صفحة الكاتب : صدى الروضتين

ضيف وتجربة ( 1 )
صدى الروضتين

 الشاعر احمد السلطاني شاعر عراقي من كربلاء ارتقى مدارج الكتابة عام 1994ـ1995م شارك بعدة مهرجانات مثل مهرجان الطف الثاني والثالث وبعد مرحلة سقوط الطغاة شارك بثلاثة مهرجانات عالمية (فدك) في النجف الاشرف لعامين ومهرجان ربيع الشهادة الثاني في كربلاء، وقد تأثر تاثرا واضحا بالشاعر كاظم اسماعيل الكاطع حيث قرأ له بشكل غير طبيعي ودرس قصائده دراسة مستفيضة تعرف من خلالها على حرفنة الكتابة الشعرية ومناطق الجمال ..

صدى الروضتين :ـ ماهية الوعي عند الشاعر ؟ وماهي تكوينات الوعي.  ومن أين تأتي تاثيراته ؟ 
  الشاعر احمد السلطاني :ـ كتعريف خاص هو معرفة امهات الامور عن كل الاشياء ويستند الوعي على ثقافة تكون مداليل الشاعر الثقافية كتكوين مبدئي ثقافي(يعرف شيء عن كل شيء ويعرف كل شيء عن شيء) مع ملاحظة الفارق الذي تماهلنا عنه بين تكوين المتحضر والمثقف، ووقعنا في الخطأ السائد بينما الوقع الحقيقي يفرز لنا المتحضر هو ذلك الانسان الذي يواكب التطور الانساني الحضاري وهذا لايعني بالضرورة (ماهية ثقافية) بدليل انه يخوض في مواضيع لا أوليات له بها ولا قاعدة ولا مرجعية ثقافية تؤهله البحث فيها فهذا ليس مثقفا بينما الشاعر لابد ان يكون مثقفا مطلعا على كل شيء .
صدى الروضتين :ـ هل التحضر يعني الخلو من الوعي  ؟
الشاعر السلطاني :ـ لا اعني هذه الزاوية التي ذهبت لها ولكني اعني الفارق الواضح بين الماهيتين فالمتحضر هو من يقلد الغير بينما المثقف هو من يبدع الغير .. 
  صدى الروضتين :ـ نحن ايضاً بحاجة الى شاعر متحضر أم لا نريده وعلينا ابعاده عن الساحة الشعرية ؟
 الشاعر السلطاني :ـ ثق ان الشاعر المتحضر ما عاد يخدمنا لأننا فعلا نحتاج وخاصة الآن الى الشاعر المثقف الذي يشير الى وعي يقدر من خلاله ان يرشدنا الى خبايا القضايا والى ما هو مهمول فكرا رغم اهميته في الحياة يطأ مناطق بكر لم تطأها قدم .. 
صدى الروضتين :ـ هل نستطيع تقسيم هذا الوعي الى تجييل شعري فنقول هذا وعي جيل السبعينات وهذا وعي جيل الثمانينات ؟
الشاعر احمد السلطاني :ـ نعم هذا ممكن ولكن ليس كجيل كامل بدليل ان السباق الشعري كسباق المارثونات يبدأ بالملايين لينتهي بالآحاد فالمراحل التي سبقتنا مثل جيل الستينات والسبعينات كانت تمتلك النضوج لكن ليس كل المرحلة تمتاز بالوعي ولا الجيل جميعه يمتاز بالنضوج ولذلك وصلت عينات من تلك التجارب ولم تصل كتجارب عامة متكاملة فلم تصل الاسماء كلها بل الذي وصل الينا عبارة عن اسماء معينة قل ستة اسماء أو سبعة هم الذين سادوا الساحة الشعرية اما هذه الاجيال تمتعت بثقافة اوسع من تلك التي سبقتها ولم تولد هذه الثقافة عن فراغ خصوصا بعد سقوط  النظام المنهار اصبح لدينا انفتاح ومطالعة وتلاقح فكري مع العالم  .. ومن الممكن ان يخرج لنا جيل شعري كامل الآن وليس تجارب منفردة .. وليس بالضرورة أن تنحصر هذه المسألة في المناطقية يعني يكفي أن يخرج ثلاثة او أربعة من كل محافظة ليتكون لدينا شعراء جيل بأعداد ضخمة الآن انطلق ابناء المحافظات لأخذ حصتهم الشعرية كاملة أسوة بالعاصمة بغداد التي استحوذت على الكم الاعلامي فكان من غير الممكن أن تتسلق جدار المهرجانات من دون حضورها الآن اختلف فأغلب ابناء المحافظات هم الذين يساهمون بإحياء المهرجانات وهذا هو دليل نضوج عرفوا كيف يعملون الصح ليصلوا عن طريق الصح .
