صفحة الكاتب : حسن كاظم الفتال

الإعلام الحسيني بين شاهقة التمني وطواعية التأني الجزء الثاني
حسن كاظم الفتال

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بيد إن خيبة الظن بسبب عدم تحقيق ما وعدت به هذه العناصر وما تمخض في المرحلة الإستثنائية الحرجة التي مر بها الإعلام من تخبط وتذبذب وعدم استقرار كل ذلك أدى إلى توارد سؤالٍ صاغته المرحلة لتوجهه إلى أصحاب الشأن مفاده :

(هل فعلا استطاع هؤلاء من أداء المهمة التي تكلفوا القيام بها )؟

ثم ( هل أدى الإعلام الحسيني دوره وحقق الهدف الذي وُجِدَ من أجله )؟

هل استطاع أن يعيد إلى الأذهان أو يرسخ فيها فعلا حقيقة عظمة فيض رموز مفاهيم ومعطيات وأبعاد ومضامين الرسالة المحمدية التي ضحى من أجلها الإمام الحسين صلوات الله عليه ؟

لِمَ لَم تتبع هذه المؤسسات السياقات السليمة والصيغ والمنهجيات الصحيحة للعمل بما كان يتمناه التائقون للتزود بالعلم والمعرفة لفهم مستبطنات الرسالة المحمدية وما سار على نهجها الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين او ما يتناسب مع التراث الحسيني العظيم الذي نمّى جذوره رواد العلم والمعرفة .

ورغم أن الواقع والحقائق يمكن أن تفصح عن حقيقة الإجابات وعن عدم تحقق ما كان يصبو له الجميع إنما نترك هذا الأمر للمختصين بهذا الشأن .والواقع الذي يعيشه الإعلام كفيل بأن يطلعنا على الحقائق .

إن المتابع للإذاعات والقنوات الدينية والشيعية بالخصوص سرعان ما يستشف أن الكثير من الوعود لم يتحقق أيٌ منها .ولم يمارس الإعلام الحسيني دوره الحقيقي وافتقد الآلية التي ترشد إلى سبيل الهدى .

مزاجات تروج لثقافات غير معهودة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فإن وسائل الإعلام التي يحسبها الناس بأنها تمثل أهم وأبرز أداة لاكتساب معرفة عامة ولرفع المستوى الثقافي وتقويم المسارات ونشر العلم والثقافة المجتمعية هذه الوسائل اعتراها التعثر واضنتها الهفوات وتبين أنها لم تعد قادرة على تحقيق ما أسند إليها من وظيفة وأصبحت عاجزة عن تحقيق ما يرجى منها بل العكس من ذلك فإنها ساهمت بالتجهيل وأسست لثقافات غير معهودة لا تسمن ولا تغني من جوع .

ولعل أبرز سبب لحدوث ذلك كله غياب فكرة الراي والراي الآخر وعدم تقبل الراي إذ أن بعض الآراء التي تطرح وتدعو للتطوير لا تروق للآخرين أو لا تتناسب مع متبنياتهم لذا فإنها لا تواجه إلا الرفض .بل ويُنعتُ مقدموها بنعوتٍ غير منصفة وصارت النصيحة تفسر على أنها نقد لاذع والمقترح يُعد مبالغة في التعديل وقد خضنا كثيرا في هذا المضمار وحصدنا غيظ وغضب البعض وغلظة الرد بسبب تعارض الأمور مع المصالح الخاصة ..

ليس بغريب على أحد أن بعض المعنيين لم يحسنوا التعامل مع الآلية التي ينبغي أن تدار بها ماكنة الإعلام الحسيني وثمة أمور جانبية شغلتهم عن أن يبينوا للموالين عظمة مفاهيم ومضامين النهضة الحسينية تلك المفاهيم التي هي أبرز عامل من العوامل التي تقوي الأواصر بين الموالين وبين قضيتهم الحسينية ومعرفة التراث الحسيني في الوقت ذاته وبيان الترابط الزمني لكل ذلك.

اضطراب الآلية واستغفال الذائقة الجميعة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا الإنحسار المهني أدى لأن تقتصر الكثير من البرامج على أحاديث سردية أو برامج حوارية لا يُستبصرُ منها هدف واضح كما هي غير واضحة الهوية والمغزى دون أي جدوى ما هي إلا استضافات يقوم بها المعد والمقدم يستضيف أشخاصا مقربين ينظمون بعض القصائد أو أشخاصا منشدين يرددون ما يكتب الشاعر ويدور الحديث وتتكر الأسئلة والحوار والمجاملات ويستعرض الضيف قدراته من خلال الأداء والقراءة شاعرا كان أم رادودا دون أية إشارة لا للقضية الحسينية ولا للقيم والمبادئ التي قامت من اجلها النهضة الحسينية ولا أي تعريف وتبيان للتراث الحسيني العظيم . هذه البرامج بدلا من أن تعتمد في تقديمها السبل العلمية والفنية والمهنية والحرفية اعتمدت عامل المحسوبية والمنسوبية ومنهجية المزاجات الشخصية ودون أي مراعاة للذائقة المجتمعية الراقية لذا فإنها لم تحقق النجاح في استقطاب شرائح معينة من المجتمع .

مما أدى لأن ينتاب المتلقين الملل والضجر من ذلك . وكاد أثر التراث أن ينطمس ويمحى . وقد راحت القنوات الفضائية والإذاعات تتنافس على هذه البرامج المتشابهة مع بعضها وراحت تتكرر في الشاكلة نفسها حتى في القناة أو الإذاعة ذاتها ومع أكثر من مقدم للبرامج

وفقد الإعلام الحسيني وظيفته الحقيقية .

ومن أجل أن لا نبخس الناس اشياءها فإن ثمة أفرادا معدودين أو مؤسسات إعلامية تخصصية معينة تسعى لأن تقتحم الساحة وتقدم للقضية ما تستحق مما يمكن أن يؤشر بأنها حقا تقدح زند المعرفة لترسل ومضة إعلامية بوسع البعض أن يستضيئوا بها ويتم من خلالها إثراء التراث الحسيني يقترن بها مسعى إحياء ذكر آل البيت عليهم السلام لكي يحق لنا عند ذاك أن نطلق بكل أحقية عنوان ( الإعلام الحسيني ) فيجتمع بذلك كل الشتات الذي حل بنا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن كاظم الفتال
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/01/18



كتابة تعليق لموضوع : الإعلام الحسيني بين شاهقة التمني وطواعية التأني الجزء الثاني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net