لا تأريخ للعرب يُفتخر به قبل الإسلام
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صدّعوا رؤوسنا في كتب المناهج المدرسية وأحاديث المحدّثين وقصص وروايات القاصّين .. بأخلاق العرب وطباعهم الحميدة ، من شجاعة وشهامة وكرم ..
واعتقد ان هذه الأمور من أكذب ما نُقل من تأريخٍ عن حياة العرب - قبل الإسلام خاصة - ، ولهذا الكذب أسبابه : فأمّا أن يكون بسبب تعميم حالات نادرة على كل العرب ، كتعميم كرم حاتم الطائي ، أو تعميم شجاعة عنترة أو وفاء السموأل.. الخ ، وأمّا بسبب تأطير وتبرير الأخلاق السيئة بأطر المحاسن والصفات الحميدة ، وأد البنات يُعلّل بالخوف من إلحاق العار ، ونصرة الأخ حتى لو كان ظالماً بالحميّة .. الخ ، ومن الكذب أيضاً عندما يتم التركيز على ما يهبهُ العربي لا على ما ينهبه ..!!
ولعل الشعر الوارد عن تلك الفترة على رأس أسباب التاريخ الكاذب وتجميل الحقائق المشوّهة ، فأعذب الشعر اكذبه كما يُقال ، ويأتي من باب الفخر في الأحساب أو الطعن في الأنساب بما لا يتوافق مع الواقع ولا الحقيقة - الا نادراً - وحتى النادر منه لا يخلو من مبالغة وتحسين للكلام وتضخيم للرجز ..
لنراجع القرآن الكريم وحديث نبي وائمة الإسلام صلوات الله عليهم ولنقارن بينها وبين ما نُقل عنهم ، يكفي أن يصفهم القرآن بالجاهلية ..! بل نفس التأريخ المنقول نجده مملوءا بالأحداث والأخبار السيئة والتي تنسف وتناقض كل أحاديث التلميع تلك ..
كان الضعيف عندهم مُهاناً والذي ليس له حسب شريف مُحتقراً ، الغزو والسرقة كانت عندهم من الشجاعة والتبذير من الكرم ..
انتقد القرآن الكريم تبرج نساءهم { وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الأُولى } الأحزاب ٣٣ ، وأبطل حكمهم { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } المائدة ٥٠ ، ولم يرض بحميّتهم { إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ } الفتح ٢٦ ..
ولقد وصفت السيدة الزهراء عيها السلام حال العرب عندما خاطبت القوم بعد وفاة أبيها ص واله : { وكنتم على شفا حفرة من النار ، مذقة الشارب ، ونهزة الطامع ، وقبسة العجلان ، وموطئ الأقدام ، تشربون الطرق ( الماء الذي خاضته الأبل وبالت فيه ) ، وتقتاتون القِدَّ ( الجلد غير المدبوغ ) والورق ، أذلّةً خاسئين ، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم ، فأنقذكم الله تعالى بمحمد (صلى الله عليه وآله ) } .
ويصفهم أمير المؤمنين ع في إحدى خطبه : إنَّ اللّه بَعَث مُحمَّداً (صـلى الله علـيه وآله) نَذيراً لِلعالَمِين وأمِيْناً عَلى التَّنْزيْل وَانتُم مَعشَر العَرَب عَلى شَرِّ دين وَفي شَرِّ دار مُنِيخُونَ بَيْنَ حِجارَة خَشِن وحَيّات صُمٍّ تَشربُونَ الكَدِرَ وَتَأَكُلُونَ الجَشِبَ وَتَسْفِكُونَ دِماءكُمْ وتقطعُونَ أَرْحامَكُمْ الاْصنامُ فيكُم مَنْصوبَة وَالآثامُ بِكُمْ مَعْصُوبَة ..
لا تأريخ لهم كأمّة ، أما كأفراد او كحالات نادرة فلا تخلو اكيداً من مواقف وأحداث وشخصيات هي محط فخر واعتزاز ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat