كيف عززت فتوى الدفاع الكفائي عنصر المواطنة؟
اللواء علي حسين الحمداني


تعرضت الدولة العراقية بعد عام ٢٠١٤ إلى خروقات عدة أدّت بشكل مباشر أو تدريجي حسب ما يراه المختصون إلى شبه فقدان إلى لأهم عنصر من عناصر قوة الدولة؛ وهو المواطنة.

فكيف تزدهر المواطنة عند الفرد والفقر ينهش وطنيته شيئا فشيئا؟ أو حين تتعرض مدينته لهجوم تكفيري غاشم من قبل جماعة إرهابية لا ترحم وهو لا حول ولا قوة؟ بل يشعر بها وهو بلا سلاح يكفي للدفاع عن بيته وعرضه؟ لقد كان هجوم تنظيم داعش الإرهابي على العراق هجوما قويا وشرسا عجزت الدولة عن رده سريعا حتى أطلقت المرجعية الدينية العليا فتواها المباركة فأرتفع الحس الوطني وتعالت المسؤولية الوطنية عند الفرد وصار تحرير الوطن الجريح أول اهتماماته.

وبمرور الوقت تمكنت المواطنة من الوقوف في داخل كل فرد عراقي اغتصبت أرضه وخسر ما خسر جراء تلك الهجمة المفزعة، حتى بدأ ينتقل الشعور بالوطنية بين الشعب الذي عانى الحرمان والأمان كثيرا؛ ولكنه ومن الشعور أو اللاشعور أصبح يتحرك بحرص عال تجاه وطنه، وأستطاع من فهم ما له وما عليه وأن عليه تقديم واجباته ليحصل على حقوقه.

فالانتماء للبلد ليس بطاقة تعريفية في سجل النفوس فقط، بل هو دفاع عنه وشعور مستمر بالمسؤولية مهما كان حجم الإخفاق السياسي فالسياسة شيئ والوطن شيئ آخر.

ويتذكر المراقب للشأن العراقي أو المختص كيف كان الجو العام النفسي والاجتماعي قبل الفتوى وبعده، وكيف بات اليأس منتشرا بين أرجاء الناس يحتاج معجزة للتخلص منه والتوجه نحو إصلاح ما، يمكن إصلاحه من الخطوة الأولى وهي قتال المعتدين، ومن ثم تحسين وبناء الأراضي المغتصبة طبيعة ومجتمعا، وتجلت أولى مراحل تنفيذ الخطوة عندما هب ابن الجنوب كنواة أولى لتحرير ديالى وأبن ميسان للدفاع الموصل وهذه مما لا شك فيها هي المواطنة بعينها.

يبقى على المنهج الحكومي تتمة المشروع، فالحكومات ومن خلال السياسات التربوية المنهجية تزرع البذرات لشعور الفرد بالمواطنة والانتماء، ومما لا شك فيه إن العراقيين يحملون في نفوسهم من حيث الشعور واللاشعور روحا وطنية عالية، قد تلتهب في لحظات قاسية يعتقد آخرون أنها ستنطفئ، هي لا تنطفئ مهما دارت رحى انتزاعها سياسيا، محليا وخارجيا، فالعراقيون مرادف كبير للوطن.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اللواء علي حسين الحمداني

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/02/15



كتابة تعليق لموضوع : كيف عززت فتوى الدفاع الكفائي عنصر المواطنة؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net