صفحة الكاتب : شاكر عبد موسى الساعدي

هنا صيدلية
شاكر عبد موسى الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كانوا يقولون عن العراق سابقاً المثل الآتي  ( بين مقهى ومقهى مقهى ) باعتبار المقاهي في عصر ما قبل الانترنيت وسيلة للهو ولعب الدومينو والطوالي ومشاهدة برامج التلفزيون الأسود والأبيض الذي لا يتوفر في أغلب البيوت المبنية من القصب والبردي والطين آنذاك .

هذا الكلام يقودني للحديث عن الطب والأطباء والعلاج والتداوي في الوقت الحاضر الذي نعيش فيه عجز الحكومة عن توفير الرواتب لعموم العاملين في أجهزتها العسكرية والمدنية ورواتب الرعاية الاجتماعية والمتقاعدين.

بعد إصابتي بالتهاب العصب السابع المعروف شعبياً ( الشرجية ) راجعت أحد الأطباء الاختصاص في مدينتي وأعطاني الدواء اللازم لذلك مع العلاج الطبيعي المستمر, ولكن بعض الإخوة نصحني بمراجعة طبيب روحاني في منطقة سكنه يقوم بمعالجة المصابين بهذا الداء بقراءة القرآن والأدعية , وحينما ذهبت لهذا المعالج الروحاني ( السيد ) نصحني بترك علاج الطبيب والاعتماد عليه بعد أخذ ثلاث جلسات متتالية.

وبعد أن تأخر الشفاء نصحتني زوجتي القيام بزيارة أضرحة الأولياء الصالحين في مدينتي التي تعج بالأطباء الجشعين والمتسولين , فامتثلت لأمرها وقمنا بجولة ميدانية من الساعة العاشرة صباحا حتى الساعة السادسة ليلاً , قمنا خلالها بزيارة ( علي الزكي و عبد الله بن علي و سيد ماجد أبو سدره ) وهؤلاء جميعاً من أحفاد الإمام الكاظم ( ع ) للتبرك بهم وأملاً أخر بالشفاء .

اليوم في مدينتي تحولت المجمعات التجارية إلى مراكز طبية تحتضن معظم أطباء المدينة المعروفين , هذه المجمعات أصبحت متكاملة من حيث وجود المختبرات فيها وأجهزة الفحص بالسونار والأشعة والعلاج الطبيعي كما تضم صيدليات شبه اختصاصية البعض منها يعود إلى طبيب مختص في المجمع نفسه , قد يكون مختص بالتجميل أو الأسنان أو الإمراض الباطنية, والذي لفت نظري أن أحدهم كاتب على جدران المركز الطبي ( هنا صيدلية ) وكأنه يدعونا إلى وليمة عشاء مجانية , وليس بيع الدواء بأسعار خيالية تصل إلى ما لا يقل عن مائة ألف دينار لبعض الأمراض المزمنة أو الأمراض المفاجئة كما حدث معي .

لقد أصبحنا اليوم مدينين للكاتب والاقتصادي والفيلسوف الألماني كارل ماركس ( 1883-1818 ) باعتذار، ما تحدث عنه هو دور الدولة الذي لا يمكن الاستغناء عنه لتحقيق العدالة الاجتماعية، وحينما فشلت الشعوب في تطبيق تلك العدالة، جاءت عدالة وباء كورونا لتقول لنا إننا على خطأ ... عذراً ماركس، بينما تفرغت أنت للدفاع عن الضعفاء، الذين لم ينالوا فرصتهم للعيش بكرامة، قسونا نحن عليهم، واتهمك رجال دين لا دين لهم ولا مذهب ,وكَتاب لا كتاب لهم , ومفكرين لا فكر لهم بالتقصير والكسل والكفر والإلحاد, والعكس صحيح لان كل ما قلته في حينه فعلاُ أنه أفيون الشعوب .

أما نحن سوف يشهد التاريخ لنا أننا عشنا أصعب فترة زمنية في حياتنا ,اجتمع فيها علينا لصوص الله والمؤتفكة وأصحاب الأيكة وقوم تبع وثمود وأصحاب الرق وعبدت الشيطان وقتلة المتظاهرين السلميين وسارقو قوت الشعب ,ومجادلة كتاب الله.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شاكر عبد موسى الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/11/07



كتابة تعليق لموضوع : هنا صيدلية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net