صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

هذه الحرب لا ينقصها شيء سوى...
علي حسين الخباز

 كنا نحاول أن نجره يوماً ليكمل الجملة، وأصبح هذا اللغز مثار جلساتنا، وكأنه حزورة من احجية طفولتنا، ولهذا كل واحد يحاول أن يضع المفردة التي يراها مناسبة، وكان هو يسعى لاختبار اخلاصه بنفسه أن يجرب امكانية التحاقه بركب الشهادة، أن يباغت العدو دائماً؛ ليثبت وجوده كمقاتل شرس جاء من أجل أن يقاتل بيقينه.

كنا نقول: إن الحرب تعشقه مثلما يعشقها، لكن المحير بالأمر ماذا يعني بهذا الشيء الذي يعتبرها نقصاناً، لا يمكن دونه أن تتهيأ الحرب، ربما يقصد التدريب، وصاحب هذا الرأي انطلق من عمق خبرة محمد محمود ابو سجاد في القتال.

لا ندري كيف أتقن أساليب القتال والمراوغة، فهو يربط هذه التقنية بالوقت، يقول: إن الخطأ الموجود هو أساساً في عقلية القادة ما زالت قديمة، فهي ترى أن الليل أنسب الأوقات للقتال، والآن تقنيات الحروب تجاوزت هذه العتمة التي كانت ساتراً لأي هجوم، علينا أن نهجم مع وقت العصر، اي وقت الاسترخاء..!

ومن ضمن رؤاه أيضاً أن المقاتل كتلة مشاعر، فلذلك هو يبتسم عند كل هجوم، ويكرر جملته المحيرة: (هذه الحرب لا ينقصها شيء سوى..)..!

:ـ سوى ماذا يا محمد.. سوى ماذا؟ آمر الفوج كان لا يوافقه على استغلال الوقت المكشوف، يحاول أن يقنعه مغبة مثل هذه الهجومات غير الصائبة، والنصر لا يؤتمن ما دامت الحرب قائمة.

سأل محمد محمود آمر الفوج سؤالاً ليرد على محاورته: هل تتمنى أن تلتحق بالركب الحسيني؟ يجيب آمر الفوج: نعم اليوم قبل الغد..

:ـ إذن، لماذا تبخل بها عليّ؟ لماذا تخاف عليّ ولا تخاف على نفسك؟ وهذه الحرب لا تحتاج الى شيء سوى...

قال الآمر: سوى ماذا يا أبا سجاد؟ ولهذا اصبح محمد لا يفكر إلا بالهجوم وفي وضح النهار، كل الامور تدل على هجوم يستعد له الدواعش، لذلك يرى ان هذه التكدسات تصبح صيداً سهلاً أمام اي هجوم غير متوقع حتى لو كان من قبل مقاتل واحد.

يقول محمد محمود: اليوم سنغير أسماءنا، آمر الفوج خصص مجموعة تتابع تحركاته ولا تجعله يهجم وحيداً دون ظهير، بدأت المواجهة ونحن عند منحنى خط النار، طوقته مجموعة من الدواعش التفت اليه من الخلف فشاغلها بمراس، لكن ظهرت مجموعة أخرى فهجمنا بصولة الانقاذ ظننته ميتا، كان بلا حراك، لقد انغرزت الأسلاك داخل ذراعه، فرحت كثيرا حين رأيته جريحاً منحشراً بالأسلاك، ابعدتها وهو ينظر إليّ ويقول:ـ لقد سرقت مني فرحتي، لماذا يا محمد؟ لأني كنت اظنكم من الدواعش، وقلت مع نفسي فزت ورب الكعبة.

قرر آمر الفوج أن أخليه من الموقع المتقدم، وأنقله الى سامراء، ونحن نخرج من العوجة، رأيته يبتسم قلت له:ـ محمد هذه الحرب لا ينقصها سوى... فأجاب مبتسماً عابس الشاكري.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/12/16



كتابة تعليق لموضوع : هذه الحرب لا ينقصها شيء سوى...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net