صفحة الكاتب : مهند البراك

دراسات في الغيبة المقدسة للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه
مهند البراك

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إن إحدى السبل المتبعة في جدلية الأحكام الموضوعة في الغيبة المهدوية، تحددها سمات تأويلية، غايتها تغيير مسار القضية ضمن منهجية ذات نزعة مرسومة عند بعض من كتبوا في قضية الغيبة المقدسة، ليرسموا مقبولية العرض العقلاني تحت اطر وملامح إنسانية  ولكن بتصورات مادية، على أساس أن ما يطرح من نموذج هي فلسفة تعويضية، تبيح الاعتقاد السائد بأنها فكرة... مجرد فكرة إنسانية تسعى لإنقاذ الناس من اليأس أو إقناعهم بالمصير المؤجل، وهي كما يصورها نقاد الفرضيات السوداء بأنها أوجدت لعبة السعادة الواهمة، واستجارت بأمل لا يتحقق، لمداعبة الشعور العام للشعوب المضطهدة، تخلصا من توترات نفسية عامة...  ونرى أن بعث مثل هذه التعليمات هي التي ابتعدت عن المناهج التعليمية بالقضية كميثيولوجيا أو سواها... بينما من أولى سمات الأطر النقدية الموضوعية أن أي أحكام تصدر خارج تقنية المعايير المواءمة بحجم القيمة هي ادعاءات معرفية فارغة، بل هناك قيم لم يتم الاتفاق لها على معايير موضوعية، ومهما كانت دقة النقود ومهمتها، فقد توصل الكثير من النقاد على أن معالجة الغيبة المهدوية لا تتم عبر المعاجم إطلاقاً... بل يجب النظر إليها من خلال منظومة فكرية متكئة على مبانٍ عقائدية مسبقة، وليس على أمزجة شخصية أو تجارب خاصة تبحث في الكم العقلاني، كتجربة ابن خلدون أو سواها ولكنها لا تنظر إلى غيبيات كتاب الله تعالى الذي يتوفر بين دفتيه على كثير من العبر التي لا يمكن إخضاعها إلا لتحليلاتها الخاصة بها، ولماذا أساساً التسليم لفردية ابن خلدون والبنداري وأحمد أمين وجميع الذين نقلوا استنتاجاتهم بطرق ببغائية حالهم حال المستشرقين (كولدفرير- كولهاوزن- فان فلوتن- مكدولاند- برنالدلو- برنالد لويس- ماسينون- مونتوغمري وان) أمام مئات الشهادات والتصريحات لعلماء السنة  أنفسهم منذ القرن الرابع الهجري وإلى اليوم تعكس لنا بطرق تؤكد ولادة المهدي ابن الحسن (ع) وتشهد بصحة الأحاديث المروية عنه، ولا بد من الوضوح الإيماني لقيم المعجزات كمفهوم ديني، استساغها المنطق الديني ضمن ظواهر إعجازية قائمة بذاتها، أما من يريد أن يبحث في حيثيات النهج التاريخي ليسوغ نكران القضية برمتها دون أن يرتكز على المعنى المعروض بتفسيراته الصحيحة، فتلك إجراءات خاطئة لا تريد أن تقف عند دلائل القضية، مثلاً أن السرية التي اكتنفت ولادته، لها تفسير منطقي ولا يمكن أن يؤدي هذا الخوف على حياته والحرص على حمايته على استنتاجات عدم وجوده... وأما لو فسر يوماً الكم الإختلافي على النكران فهذا يلزم منهم نكران الدين كله قبل الغيبة المقدسة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند البراك
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/25



كتابة تعليق لموضوع : دراسات في الغيبة المقدسة للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net