صفحة الكاتب : نبيل محمد حسن الكرخي

رسالة كوادراتوس الى القيصر ادريانوس
نبيل محمد حسن الكرخي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مقدمة

نتناول في هذا المقال جانباً من التراث المسيحي في مجال اللاهوت الدفاعي، حيث يعتبر كوادراتوس Quadratous صاحب اقدم نص دفاعي مسيحي.

ودراسة النصوص المسيحية الاولى خارج العهد الجديد مهمة من عدة جوانب منها:

1. دراسة الفكر المسيحي المبكّر ومقارنته مع نصوص العهد الجديد التي يفترض انها اقدم نصوص تم اعتبار قانونيتها أي قدسيتها.

2. دراسة المشاكل التي تكتنف النصوص المسيحية المبكرة خارج العهد الجديد ومقارنتها مع المشاكل التي تكتنف نصوص العهد الجديد "المقدّسة" من حيث:

§ شخصية المؤلِّف. حيث ان اغلب الكتابات المسيحية الاولى مجهولة المؤلف او هناك شكوك جديّة حول شخصية كاتبها. فعلى سبيل المثال نجدُ أنَّ العديد من علماء المسيحية انفسهم ليس لديهم يقين عن شخصية يوحنا كاتب الرسالة الاولى في العهد الجديد، مَنْ يكون[1]؟

§ مدى صحة نسبة المؤلَّف للمؤلِّف. حيث ان العديد من الكتابات المسيحية الاولى يدور حولها الشك في صحة نسبة المؤلَّف للمؤلِّف المنسوبة اليه.

§ هل ان النص منفرد تام أم مركَّب من عدّة نصوص: حيث تعاني العديد من اسفار العهد الجديد من هذه المشاكل الثلاثة!

وهذا الامر عن تركيب النص الواحد من اكثر من نص مكتوب في فترات متفاوتة ومن قبل أكثر من شخص، نجد مثاله في: (رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس) فقد كتب ديفيد أ. دِه سيلفا: (كورنثوس الثانية: رسالة مركبة. كشف العلماء عدداً من القفزات أو النقلات المفاجئة خلال قراءتهم لكورنثوس الثانية. أفضل تفسير، بحسب رأيهم، هو أن كورنثوس الثانية هي وثيقة مركبة مجمَّعة معاً من بضع رسائل قصيرة. محتوى وترتيب هذه الرسائل يمكن إعادة تركيبه بتفحص دقيق)... ثم يورد نفاصيل يطول ايرادها، الى ان يقول: (لهذا قد تمثل كورنثوس الثانية أربع أو خمس رسائل منفصلة وأجزاء رسائل، رغم أنَّ مدى هذه وترتيبها يبقى موضع جدل. علينا أيضاً أن نأخذ بعين الاعتبار مقاصد المنقِّح أو المنقِّحين المسؤولين عن العمل وأساليبهم. لماذا فصلوا الرسائل الأصلية وتركوا جانباً أجزاء (على الأقل افتتاحيات وخاتمات، ولكن في حالة 2كورنثوس 6: 14-7: 1 أكثر من ذلك بكثير) ثم أعادوا ترتيب الأجزاء الى شكل الرسائل القانوني؟ هناك اقتراح معقول عن مناسبة تصنيف كهذا وُجِدَ في المشاكل اللاحقة التي عانت منها الكنيسة الكورنثية مع قادتها (انعكست هذه في رسالة اكليمنضوس الأولى) – كان هذا وقتاً مناسباً لكنيسة بأن ترجع الى كلمات بولس حول قضية السلطة في الخدمة – ولكن ليس لسبب كون التنقيح الذي تلقّته الرسالة كان قد أصبح ضرورياً أو مؤدّى بشكل أفضل بذلك الوضع)[2].

