السياسة في فهم الامام عليّ ( ع )

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لازلنا نعيش ايام الامام علي بن ابي طالب ( ع ) ، و كما قلنا ان الأجدر بنا ،  اضافة الى مراسيم الحزن و التي هي  ايضا من المطالب المؤكده ، ان نجعل للفكر و الاستنتاج و التحليل في حياة الامام ( ع )  الحصة الاكبر ، باعتبار هذا هو الاساس ما مطلوب منا  اتجاه امامنا ( ع ) ،  ان نعيشهم منهج و فكر و سلوك و اقتداء و تطبيق و عدم الاكتفاء بالحزن فقط .
محل الشاهد :  
 يقول الامام علي ( ع ) : ( و لقد أصبحنا في زمان ) ـ و كأنّه يحدِّثنا عن زماننا أيضاً ، و الأزمنة تتلاقى في كلّ الذين ينحرفون عن الخطِّ باسم الله (و لقد أصبحنا في زمانٍ قد اتّخذ أكثر أهله كيساً ) ، يعني فطنةً و ذكاء ، فالذين يغدر في مفهوم هؤلاء ذكيّ ، ألا يقال فلان شاطر و داهية ، لأنه يلعب على أكثر من حبل ؟ 
ألا نتحدّث عن كثير من الناس الذين يغدرون و يلفّون و يدورون بإعظام ، و نعتبر ذلك ذكاءً و فطنةً ، بينما هؤلاء هم أهل الجهل ، لأنهم لا يعرفون عمق الأشياء ، و لأنَّ الغدر يعيش في السّطح .
ثم قال ( ع ) (و نسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة ما لهم ؟! قاتلهم الله) ـ لأنهم ابتعدوا عن الله ـ الى ان قال ( ع ) (قد يرى الحوَّل القلّب ) ، و هو البصير بتحويل الأمور و تقليبها ، ويكمل ( ع ) :  (و جه الحيلة) .
فهل إنَّ علي بن أبي طالب( ع ) الذي أعطى الفكر عمقه و امتداده و سموّه لا يفهم اللّعب على الحبال ؟ و لا اللّفّ و الدّوران ؟ إنه يفهم ذلك ، و لكن الفرق بينه و بين الآخرين ، أنهم إذا رأوا الحيلة أخذوها ، بقطع النظر عن أية نتائج سلبيّة أو إيجابيّة إزاء تكليفهم و التزامهم، و لسان حال الامام علي ( ع ) ، يقول : أنا أسير و أسير و الحيلة أمامي ، و أمر الله أمامي يقول :  لي قف ، و نهي الله أمامي يقول لا تتحرّك ، فأقف و أنا أعرف الحيلة جيداً ـ (و دونها مانع من أمر الله و نهيه ، فيدعها رأي عين بعد القدرة عليها ، و ينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدّين ) .
إذاً ، الامام علي ( ع ) ، يقول :
أنا أفهم السياسة جيّداً ، و أفهم كلّ ألعاب السياسة ، و أفهم غدر السياسة و انحراف السياسة ، و لكنّ مشكلتي هي *أنّني و لدت على الحقّ ، و جاهدت من أجله ، و أريد أن أموت على الحقّ ، فلا يمكن أن يقترب الباطل مني ، و لا يمكن أن أقترب من الباطل ، حتى لو كان ربحاً* . 
إنه يقول : أنا مع السياسة ، سياسة الحقّ و سياسة العدل ، لا سياسة الجور و لا سياسة الباطل ، لأنّ الإنسان المسلم المسؤول هو الّذي يدير أمور الناس من خلال ما يصلح أمرهم في العمق و في السطح و في الامتداد ، فلا يستبطن إسلامهم كفراً ، و لا تختزن استقامتهم انحرافاً في داخلها . 
هذا هو الامام على عليّ ( عى) في السياسة ...
فاين انتم من تنتسبوا له من كل ذلك ،  الامام علي ( ع ) ، كان منتصرا و هو مع الحق ، و لم يتخذ الباطل منهجا ، فاتعذوا و افهموا و اعلموا ، و كفاكم غفلة و جهل .
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/03



كتابة تعليق لموضوع : السياسة في فهم الامام عليّ ( ع )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net