صفحة الكاتب : علي هادي الركابي

قديس السماء ...وراهب الارض
علي هادي الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لست ممن يغوص في علم الرجال ؛ ولا من اللذين يغالون في بعضهم او جلهم ؛ فالرجال مواقف ؛ والرجال تاريخ وحاضر ومستقبل ؛ اعمالهم تبلور صفاتهم ؛ وتجعلهم في مصاف الطبقة الاولى منهم ؛ يخلدها التاريخ تبعا؛ وتقف مواقفهم راسخة في ام الكتب وعقول الناس ؛ تتوارثها الاجيال جيلا جيلا ؛ كل ذلك لم يك محض صدفة ؛ بل ان الغيب والقدر الالهي هو من يرفع من شان هولاء ؛ فيجعلهم في عليين ؛ في الدنيا قبل الاخرة .

سيدي ايها القادم من اقصى الشرق لتسكن قلوب الملايين من البشر ؛ بالقرب من عليا ابن ابي طالب؛ حبيبيك واستاذك الكبير؛ استحفلك بمعاناة الرسول الاكرم وحسرته ولوعته ايام سرية دعوته ؛ بجراحات عليا وبدمه المتناثر على سجادته ؛ بنحر الحسين واوصاله المتقطعة في ثنايا كربلاء ؛ بكفي ابي الفضل العباس وعطشه واخلاصه للحسين ؛ بنحر علي الاكبر يوم ذبح من الوريد الى الوريد ؛ ولوعة زينب وجراحات قلبها الدامي ؛ استحفلك بالطف وكربلاء؛ بجدك الغائب ؛ بالشهداء ؛ اخبرنا سيدي بعلاقتك مع الله ؛ فقد حيرت العالم جله ، فالعالم كله يقول ؛كل الطرق تؤدي الى روما ؛ الا النجف فلها تؤدي طرق روما ؛ ووقف ببابك ملك روما بل وملوك العالم ..سيدي ؛ قلبك يتحسر على المستضعفين والفقراء والمظلومين فهم رفاقك كاجدادك فقد كانوا رفاق عليا في كل محنه .

ما سر علاقتك مع الله فهو لايوفق اصحاب القلوب السوداء ويكشفهم للناس يوما ما ؛ اما انت فمنذ تسعون عاما كنت رفيقا مطيعا له؛لم تخالفه يوما ؛ وكنت رسولا للسلام والمحبة وخيمة للناس جميعا ؛ لذلك اجتباك دون غيرك وجعلك وصوتك مسموعا بين البعيدين قبل الاقربين ؛ فقال فيكم انت ومن مثلك (ونريد ان نمن على اللذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين).

هبة السماء لك ايها القديس لا تضاهيها هبة ؛ الكل ينظر الى عيناك فقد تزاحمت فيهما كل قساوة الزمن على المستضعفين ؛ وفي قلبك المجروح يوجد الحنين الكافي الذي يسع الملايين من البشر ؛ لم تفرق يوما ايها القديس وراهب الارض بين البشر؛ كنت ابا للجميع ؛ وحامي ديار الجميع ؛ وداع لله لتوفيق الجميع فملكت قلوب الجميع .

سيدي ايها القديس يا من تعشق السلام والمحبة والرفق ؛ كعشق عليا له ؛ والحسن ايضا ؛ بيدك كل مقومات القوة لكنك اصريت على ان تكون في جوار عليا ؛ متاسيا بجراح قلبه ايام صفين والجمل والنهروان التي لم تفك ان تتركنا يوما بذكرياتها ؛ في اكثر من واقعة طمست النهروان وغيرها في يداك الكريمتان فكان السلام للمعمورة .

ايها الساكن بجوار علي ؛ لم تك يوما قاسيا مع من كان قاسيا معك ؛ تسامحك ؛ رحمتك ؛ روحك ؛ سعة صدرك ؛ كل ذلك من خصال الانبياء والاوصياء ؛ كنت ممثلا صالحا لمهديك المنتظر عج ؛ فوقف في بابك خيار الناس ومن العالم كله ؛ وانذهلوا لتواضعك الرهيب ؛ ولسمو نفسك الزكية .

ماذا لو سمعك واطاعك الجميع ايها الراهب ؛ماذا لو نفذ اهل الحل والعقد خارطة طريقك في بناء النفس والدولة معا ؛متى نرى احلامك تتحق في هذا العالم ؛ وفي العراق ايضا ؛ هل لنا رزق من الله في حياة اطول ؛ لنرى ما يخفيه القدر والمستقبل معا ؛ربما مع انفاسك القدسية ؛ وروحك السامية ؛ سنرى العالم اكثر سلاما وامنا ايها القديس ...الراهب ؛ ونرى امنياتك فوق قبة جارك عليا ، فقد اوصا جداكما بسابع جار ؛وانت الاول ؛ ايها القديس العلوي ؛ ووارث سلام الاسلام ..والسلام .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي هادي الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/07



كتابة تعليق لموضوع : قديس السماء ...وراهب الارض
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net