وكذلك نجد هذه المشكلة في (رسالة بولس إلى فيلبي)، فقد كتب ديفيد أ. دِه سيلفا: (نحتاج ان نولي اهتمامنا لقضية ما إذا كان ينبغي علينا أن نقرأ الرسالة ككل موحد منفرد، أم كمركب من بضع رسائل محبوكة معاً من قبل منقّح لاحق. ظن بعض العلماء أنهم اكتشفوا قُطَبَاً تربط أجزاءً ببعضها البعض في فيلبي، مما يشير الى أن اكثر من رسالة كانت قد جُمِعَتْ معاً لتشكّل رسالة فيلبي القانونية. بعضهم يفصل فيلبي (4: 10-20) عن باقي الرسالة كملاحظة شكر مستقلة أصلاً، كانت قد أُرسلت على عجل كرد على تقدمة الفيلبيين للمساعدة المادية. يعتبر هؤلاء القُرّاء أنّه من غير المعقول (وليس قليل الوقاحة) أن يكون بولس قد أجّل إظهار عرفانه للجميل الى آخر رسالة قانونية كرسالة فيلبي. وهناك رسائل قديمة أخرى كانت رداً على تقدمة، التي علاوة على ذلك،تميل لوضع ملاحظات الشكر والتقدير مثل هذه في البداية.وفوق ذلك ينظر البعض الى فيلبي 3: 1 ب-21 (أو 3: 1ب- 4:3)، الى جانب ختامها في فيلبي 4: 8-9، كجزء من رسالة ثالثة، كانت تتعامل بشكل أساسي مع المعلمين المنافسين الذين كانوا قد شقّوا طريقهم في ذلك الحين الى فيلبي، وكانوا يتنازعون على الكنيسة هناك. يؤكد هؤلاء القراء بأن نبرة الجدل و"قلق" بولس حيال حالة الكنيسة لا ينسجمان مع نبرة الثقة في باقي الرسالة. علاوة على ذلك، الدعوة "للفرح" في فيلبي (3: 1) تتدفق بشكل طبيعي أكثر في فيلبي (4:4) من دون هذا المقطع المُقحَم (على الرغم من التكرار الشامل)، ومشكلة الاستخدام المزدوج لـ "أخيراً" في فيلبي (3: 1) وفيلبي (4: 8) تجد لها حلاً باستخدام كل منها كخاتمة لرسالة منفصلة. علاوة على ذلك يتكلم بوليكاربُوس عن رسائل بولس الى فيلبي (Phil. 3. 2)، رغم أنَّ هذا كان يمكن أن يشير ببساطة لرسائل أصبحت مفقودة الآن، أو أن ينتج عن معلومات مغلوطة لدى بوليكاربُوس)[3].

إذن رسالة بولس الى أهل فيلبي هي في الاصل ثلاث رسائل او أكثر تم تجميعها في وقت ما من قبل شخص مجهول، وهذا يعني أنه ليس عند المسيحيين مخطوطة أصلية لهذه الرسالة، إنما مخطوطاتهم هي لهذا التجميع المجهول المصدر، ولا احد يعرف ماذا حذف من الرسائل الأصلية أو ماذا اضاف اليها!!

فما ادراهم هل هذه الرسائل المركّبة هي تجميع لرسائل بولس وحدها ام فيها اجزاء من رسائل شخص آخر؟! وما هي صلاحية الذي قام بالعمل من حيث النزاهة والامانة العلمية والصدق وحسن الاختيار. وما ادراهم انه لم يحصل تصحيح او تعديل او اضافة نصوص اليها او حذف نصوص منها يؤثر على سياق الفكرة؟!

§ مدى تطابق أقدم المخطوطات: فهل إنَّ المخطوطات القديمة المتوفرّة المتضمنة للنص الكتابي، متطابقة فيما بينها ام توجد بينها اختلافات! وهل إنَّ الاختلافات فيما بينها بسيطة أم جوهرية! حيث توجد آلاف المخطوطات المهمة بين مخطوطات العهد الجديد لدرجة انه لا يمكن للكنائس المسيحية ان تبرز ولو مخطوطة واحدة للمسيحيين وتقول لهم هذه هي مخطوطة العهد الجديد التي يمكن لكم اعتمادها!! وبعض النصوص "المقدسّة" التي يطلق عليها الاسفار القانونية وهي الموجودة ضمن نصوص الكتاب المقدس، مركَّبة من مجموعة نصوص كتبت في اوقات متفاوتة ليتم تجميعها في وقت ما من قبل شخص مجهول لينتج منها نصاً واحداً! ولا توجد مخطوطة مسيحية واحدة كاملة تمثّل كل النص "المقدّس"!

§ العوامل البشرية التي تدخّلت في اعتبار قدسية بعض الكتابات الاولى دون البعض الآخر. فعلى سبيل المثال كانت رسالة كليمندس الروماني الأولى تعتبر من الاسفار القانونية وهي ضمن المخطوطة الإسكندرانية وهي مخطوطة تحوي أسفار الكتاب المقدس بعهديه! لكنها حذفت منه بعد ذلك! وكذلك كانت تفعل الكنيسة السريانية في القرون الأولى.

3. دراسة تطور الفكر المسيحي منذ بداياته البسيطة والى اكتماله الأولي كعقيدة في القرن الرابع بعد إقرار عقيدة إلوهية "الأقنوم الثالث الروح القدس"! أو الخامس الميلادي بعد إقرار عقيدة "طبيعة المسيح" في مجمع خلقيدونية وما تبعه من إنشقاق ورفض لمقرراته! ثم إكتماله النهائي في مجمع سنة 1054م حيث تم إقرار عقيدة مصدر "إنبثاق الروح القدس" هل هو الأب وحده أم الأب والإبن كليهما، والتي ادت الى حدوث الانشقاق العظيم داخل الكنيسة الخلقيدونية وانتاج الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الآرثوذكسية البيزنطية (الارثوذكسية الشرقية)[4]! وكيف ان الفكر المسيحي الأولي لم يكن يحمل كل هذه التعقيدات الحاليّة، ولا الطقوس[5] الوضعية التي تتميز بها الكنائس المختلفة!

