صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

هذا جنوني فاللهم اشهد ( 3 )
علي حسين الخباز

  (21)

(عراقيون ولكن)
كربلاء.. مدينة عراقية مقدسة.. 
حيث فيها مرقد الإمام علي (ع)..! 
النجف.. مدينة عراقية مقدسة.. 
حيث فيها مرقدا الحسين وأخيه العباس (ع)..! 
:ـ ما هذا ؟من أين الأخ ؟ 
 فقالوا:- انه وزير عراقي.. 
:ـ وزير !!! ياه.. كيف إذا يحمل هوية يجهلها؟!! 
للأسف هناك من يعرفون مالا يعرفون.. 
ولا يعرفون ما يعرفون... 
يرددون كالببغاوات، ما تبثه فضائيات البين قوسين... 
يعترضون على المقبول، ويقبلون بالمرفوض... 
ثق إنهم يعرفون المدن الأوربية شارعا.. شارعا.. 
ويجهلون أوطانهم.. 
يجلسون في ابعد البلدان.. يخططون لعراق جديد.. 
يأتون من اجل المناصب، ومن دونها يرحلون.. 
ويعني إما قادة وإما يهاجرون.. 
يضحكني عتاب أحدهم:ـ 
لم يرسل لي احد بطاقة دعوة للحضور إلى بلدي!! 
(أ وليمة عرس هي أم ماذا؟!!) 
 وزراء ونواب عراقيون يجوبون العالم.. 
العالم كله إلا العراق.. 
وزير عراقي يسرق، ويدّعي أنه مواطن بريطاني.. 
وآخر أمريكي.. والآخر.. 
إذا كيف استوزر أو أنيب؟ 
لابد من رفض الجنسية الثنائية لأي وزير.. 
أو نائب يمثل الحكومة العراقية أو الشعب.. 
لابد من هوية توحّد الخطى والقلوب..
دعونا من حضارة تهمّش الانتماء.. 
 نريد منْ يقودنا أن لا يمتلك بيتا سوى العراق.. 
ولا جنسية إلا عراقية.. 
ولتسقط باقي الهويات عنه.. 
لكي نعرف حينها منْ يصون ومنْ يخون؟
&&&

 (22)
السيطرات
ثلاثة تعتصر القلب أذىً 
المستشفيات، مراكز الشرطة، السيطرات 
السيطرات: التي استحلت ذاكرتي، بمزيد من الأسى.. 
يقظة تحكم مفارق الشوارع، والأزقة والبيوت والوسائد.. 
لأمسها حكايات، لا نريد لها أن تعاد بلسان اليوم.. 
وليومها ملاذ تعجز عنه صعاليك الأمس.. 
نحلم أن تكون عناوين طيوف كربلائية السمات 
ندية نريدها كما الأضرحة ولهفة الزائرين..
خلوقة تحمل صفاء عراقيتنا.. هوية بيت، وعز نسب كريم 
فجميع اللغات، تعجز أن تعتذر عن سهو قاتل، وخاطر قتيل 
السيطرات: كلنا يعرف والله لولاها، لكنا هدفا سهلا، لسهام البغاة  لكننا.. نريد بها أن نكون أعزة لا يذلنا جوع، ولا يخنقنا طريق.. 
لنقول: ثلاثة يملأن القلب مسرة..
المراقد المقدسة.. أفواج الزائرين.. والسيطرات..

&&&&
 (23)

(ثقافة الاعتدال)
لا تحـب.. لا تكـــره.. 
لا تزعل.. لا ترضى.. 
لا تؤيــد.. لا ترفض.. 
لا تتكـلم.. لا تسكـت..
كي لا تتهم بالتطرف..
فالقوم لا يرون إلا بعين واحدة
رجاء.. لا تتحدث عن التنوع، والتكامل، والتعايش، والتعددية... 
 فالقابعون في فتاوى شيوخ الثريد وحدهم 
يعرفون، يعلمون، يبصرون، يقتلون، يذبحون... 
ولكي نردم الهوة، ونغلق الفجوات، سنحتاج الى تأسيس جديد، نعيد به تربية البيت العراقي، وأساليب التعليم، ووسائل العلاقات، ونعيد النظر في ديننا ومذهبنا وإنسانيتنا... 
ولا بأس إذا ما انشطر الدين، المذهب، العراق... 
لا بأس إذا ما انشطر الفكر، والمرجعية، وأصبحت كربلاء سامراء ثانية، بل المهم أن الإخوان لا يزعلون، والأهم أن لا نـُتهم بالتطرف. 
قلتُ: مهلا.. هذا يعني انهم يخافون كلامنا، ويخشون صمتنا، ويخافون زعلنا، ويغيظهم رضانا، ويحسبون ألف حساب لوجودنا دون أن يشعروا... 
هذا يعني أنهم يكرهون ديننا لأنه الحق. ويكرهون مذهبنا لأنه الحق. ويكرهون بلدنا لأن فيه جواهر من ستة مراقد لأئمة الخير والهدى. ويكرهون مرجعيتنا الحكيمة، لأنها تشعرهم بضحالة محتواهم.
ويكرهون عقيدتنا لأنها تعرّي نتانة التاريخ، وتظهر قبليتهم المهينة. 
وحين نرد عليهم، لا نحتاج مثلهم الى مفخخات تذبح النساء والأطفال، ولا نحتاج الى فتوى تكفر من يصلي، وإنما سنرد بالتمسك بالله والدين والرسالة المحمدية السمحاء، وبالعروة الوثقى لائمتنا أئمة الهدى، وتلك والله هي ثقافة الاعتدال.