صدى الروضتين :ـ عندما آمنا بالتجييل الشعري واقرينا ربطه بالحالة الاجتماعية دون أن ندري فالجيل السبعيني كان  يتمثل به الوعي السياسي والجيل الثمانيني كان يتمثل به جيل الحرب...الآن بعد تحرير اليراع الشعري العراقي اصبح لدينا كحالة عامة ارهاب، فالوعي الشعري تفتح على القنابل والتفجيرات والتهجير القسري وعي خوف وقلق امني فكيف تفرز لنا الآن اختلاف التأثرات على وعي الانسان من سياسي ، اجتماعي ، وطني ، كانعكاسات ابداعية ؟
الشاعر احمد السلطاني :ـ الوعي موجود في جميع الحالات لكنه وعي متخبط لايستطيع تشخيص الحالة لعدة اسباب فالتعامل مع القضية السياسية الان تعاملاً حساسا لم نألفه من قبل، فالنقد لجهة ما متصدي للعملية السياسية التي صارت الان صعبة جداً، لأن السياسة قد ارتدت ثوب المقدس من جميع جهاتها والتنكيل بأي جهة هو التنكيل بما تمثله؟! وتلك محنة فالمسألة (متشابكة ومستعصية) على المتلقي كيف يستقبل افكارك ومستعصية على الشاعر كيف سيوصلها دون ان يخدش مشاعر احد في مقدساته التي لبستها السياسة والوعي السياسي عامة الآن هو وعي لم يصل مرحلة النضوج بحيث ان تتقبل مني وانا اتقبل منك فالمجتمع مازال جديدا على مثل هذه الديمقراطية التي لم نستوعبها اساسا بالشكل المطلوب .. ومن ثم نجد اننا لا نمتلك الحوار للاسف لحد الآن... لانمتلك قاعدة للحوار الصحيح، بدليل اننا نزلنا الى لغة السلاح فصار اعلا م لغة الحوار هو لغة السلاح .. وهذه كارثة وهذه طامة كبرى  تعصف بكل شرائح المجتمع المثقف والسياسي والرياضي والشاعر والفنان والاديب كل مكونات المجتمع تتعامل إذا صح التعبير بـ(ثقافة) السلاح، واذا ما تعاملت بثقافة السلاح فسوف تتعامل بثقافة الضد ثقافة الحقد فحين اطرح عليك ما لاترضاه ستحقد عليّ، لإنعدام الروح الرياضية والتقبل السلس للعملية  ونأمل في المستقبل ان نتعود على ثقافة الحوار الصحيح، هذا العيب ليس من الشاعر ولا من المتلقي وانما هناك بؤرة تقود هذه الصراعات، لأن الشاعر ايضاً قد خرج تواً من تجربة مريرة لم يخرج منها احد منا دون خسائر، هناك من خرج مكسور الاجنحة وهناك من اعتقل وعذب وهناك من اقسر على السكوت وهذا يعني الآن سيخرج الشاعر ومازال  يتملكه التوتر أمام هذا الانبثاق المفاجيء من درجة الصفر الى درجة قصوى في السماح للتعبير عن خلجات الشاعر ولذلك رأينا الانفتاح الهجومي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صدى الروضتين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/12



كتابة تعليق لموضوع : ضيف وتجربة ( 1 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net