من هو كوادراتوس؟

يعتبر كوادراتوس Quadratous صاحب اقدم كتابة دفاعية عن المسيحية، ضمن اللاهوت الدفاعي!

وعن شخصيته، قيل أنَّه كان اسقف اثينا، والذي يقولون عنه انه تلميذ الرسل أو من الآباء الرسوليين، واحدهم قال عنه انه نبي[6]!! فهو من الجيل الثاني بعد المسيح! وقيل هو ليس اسقف اثينا بل شخص آخر بنفس الأسم! وهناك من يشكك في انه من تلاميذ الرسل[7]!!

اقدم نص دفاعي

وفي النص الوحيد المعروف وهو الذي كتبه كوادراتوس الى الامبراطور ادريانوس، ويعتبر أقدم كتابة دفاعية عن المسيحية، والنص بكامله مفقود، ولم يتبق لدى المسيحيين منه سوى والنص الموجود في تاريخ يوسابيوس القيصري، ونصَّهُ: (على ان اعمال مخلصنا كانت على الدوام ماثلة أمامنا، لأنها كانت يقينية. فأولئك الذين شفوا، والذين اقيموا من الأموات، لم يروا فقط وقت أن شفوا وأقيموا بل كانوا حاضرين دواماً. وليس فقط لما كان المخلص على الأرض بل أيضاً بعد موته، لأنهم ظلوا عائشين مدة طويلة، حتى ان بعضهم كان عائشاً حتى يومنا هذا)[8].

وكتب القمص أثناسيوس فهمي جورج في مدح هذا النص: "كتب كوادراتوس دفاعه للإمبراطور أدريانوس في الفترة 123/124-129. حاليًا توجد قطعة صغيرة من هذا الدفاع وردت في تاريخ الكنيسة ليوسابيوس بما يشير إلى قانونية معجزات الرب. ويعتبر يوسابيوس هذا الدفاع هو برهانًا قويًا ومضيئًا بخصوص ذكاء الرجل وسرعة بديهيته، وأرثوذكسية ورسولية إيمانه، وأقدميته" ... "من خلال الفقرة الصغيرة التي وصلت إلينا عن طريق يوسابيوس يرى البعض أن كوادراتس كان يقارن بين عمل السيد المسيح وأعمال الآلهة الوثنية، فعمل السيد المسيح حقيقي وباقٍ، أمّا عمل الشياطين فهو مؤقت ومملوء خداعًا. هذه الفكرة وُجدت لدى اللاهوتيين الفلاسفة المعاصرين لكوادراتس"[9]!

فالنص المتبقي من كتابات كوادراتوس يتحدث عن أمرين مهمين:

الأول: يعتبر معجزة المسيح بإحياءه الموتى الدليل على صدق المسيحية!

ونحن المسلمون نميّز جيداً بين المسيح الذي هو نبي عظيم من أنبياء بني إسرائيل، وبين المسيحية التي هي دين من وضع بولس (شاول الطرسوسي). ونعلم أنَّ العهد القديم ضمن الكتاب المقدس ورد فيه معجزات انبياء سابقين على المسيح، منها معجزة إحياء الموتى بل ومعجزات أخرى أعظم أو مساوية لها في العظمة. وفيما يلي بعض معجزات الأنبياء من الكتاب المقدس والتي تضاهي أو تماثل المعجزات التي كان يفعلها المسيح:

* إيليا يحيي طفلا ميتًا: جاء في سفر الملوك الأول (17: 17-24): (وبعد هذه الأمور مرض ابن المرأة صاحبة البيت واشتد مرضه جدا حتى لم تبق فيه نسمة. فقالت لإيليا: «ما لي ولك يا رجل الله! هل جئت إلي لتذكير إثمي وإماتة ابني؟». فقال لها: «أعطيني ابنك». وأخذه من حضنها وصعد به إلى العلية التي كان مقيما بها، وأضجعه على سريره، وصرخ إلى الرب وقال: «أيها الرب إلهي، أأيضا إلى الأرملة التي أنا نازل عندها قد أسأت بإماتتك ابنها؟» فتمدد على الولد ثلاث مرات، وصرخ إلى الرب وقال: «يا رب إلهي، لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه». فسمع الرب لصوت إيليا، فرجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش. فأخذ إيليا الولد ونزل به من العلية إلى البيت ودفعه لأمه، وقال إيليا: «انظري، ابنك حي» فقالت المرأة لإيليا: «هذا الوقت علمت أنك رجل الله، وأن كلام الرب في فمك حق»).