&&

 (24)

(السوق)
بضائع.. أشكال.. ألوان 
خطابات.. شعارات.. تحليلات..
وهناك أيضا.. 
شعر.. نثر.. كذب (مصفط)
من يشتري... كاتب (مفبرك) يجيد سبع لغات ـ يقرض الشعر ـ يحلل الاخبار ـ (لبلبان) في الشتم والسباب ـ خال الوفاض من الضمير...
كل شيء هنا يباع دم ـ كلى ـ عين ـ قلب ـ مشاعر ـ احاسيس ملونة... 
سوق عمّرتها احزاب سياسية كانت تموّل من كابونات النفط ـ دوائر مخابراتية ـ (شوية) فضائيات ـ شركات اعلامية ـ بتمويلات ضخمة جداً (ولا يهم). 
ابكتني لافتة تقول:ـ 
وطن للبيع... 
واذا بعراق يمسح الدمعة ويصيح.. أول لبنات الهدم هو الرضوخ يا ولدي .. والشبع بلا عراق جوع، والغنى دونه فقر لا يزول، وكل منكم ليحضن بالروح عراقه كي لايضيع.

&&&

 (25)
(الوعيد...)
نصب مدير إحدى الشركات الكبيرة، تمثالا له في باحة الدائرة، 
وضع بالقرب منه قفازي ملاكمة... 
ولائحة تقول:ـ مسموح ضرب السيد المدير العام، ولكن دون تهديد... 
لأن الوعيد... بلوى ـ إفلاس فكري - إحباط مدجـّن بالثرثرة ـ 
لغة ميتة الضمير - تعجز عن اكتساب الناس.
الوعيد:ـ مقبرة للسائرين على اقدام الكراسي... 
والناطقين بضاد المناصب.
أنانيتهم عوالم من رؤى غيرها لا يبصرون... 
يهدّدون (الخبزة) بالانقراض... والانفاس بالخنق... 
ويرهبون الولاء... هذا الولاء العظيم... 
يرهبونه بالشحة والجوع، في زمن يحلم فيه العاقلون بالصبر والتصابر والشبع للفقراء، وتوفير الماء والكهرباء والامن والاستقرار والسلام. 
واذا بالوعيد الذي هو إرث الطغاة، يطلع سيفا يحز وريد الأمان يملأ الفضائيات بالزعيق... فلابد للمسؤولين من اتخاذ إجراء يحرِّم الوعيد.

&&&
 (26)

الأوراق
الأشجار أوراق..
المال أوراق.. 
والحياة كلها اوراق.. بدءاً من بيان الولادة، حتى شهادة الوفاة. 
ذات قانون، صارت الاوراق سيوفا، تحز وريد الفقراء.. تقارير موت، صنعت حروفها مشانق للناس. 
يُقال حين كانت الاوراق الواحا من طين، دوّن عليها أجدادُنا قوانين تحمي الانسان.. لكنها حين صارت من جلد الحيوانات، مهدت لسنابك وسيوف، وافتعلت الطفوف، وبها قتلوا سيد الشهداء، ليصبح اليوم كل شيء في العالم، يعتمد على الاوراق..
القانون أوراق.. 
والتقييم أوراق.. 
التكريم أوراق..
معادلة صعبة، تقبع امامها رؤى أكثر تحضرا في القتل. 
المصالح أوراق.. 
الامزجة أوراق.. 
والعجز المتمنطق بهذيان أخرس، صار يُحشر في أوراق..
وبها لا بغيرها يبصرون. 
ويزعل البعض ويشعر بالإحباط، حين لا تنصفه تلك الأوراق. 
تلك هي المعضلة..
فالعمل المخلص لا يحتاج الى تقييم.. لنعمل بجد من أجل ديننا، ومراقد اوليائنا، وهوية انتمائنا، وعراقية وطننا، ولتقول بعد ذلك الأوراق ما تشاء.. فهي حرة بما تقول.. الأوراق.

