتباركون به، ويزدادون عبرة وإعتبار من هذه الشخصية العظيمة.
ولكن نفوسهم المريضة المليئة بالحقد على آل محمد صلوات الله عليهم اجمعين، حرضتهم على ارتكاب ما هو أكبر من السجن والتعذيب، فأقدموا على قتل الامام بالسم، وبقية الرواية معروفة لدى الجميع. لكن نقول اين قبور طغاة بني العباس اليوم...؟ هي واصحابها الى مزبلة التأريخ... وأين مثوى أئمة الهدى والحق والصلاح؟ إنها جنة الرحمن في ارضه... والسلام على الكاظمين الغيظ، واللعن الدائن على من قتلهم ووافقهم على ذلك الى يوم الدين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رضوان السلامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/07



كتابة تعليق لموضوع : رهين السجون والغربة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net