* ميت يعود الى الحياة لمسه قبراليشع: في سفر الملوك الثاني (13 -21): (وفيما كانوا يدفنون رجلا إذا بهم قد رأوا الغزاة، فطرحوا الرجل في قبر أليشع، فلما نزل الرجل ومس عظام أليشع عاش وقام على رجليه).

* النبي حزقيال أحيا جيشا كاملا: في سفر حزقيال (37: 9و10): (فقال لي: «تنبأ للروح، تنبأ يا ابن آدم، وقل للروح: هكذا قال السيد الرب: هلم يا روح من الرياح الأربع وهب على هؤلاء القتلى ليحيوا». فتنبأت كما أمرني، فدخل فيهم الروح، فحيوا وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جدا جداً).

* النبي يشوع يوقف الشمس في السماء، في سفر يشوع (10: 13): (فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه. أليس هذا مكتوبا في سفر ياشر؟ فوقفت الشمس في كبد السماء ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل).

* النبي إيليا يصنع معجزة عدم نفاد الدقيق والزيت، في سفر الملوك الاول (17: 13 و14): (فقال لها إيليا: «لا تخافي. ادخلي واعملي كقولك، ولكن اعملي لي منها كعكة صغيرة أولا واخرجي بها إلي، ثم اعملي لك ولابنك أخيرا. لأنه هكذا قال الرب إله إسرائيل: إن كوار الدقيق لا يفرغ، وكوز الزيت لا ينقص، إلى اليوم الذي فيه يعطي الرب مطرا على وجه الأرض»).

* النبي أليشع يحيي صبي، في سفر الملوك الثاني (32:4-37): (ودخل أليشع البيت وإذا بالصبي ميت ومضطجع على سريره. فدخل وأغلق الباب على نفسيهما كليهما، وصلى إلى الرب. ثم صعد واضطجع فوق الصبي ووضع فمه على فمه، وعينيه على عينيه، ويديه على يديه، وتمدد عليه فسخن جسد الولد. ثم عاد وتمشى في البيت تارة إلى هنا وتارة إلى هناك، وصعد وتمدد عليه فعطس الصبي سبع مرات، ثم فتح الصبي عينيه. فدعا جيحزي وقال: «ادع هذه الشونمية» فدعاها. ولما دخلت إليه قال: «احملي ابنك». فأتت وسقطت على رجليه وسجدت إلى الأرض، ثم حملت ابنها وخرجت).

* النبي أليشع يشفي رجلاً من البرص، في سفر الملوك الثاني (5: 1-15) ننقل منه بإختصار: (وكان نعمان رئيس جيش ملك أرام رجلا عظيما عند سيده مرفوع الوجه، لأنه عن يده أعطى الرب خلاصا لأرام. وكان الرجل جبار بأس، أبرص) ،،،،، (فقال ملك أرام: «انطلق ذاهبا، فأرسل كتابا إلى ملك إسرائيل») ،،،،، (وأتى بالكتاب إلى ملك إسرائيل يقول فيه: «فالآن عند وصول هذا الكتاب إليك، هوذا قد أرسلت إليك نعمان عبدي فاشفه من برصه») ،،،،، (ولما سمع أليشع رجل الله أن ملك إسرائيل قد مزق ثيابه، أرسل إلى الملك) ،،، (فجاء نعمان بخيله ومركباته ووقف عند باب بيت أليشع. فأرسل إليه أليشع رسولا يقول: «اذهب واغتسل سبع مرات في الأردن، فيرجع لحمك إليك وتطهر») ،،، (فنزل وغطس في الأردن سبع مرات، حسب قول رجل الله، فرجع لحمه كلحم صبي صغير وطهر. فرجع إلى رجل الله هو وكل جيشه ودخل ووقف أمامه وقال: «هوذا قد عرفت أنه ليس إله في كل الأرض إلا في إسرائيل، والآن فخذ بركة من عبدك»).

فهؤلاء الانبياء قد أتوا بمعجزات تضاهي أو تماثل معجزات المسيح. فهل ان ما استدل به كوادراتوس هو حجة تامة على ان المسيح هو "إبن الله"! رغم ما في هذه المزاعم من تعارض مع العقل!! فعلى سبيل المثال نذكر واحدة من الاشكاليات وهي انه كيف يكون هناك كائنان ازليان بينما أحدهما قد وُلِدَ أو نَتَجَ من الآخر، كما هي مزاعمهم في ولادة الأبن (المسيح) من الأب (الإله)؟! فلا بد ان تكون هناك فترة تعارض مفهوم الأزلية هي فترة الولادة والإنتاج او ما هو قبيلها!