&&&

 (27)
(الرأي)
القذائف أضاءت سطح البيت فهدمته!! 
أنمجِّد الوميض؟ ام نلعن القذائف؟ أم نبكي البيوت؟ 
وتلك آراء ترسم نبرة الغيرة وشكل الضمير. 
&&&&&&
المنابر.. على اعوادها شتموا عليا.. وعليها ايضا بكوا الحسين.. 
رأي برأي وبينهما دمعة وضمير.
&&&&&&
قال معاوية لطاووس: ناولني المحبرة.. فأجابه طاووس: إلا هذي أخشى ان تدوِّن بها ما يذبح الفقراء.. فأكون لك شريكا لك في المصير. 
&&&&&&
إرمِ كتابك في سلة المهملات.. واذا بكتاب الجواهر يخلد اهله... 
وصاحب الرأي يقبع في المجهول. 
&&&&&&
هادئ أرى كيف يستبيحون الورد برأي!! وكيف يذبحون الانسان برأي!! وأراهم بعيني، وهم يرمونها على عواهنها، دون خشية ان يسحق جهد أو يموت. 
&&&&&&
الرأي ضمير.. منه الحي.. ومنه الميت.. كفنه الجهل والغرور.. 
فلا تكن ياولدي ظل رأيك.. بل إجعل من رأيك ظلا به تستفيء.
&&&

 (28)

( المقارنة الميتة)
 بين سيف الذابح، ورقبة المذبوحين...
 نزيف دم، وسماوات دعاء... وشاهد وشهيد... 
 وعروش طغاة...
 شيّدتها الجناة على جماجم مذبوحي الوريد...
 وهن اثنتان لا ثالث بينهما... 
فإمَّا أن تكون حسينا...
 وإمَّا أن تكون يزيد... 
*****
 جاء في اسطبلات الكلام، مقارنة ميتة الضمير...
 تبثها فضائيات العمى...
 للأسف تحملها بعض الببغاوات... أفقا ينعق بالخراب... 
مقارنة واهية بين الزمان (س) والزمان (ص)... 
قلت: لا أدري والله... 
كيف بهذه السهولة، تناسى البعض المقاصل، والسجون...
 ودوائر الأمن، والمقابر الجماعية...
 وأطفالنا اليتامى الى الآن ينتظرون أباً يعود...
 يعودُ إليهم حتى لو واراه التراب.. 
والغصة فيمن دفنوه بلا تراب... 
ومكابدة أمهات... من زمان ينحبن على الزمان... 
وطن معبأ بالنفط والعافية... 
وهو غارق في بحار الديون... وعتمة مستديمة 
*****
 كف مقارنتك عني... 
فأنا أعرف أن الدمع لا يخون... 
وأن الرضا عن الظالم هوية البغاة.

&&&

 (29)
 ( اللجاجة )
 قال موسى عليه السلام للخضر:ـ أوصني 
 أجابه الخضر:ـ إياك واللجاجة 
 يسألني:ـ ما معنى اللجاجة؟ 
 قلت: لغة تعني التمادي
 ويقول عنها علماء النفس:
 انها نتيجة احباط شديد اللهجة 
 وضعف ثقة بالنفس 
 وفي الرؤيا تدل على الشر والفجيعة والبلوى: 
(لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) 
 قول قرآن كريم 
 (اللجاجة تسل الرأي) قول وصي حكيم 
 (الخير عادة والشر لجاجة) 
 جاءت بختم امام صادق حليم 
 :ـ النتيجة؟
 قلت: لاشك انها تخالف العدل والانصاف
 ولايتقرب لها عاقل ابدا. 
 عن ماذا تكتب؟ 
 أجبت عن اللجاجة 
:ـ أوه ياما هدمت عند الناس بيوت !!!

&&&

 (30)
 ( الانتقادية )
حين يصير الكلام سيفا يذبح حامله 
 سيصير كفنا من كلام 
لايفرق حينها بين المجرم والمقصِّر 
 ناهيك عمَّن يرى الربيع خريفا 
 ويزين مدارك الظلام 
 ***** 
 الوهن وحده
 من صيِّر الانتقاد.. 
 اتهاماً.. والغاءً.. واقصاءً.. 
 وتعريضاً وتهميشاً واذلالاً مشخصنا 
 ذاك مرض يتعارض والرشاد 
 وينحر الضمير
***** 
الاساءة والذم والتجريح 
 وبحث النواقص والثغرات =
صراعات لاتخدم سوى ثرثرة فارغة..

&&&


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/12/29



كتابة تعليق لموضوع : هذا جنوني فاللهم اشهد ( 3 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net