صفحة الكاتب : رضوان السلامي

التعليم إلزامي مجاني 
رضوان السلامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إن اللحاق بالمجتمعات التي تخلفنا لقرون عنها، بات قاب قوسين أو أدنى (شبر وأربع أصابع) خصوصا بعد زوال حكم الدكتاتورية البغيض، الذي حكر كل شيء من شأنه أن يخدم الشعب ابتداء من التعليم (الذي حرم الناس منه ولم يستفد لا هو ولا زبانيته) والذي يعد أحد أهم أعمدة رقي وتقدم البلاد، والحقيقة الجميع كانوا ينتظرون قفزات كبيرة في هذا المجال، لكن الحال بقي على ما هو عليه بل قلت كفاءته، والعلة بهذا الباب باتت مبهمة، فيتمحور هنا سؤال لابد أن يطرح؛ هل التقصير مادي، أم معنوي؟ أم هناك يا ترى محاولة لضرب التعليم في العراق، الذي احتل الصدارة لعقود من الزمن.  
فالكلام الذي يدور حول الشفافية والتطور والإنفتاح والرقي، والتواصل ذو البعد الحضاري المنبعث من عمق (الحضاروية) العراقية، وفق (منظوريات) سياسينا(كلام الديمقراطيين الجدد ذوي الشهادات المتعددة)هو الذي  جعل المواطن العادي يتصور الماجستير أو الدكتوراه (زلاطة) عبارة عن (قاط ، ورباط أحمر)، مع كلام مليء بمصطلحات غير معرفة حتى في مختار الصحاح.
كما إن رؤية عشرات المدارس، وهي تصبغ وتجهز برحلات جديدة، وتوضع فيها أجهزة تبريد، كان عنصر مباغتة حذق جدا، استطاع أن يبهر الأغلب الأعم من شعبنا، لكن الجميع استوعب كم التدريس الهائل، من أول محاضرة في بداية العام الدراسي الجديد، بعد (بخة) تبريد في يوم حار، مفعم بالرطوبة العالية، التي يتمتع بها جونا الرائع.
كما إن المناهج الدراسية العزيزة، لم تتعبهم جد، فتم حذف ما حذف وتغيرت السنة من  2004م إلى 1427هــ منجز رائع إذ اكتشفوا بعد دراسة مفرطة، أن التأريخ الميلادي الذي كان يتصدر الغلاف، قد أربك الطلبة لعقود من الزمن الغابر، فآلوا على أنفسهم الإ أن يرفعوا عن كاهل الطلبة الأعزاء هذا العنصر المربك.
أما التصنيف المجحف للمدارس، من قبل النظام المقبور،عندما أسس مدارس نموذجية (فول أوتوماتيك) وأخرى بدون مواصفات (أبو النعلجة) فقد أثار حفيظة كبار المسؤولين في مجال التعليم (نصفهم من النظام السابق، ومن قياديي الحزب الفاشي) لدرجة أنهم نددوا بالقرار وقدموا البديل وهو التساوي التام أو الموت الزؤام.
فتأسست مدارس التساوي، فكانت بحق نموذجا يحتذى به (من باب حذى حذوة) ذات الطوابق المتعددة، والصبورات الحديثة، والرحلات المستوردة، من أرقى المناشئ والتبريد. كما وضعت سيارة إسعاف وسيارة شرطة، ومحولة كهرباء، جيدة للمدارس كافة، عدا التي تضم أبناء المسؤولين تحقيقا للعدالة المفقودة.
فصار ابن الفقير المعدم يجلس الى جانب ابن الثري، وابن المسؤول الكبير، يشاركه أحلامه وآماله وتطلعاته، والمكان نظيف، والهواء بارد، قادم من أعماق المكيف، وهم متساوون في الدراسة والتدريس والمعاملة، التزاما منهم بمبادئ حقوق الإنسان، ومتطلبات الديمقراطية الجديدة. عذرا نحن نحتاج إلى بداية جادة، نحو مكافحة التعليم الممصلح في عراقنا الجديد، من أجل بناء جيل متعلم، يتحمل حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، لأنه في المقابل لا يدفع شيئا، فالتعليم أولاً وأخيرا مجاني.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رضوان السلامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/30



كتابة تعليق لموضوع : التعليم إلزامي مجاني 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net