وأيضاً ينطبق نفس الإشكال على إنبثاق الروح القدس فسواء يكون قد أنبثق من الأب (الإله) وحده كما يقول الآرثوذكس، أو إنبثق من الأب (الإله) والإبن (المسيح) معاً كما يقول الكاثوليك، فكيف يكونون ثلاثتهم (الأب والإبن والروح القدس) أزليون وبعضهم أنتج البعض الآخر؟!

الثاني: وأيضاً النص يتحدث عن موت المسيح وليس عن قيامته، وهو أمر ملفت للنظر!!

وموضوع قيامة المسيح من الصعب إثباته، فلم يحدث فيه تواتر رغم ان بولس ادعى ان هناك 500 شخص رأوا المسيح بعد قيامته! ومع ذلك بقي هذا العدد حبيس رسالة بولس!!

ومما يؤيد عدم حدوث التواتر في مزاعم صلب المسيح، من الناحية التأريخية، إنَّ الدوكيتيين، وهم من المذاهب المسيحية في القرون الأولى، يقولون "إن المسيح لم يُصلب مطلقاً إنما بدا أو تراءى لليهود أنهم صلبوه. والواقع أن اسم الدوكيتيين مشتق من فعل يوناني معناه “يظهر"أو “يتراءى”؟ وهو رمز لمجمل عقيدتهم في الصلب"[10]. وكذلك الأبيونيون كانت طائفة منهم ترفض الاعتقاد أن المسيح خضع للموت[11]. وايضاً لا نعثر على نص تاريخي موثوق لا يدور حوله الشك، في التاريخ اليهودي، يذكر صلب المسيح!

كتب الاستاذ محمد عبد الشَّافي القوصِــي: (أنكر فكرة الصلب كثير مِن فرقهم في مبدأ النصرانية -أيْ قبل الإسلام- مثل: السيرنثيين Cerinthians والباسيليديين Basilidians والكاريوكراتيين Carpocratians والناتيانوسيين أتباع ناتيانوس تلميذ يوستينوس الشهيد الشهير، وغيرهم الكثير من فِرقهم القديمة. نعم؛ ليس المسلمون وحدهم، مَن ينكرون قتل المسيح؛ فالباحث في الوثائق التاريخية لا يجد أيّ دليل تاريخي موثوق يؤكد قصة وضع المسيح على الصليب. لكنه سيجد في كتب التاريخ وكتب النصارى أنفسهم تأكيدات بأنَّ كثيراً من الطوائف النصرانية ظلت منذ القرون الأولى وإلى الآن؛ تؤمن بأنَّ المسيح (ع) لم يُعلَّق على الصليب قط! فمثلاً يقول القديس الفونسوس ماريا دي ليكوري: إن مِن رأي القرن الأول قول فلوري: (إن المسيح قوة غير هيولية، وكان يتشح ما شاء من الهيئات، ولذا لمَّا أراد اليهود قتله؛ أخذ صورة سمعان القروي، وأعطاه صورته، فصُلِبَ الشبيه، بينما كان يسوع يسخر باليهود). ويقول المفسِّر جون فنتون شارح إنجيل متى: (إنَّ الطوائف المؤمنة التي عاشت في القرن الثاني قالت بأنَّ سمعان القيرواني قد صُلِبَ بدلاً من يسوع). وهناك كثير من الفِرَق المسيحية التي تُنكِر حدوث واقعة صلب المسيح، ومِن تلك الفِرق: الباسيليديون، والكورنثيون، والكاربوكرايتون، والساطرينوسية، والماركيونية، والبارديسيانية، والسيرنثييون، والبارسكاليونية، والبولسية، والماينسية، والتايتانيسيون، والدوسيتية، والمارسيونية، والفلنطانيائية، والهرمسيون. ومن أهم الفِرق المنكِرة لصلب المسيح الباسيليديون؛ الذين نقل عنهم كل من "سيوس" والمفسِّر "جورج سايل" القول بنجاة المسيح، وأنَّ المصلوب هو سمعان القيرواني، وسماه بعضهم سيمون السيرناي. ومن الفِرَق التي قالت بصلب شخصاً غير المسيح بدلاً عنه: الكورنثيون، والكربوكراتيون، والسيرنثيون. يقول جورج سايل (إن السيرنثيين والكربوكراتيين، وهما من أعلم فِرق النصارى، قالوا: إن المسيح نفسه لم يصلب ولم يقتل، وإنما صلب واحد من تلاميذه، يشبهه شبهاً تاماً، وهناك الباسيليديون يعتقدون أن شخصاً آخر صلب بدلاً من المسيح). وثمة فِرق نصرانية أخرى قالت بأنَّ المسيح (ع) نجا من الصلب، وأنه رفع إلى السماء، ومنهم الروسيتية والمرسيونية والفلنطنيائية. وقد استمر إنكار صلب المسيح لاحقاً أيضاً، فكان مِن المنكِرين الراهب تيودورس (560م)، والأسقف يوحنا ابن حاكم قبرص (610م)، وغيرهم. وإلى هذا اليوم؛ هناك كثير من الفِرق والطوائف، وكثير من المفكرين المسيحيين وآباء الكنيسة، الذين يؤمنون بما جاء في القرآن بإنكار قتل عيسى أوْ صلبه, مثل البروفيسور Gruden، والمفكر Arthur weigall في كتابه "الوثنية في مسيحيتنا"، والفيلسوف الألماني Goethe في "الديوان الشرقي"، وكذلك المستشرق والقِس البروتستانتي مونتجمري وات Montgomery Watt الذي يقول: ما جاء به القرآنُ حق لاشك فيه، وأن هذا الإنكار أهم من المزاعم التي تقول بصلب المسيح. فليس هناك شواهد تاريخية موثوق بها عن صلب المسيح. والروايات التي وردت في الأناجيل عن قصة الصلب تتضارب تضارباً شديداً, حتى ليعجب الإنسان كيف تختلف الأناجيل في أصل هام من أصول الديانة. فلو كان أصلاً؛ لكان اهتمامها به متساوياً أوْ متقارباً. فهناك أربعة وثلاثون وجهاً من التضارب بين نصوص الإنجيل". الحقَّ أقول: إنَّ أساس المشكلة أنَّ الذين يعتقدون بصلب المسيح؛ هم المؤمنون بالأناجيل الأربعة -والتي مازال كتبتها مجهولين -كما تقول دائرة المعارف الكتابية- فلم يروا المسيح ولمْ يسمعوه ولم يدركوه –كما يعترف النصارى جميعاً بذلك. أمَّا الأناجيل الأصح والأوثق والأقدم التي كتبها تلامذة المسيح فجميعها تنفي صلب المسيح، وفي مقدمتها أناجيل نجع حمادي، وإنجيل الديداكي، وغيرها. وحسبنا أن نشير إلى بعض ما ورد في بعض الأناجيل الحقيقية:

