صفحة الكاتب : زينب العارضي

أصلب عودا
زينب العارضي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ما ان أرى شجرة شامخة تنتصب وسط الأعاصير، وتغوص جذورها بين الصخور، حتى ينتقل ذهني مباشرة إلى قول مولاي الأمير (عليه السلام): "ألا وإنّ الشجرة البريّة أصلب عوداً والرواتع الخضِرة أرقّ جلوداً والنابتات العذبة أقوى وقوداً وأبطأ خموداً".

‌كانت تلك الكلمات النيرات ضمن رسالة كان قد أرسلها الإمام (عليه السلام) إلى عثمان بن حنيف وإليه على البصرة، ويا لها من كلمات ثرة، تنقل القارىء إلى آفاق رحبة، فيها للقلب والعين قرة، وكأنها تقول لكل من أراد أن يسلك الطريق إليهم، ويشد الرحال إلى رحابهم، ويعقد العزم على نصرتهم: كن كالشجرة البرية، ذات الأغصان العظيمة والجذور القوية، لا تهتز مع الريح، ولا تمل مع التيارات التي لا تفتأ تُهاجم الحق الصريح، بضلالات شؤمها القبيح.
‌كن قويًا وفي طريق الحق صلبًا أبيًا، لا تُساوم، لا تنحنِ، لا تُطأطئ الرأس، ولتكن في الله (تعالى) شديد البأس، ولكن اعلم أنّ من أراد هذا الطريق فعليه أن يوطّن نفسه للصعوبات، ومقاومة الألم والمعاناة، وتحدي المعوّقات، ومجابهة التحديات، فما كان طريق الحق يومًا مفروشًا بالزهور، وما كان الباطل ليدع المجال رحبًا أمام انتشار النور، فالصراع مستمر حتى يوم الظهور وتألق الدنيا بوجه الغائب المستور، (عليه وعلى آبائه الكرام أفضل الصلاة وأتم التسليم من الرب الشكور).
تحمّل، قاوم، اصبر، استمر، وإياك والتراجع واليأس، ولتكن جراحات المعصومين (عليهم السلام) ماثلة أمام عينيك، ورحلة كفاحهم في حياتهم زادًا ووقودًا لمسيرتك يشد من عزمك ويقويك، ‌كن شجرة قوية تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ولا تكن عشبًا اخضرًا يفتن الناظر مرآه، ولكنه سرعان ما يتطاير في الهواء عند أدنى ريح تغشاه، فالطريق الطويل يحتاج إلى عزم كبير وهمة عالية وطموح وشغف منقطع النظير.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زينب العارضي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/25



كتابة تعليق لموضوع : أصلب عودا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net