صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

العراق في فكر بايدن .
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

على الرغم من التغيير الديمقراطي الذي شهدته الولايات المتحدة الأمريكية ، والتغيير في رؤسائها كل أربع سنوات ، إلا أن السياسية الأمريكية تجاه العالم والشرق الأوسط لم تتغير، فالعراق الذي يعد جزء من منطقة الشرق الأوسط عانى كثيراً من هذه السياسات الطائشة لواشنطن،فمنذ تولي(رونالد ريغن) 1980-1988 ونحن نعيش جو الحروب والصراعات،حيث حرب الثمان سنوات مع إيران ، والتي أحرقت الحرث والنسل ، وراح ضحيتها أكثر من مليون ونصف إنسان من الدولتين الجارتين ، فالإدارة الأمريكية في حركتها كالإخطبوط ، وما أن تدخل العالم في أزمة وتخرج من هذه الأزمة حتى تصنع أزمة جديدة ، وما جاء بعدها من تولي جورج بوش الأب 1988-1992 ونحن نسير في نفس السكة ، حيث عمدت أدارته على تدمير العراق وقدراته العسكرية والاقتصادية من قتل جنوده ، وإدخال البلاد في صراع سياسي وتنفيذ خطة التقسيم إلى جزئين ( خطوط العرض) ، وبعد مجيء باراك اوباما للفترة من 2008-2016 والذي عمد إلى تدمير ما تبقى من بناءها ومقدراتها، وإدخال البلاد في حرب أهلية طاحنة ، والذي طور الحرب الأهلية ليتم تقسيم البلاد وتهجير ملايين وقتل مئات الآلاف على يد عصابات داعش الإرهابية ، وعندما جاءت فترة حكم دونالد ترامب 2016-2020 سعى بجهده إلى إشعال فتيل الأزمات السياسية تلو الأزمات ، فمن التظاهرات المؤدلجة إلى التهديد بإسقاط العملية السياسية لأكثر من مرة .
أن عملية الانتقال الديمقراطي للسلطة في الولايات المتحدة لن يكون ذات تأثيرات جوهرية على مجمل السياسة الأمريكية،وعلى الرغم من كون المنطقة عموماً تنظر بعين الخوف من القادم من البيت الأبيض إلا أن الواقع علينا قراءته بصورة واقعية وهو أن البيت الأبيض يمتلك المسطرة لكل القضايا والملفات في العالم ،وان الشرق الأوسط وملفاته تبدو مستقرة ولا تغيير فيها على المدى البعيد، وإذا وصل بايدن إلى السلطة وهذا ما حصل فعلاً في الانتخابات الأخيرة ، فان سلوك الإدارة الأمريكية تجاه الملف السوري لم يتغير إذا علمنا أن بايدن كان من أنصار هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الماضية، الأمر الذي يضعنا أمام واقع وهو أن الإدارة الأمريكية لن تغير من سياستها في القضايا التي تعتبرها هي إستراتيجية وأهمها امن إسرائيل ، إلى جانب السيطرة على منابع النفط في العالم ، وهو الأمر الذي ينبغي على العالم العربي قراءته بصورة واقعية ، إلى جانب قضايا الخنوع والخضوع التي تمارسها حكومات الدول العربية ، وسياسة الانبطاح للإدارة الأمريكية عموماً.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/11/13



كتابة تعليق لموضوع : العراق في فكر بايدن .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net