ـ إنجيل بطرس: يقول عن يسوع ما يلي: (رأيته يبدو كأنهم يمسكون به، وقلت: ما هذا الذي أراه يا سيد؟ هل هو أنت حقاً من يأخذون؟ أمْ أنهم يدقُّون قدميّ ويديّ شخص آخر؟ قال لي المخلِّص: من يُدخلون المسامير في يديه وقدميه هو البديل، فهم يضعون الذي بقي في شبهة في العار. انظر إليّ، وانظر إليه).

ـ إنجيل توما: وهو إنجيل يرجع إلى منتصف القرن الأول الميلادي –كما يقول المُحقِّق كويستر- إذْ يذكر إنجيل توما أنَّ بديلاً عن المسيح(ع) هو من صُـلب -والكلام على لسان سيدنا عيسى(ع) كما يرويه توما: (لم أخضع لهم كما أرادوا. وأنا لم أمت في الواقع بل في الظاهر لكيلا يلحقوا بي العار. لأن موتي الذي ظنوا أنهم أوقعوه بي إنما أوقعوه بأنفسهم في خطئهم والعمى. إذْ مسمروا رجلهم على موتهم. لقد كان شخصاً آخَر الذي شرب المر والخل. لم يكن إياي. ضربوني بالقصب! لقد كان شخصاً آخَر الذي حمل الصليب على كتفه. لقد كان شخصاً آخر الذي وضعوا على رأسه التاج والشوك. وأنا كنت أضحك من جهلهم))[12]. انتهى.

فلا يوجد تواتر يثبت صحة حادثة صلب المسيح، بل الأكثرية على النقيض منها.

سيرة حياة المسيح بعد القيامة المزعومة:

والدارس لما في العهد الجديد من سيرة المسيح يجد أن سيرة حياة المسيح بعد قيامته التي نسبتها له "الاناجيل الاربعة القانونية الحالية" تثير العديد من الاشكاليات، منها:

1. اختلاف خطاب "مسيح الأناجيل"، فبعدما كان يصف الامم بالكلاب والخنازير، دعا تلاميذه لتبشيرهم!! كان "قبل القيامة"ينبز غير اليهودي بالكلاب والخنازير. كما في الموعظة على الجبل (7: 6): (لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم)! وفي انجيل متى (15: 26): (فأجاب وقال: «ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب»)! ثم بعد القيامة نقرأ في إنجيل متى (28: 18-20): (فتقدم يسوع وكلمهم قائلا: «دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر»).

2. لا يوجد تفاصيل عن الاربعين يوماً التي قضاها المسيح مع تلاميذه، ومع المؤمنين به قبل صعوده الى السماء، وعدم مبالاة كتّاب الاناجيل بتلك الفترة يثير الاستغراب، إذ انها الفترة الاولى التي يفترض انها كان فيها ظهور حقائق المسيح وتجلياته وأسراره وانه قام من الاموات وانه "ابن الإله" او "الإله" نفسه و"الاقنوم الثاني"! فلماذا حدثت التعمية على تلك الفترة من قبل كتّاب الأناجيل الأربعة!! لا نبالغ اذا قلنا انه لم تكن هناك تعمية بل الحقيقة أنه لم تكن هناك قيامة!

فهذا النص المتبقي من كتابة كوادراتوس يتحدث عن معجزة المسيح في إحياء الموتى، وبقائها، فما هي فائدة بقاء معجزة المسيح بعد قيامته، الا اذا لم تكن هناك قيامة!! فبحسب الاناجيل فإنَّ قيامته هي المعجزة الدالّة على إلوهيته، فلماذا يترك كوادراتوس المعجزة الكبرى بقيامة المسيح من الاموات ورؤية اكثر من 500 شخص له بعد قيامته بحسب ادعاء بولس في رسالته الاولى الى اهل كورنثوس (6:15)، ويستشهد بدلاً من ذلك بأموات اقامهم المسيح! هذا يدل على ان المسيح حينذاك لم يكن قد صلب او قام من الاموات أو أنهم لا يعتقدون بذلك. ولذلك لجأوا الى معجزاته لأثبات حقانية دينهم!!

ولكي نكون منصفين ربما يكون كوادراتوس قد ذكر قيامة المسيح في الجزء المفقود من رسالته! وهو الأمر الذي لا يمكن أن نثبته ابداً، فضياع الجزء الأكبر من رسالة كوادراتوس ليس غريباص على التراث المسيحي لاسيما "المقدس" منه! فهناك اسفار كاملة قد ضاعت من العهد القديم، وكذلك بعض رسائل بولس ايضاً ضاعت بمرور الزمن!

والأسفار المفقودة من الكتاب المقدس والتي وردت الاشارة اليها في اسفار الكتاب المقدس هي :

· سفر حروب الرب : ورد ذكره في سفر العدد (14:21).

· سفر سنن الملك : ورد ذكره في سفر صموئيل الأول (25:10).

· سفر ياشر : ورد ذكره في سفر يشوع ( 13:10) وسفر صموئيل الثاني (17:1).

· سفر أخبار أيام ملوك إسرائيل: ورد ذكره في سفر الملوك الأول (19:14) و (5:16) و(14:16).

· سفر تاريخ إسرائيل ويهوذا: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني (7:27).

· سفر تاريخ ملوك إسرائيل ويهوذا: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني (8:36).

· سفر أخبار أيام ملوك يهوذا: ورد ذكره في سفر الملوك الثاني (5:24) و (25:21).

· سفر أخبار جاد النبي: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الأول (29:29).

· سفر رؤيا النبي يعدو: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني (29:9).

· سفر نبؤة اخيا الشيلوني: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني (29:9).

· سفر تاريخ عدو النبي: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني (15:12) و (22:13).

· سفر تاريخ شمعيا النبي: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني (15:12).

· سفر تاريخ ناثان النبي: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني (29:9).

· سفر تاريخ ياهو بن حناني: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني ( 34:20).

· سفر تاريخ الملوك: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني (27:24).

· سفر أخبار الأنبياء: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني ( 19:33).

· سفر أخبار سليمان: ورد ذكره في سفر الملوك الأول (41:11).

· سفر الرب : ورد ذكره في سفر اشعياء (16:34)

· رسالة بولس إلى أهل اللاذقية: ورد ذكرها في رسالة بولس إلى أهل كولسي (16:4) .

· رسالة بولس الأولى إلى أهل فيلبي: ورد ذكرها في رسالة بولس إلى أهل فيلبي (1:3) الموجودة في العهد الجديد ..( انظر العهد الجديد (بولس باسيم) هامش صفحة 771 ).

· رسالة لبولس إلى أهل كورنثوس: ورد ذكرها في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (9:5).

· رسالة لبولس إلى أهل كورنثوس: ورد ذكرها في رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس (8:7).

فهي أسفار مفقودة لا يعرف عنها شيء سوى اسمها، وهي تشهد على الكتاب المقدس بضياع اجزاء منه!

وليست هذه الاسفار فقط هي المفقودة بل ان المخطوطات الاصلية ايضاً فقدت. يقول يوسف رياض: (أن الكتاب المقدس هو صاحب أكبر عدد للمخطوطات القديمة. وقد يندهـش البعض إذا عرفوا أن هذه المخطوطات جميعها لا تشتمل على النسخ الأصلية والمكتوبة بخط كتبة الوحي أو بخط من تولوا كتابتها عنهم. فهذه النسخ الأصلية جميعها فقدت ولا يعرف أحد مصيرها)[13]! ونضيف انه لم ينقل عن احد من قدماء المسيحيين انه رأى مخطوطة اصلية لأحد اسفار الكتاب المقدس مكتوبة من قبل كاتبها او من نقل عنه!

نعود الى موضوع قيامة المسيح المزعومة، فمن الواضح إنَّ معجزة قيام بعض الاشخاص من الموت لا تثبت ان المسيح صلب او قام من الاموات او انه "إله" او انه "الاقنوم الثاني"، لأن هناك أنبياء آخرين من اليهود قد فعلوا الشيء ذاته، كما ذكرنا آنفاً. ثم إنَّ المسلمين يؤمنون أيضاً أنَّ المسيح اقام اشخاصاً من الموت واعادهم للحياة مع إنَّهم يؤمنون به كنبيٍّ عظيمٍ. وكذلك الآريوسيين الذين ينتمي لهم صاحب كتاب (تاريخ الكنيسة) ايضا يؤمنون بذلك.

فليس في هذا النص من التراث المسيحي دلالة مقنعة على صحة المسيحية. نعم قد يمر ذلك على بعض السُذَّجِ من الناس أنَّ المسيح اقام اشخاصاً من الموت فهو اذن "إله"!! لأنهم لا يعرفون ان انبياءً آخرين من بني اسرائيل قد فعلوا الشيء ذاته.

فهل لهذا النص المتبقي من كتابة كوادراتوس الدفاعية قيمة دينية أو تأريخية؟!


الهوامش:

[1] مقدمة للعهد الجديد / ديفيد أ. دِه سيلفا – ج1 ص(623-625).

[2] مقدمة للعهد الجديد / ديفيد أ. دِه سيلفا – ج2 ص155 و157.

[3] المصدر السابق – ج2 ص259 و260.

[4] في مقابل الآرثوذكسية المشرقية التي تشمل الكنائس القبطية والسريانية والأرمنية والحبشية، والتي انفصلت عنها بعد مجمع خلقيدونية سنة 451م.

[5] الطقس Liturgy هو الصيغة الموضوعة من قبل كل كنيسة لأنماط العبادة والمناسك، وهي تختلف من كنيسة لأخرى! منها الطقس البيزنطي والطقس السرياني والطقس الأرمني والطقس الكلداني والطقس القبطي، وغيرها.

[6] مقال بعنوان (65- كوادراتوس: سيرة - تعاليم - أقوال)، مستل من (كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي - القمص أثناسيوس فهمي جورج)، منشور في موقع الانبا تكلا هيمانوت، تراث الكنيسة الآرثوذكسية القبطية، عبر الرابط:
اضغط هنا

[7] مقال بعنوان (المدخل في علم الباترولوجي -1- بدء الأدب المسيحي الآبائي: كتاب الآباء الرسوليون - القمص تادرس يعقوب ملطي 18- كوادراتس)، منشور في موقع الانبا تكلا هيمانوت، تراث الكنيسة القبطية الآرثوذكسية، عبر الرابط:
اضغط هنا

[8] تاريخ الكتيسة / يوسابيوس القيصري / ترجمة القمص مرقس داود / القاهرة الحديثة للطباعة، بالفجالة / مكتبة المحبة - ص182.

[9] مقال بعنوان (كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي - القمص أثناسيوس فهمي جورج، 65- كوادراتوس: سيرة - تعاليم – أقوال)، منشور في موقع الانبا تكلا هيمانوت، تراث الكنيسة القبطية الآرثوذكسية. عبر الرابط:

اضغط هنا

[10] موقع المعرفة، تحت عنوان (نقاش: صلب المسيح)، عبر الرابط:

اضغط هنا

[11] مقال بعنوان "الأبيونية" مستل من كتاب (مذكرات في تاريخ الكنيسة المسيحية - القمص ميخائيل جريس ميخائيل)، منشور في موقع الانبا تكلا هيمانوت، عبر الرابط:

اضغط هنا

[12] مقال بعنوان (القول الفصل في مسألة "صلب المسيح")، بقلم محمد عبد الشَّافي القوصِــي، منشور في موقع هسبريس، عبر الرابط:

اضغط هنا

[13] وحي الكتاب المقدس / يوسف رياض / مكتبة الاخوة – ص63.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل محمد حسن الكرخي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/12/17



كتابة تعليق لموضوع : رسالة كوادراتوس الى القيصر ادريانوس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net