صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

الشيخ حيدر حب الله يستشهد براي جدلي للسيد الصدر
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  حق النقاش والاستفسار حق مكفول للجميع وهذا الحق يكون بنية التعرف على الحقيقة وليس تسقيط الاخر او حب الغلبة عليه لان الانسان يجب ان يعرف حجمه عندما يتحدث مع الاخرين عندما يكون هنالك فارق كبير من حيث الاعلمية والادراك .

في كتاب بحوث حول علم الاصول ج7 ص30 هذا النص " لما ثبت في محله من انتهاء عصر التشريع بانتهاء عصر النبي (ص) وان الاحاديث الصادرة عن الائمة المعصومين ليست الا بيانا لما شرعه النبي (ص) من الاحكام وتفاصيلها" ، هذا النص ضمن موضوع تغير احكام الشريعة عن طريق النسخ ، هذا النص جدلي وبحاجة الى تفسير افضل بدلا من الاتكاء عليه ونقله الى السائل من قبل الشيخ حيدر حب الله .

هنالك  فرق بين التشريع وكشف الحكم الشرعي، التشريع هو اصدار قانون او حكم شرعي لظاهرة قد تحدث مستقبلا او لربما حدثت ولاول مرة ، وهذا المشرع مما لاشك فيه انه يتصف بكفاءة تجعل تشريعه رصين ويحقق العدالة مطلقا ، واما كشف الحكم الشرعي فهو اصدار حكم شرعي لظاهرة او حالة حدثت يُجهل حكمها الشرعي اي الحكم الشرعي بعد الحدث اما التشريع قد يكون قبل او بعد الحدث ، ومن يكشف هذا الحكم الشرعي اكيدا له صفات تؤهله لذلك .

عبارة انتهاء عصر التشريع بانتهاء عصر النبي (ص) هي اصلا بحاجة لقراءة ، فالتشريع النبوي يستند اصلا على القران ولا يحيد عنه قيد انملة ، اي ان الحكم الشرعي ياتي وفق ثوابت القران ، وهنا السؤال هل يملي الله عز وجل نص الحكم الشرعي على رسول الله ام يعلمه باساسيات اصدار الحكم الشرعي العادل اي للحكم الشرعي ثوابت على اساسها يصدر الحكم ، وهذه الثوابت هل اختص بها الرسول دون ان يعلم بها عترته الطاهرة ؟ ان قلنا نعم فهذا يعني ان الائمة عرضة للخطا والعياذ بالله او ان لهم صلة بالله في الحكم وبهذا قد تتساوى منزلتهم بمنزلة الرسول وهذا محال ، وان قلنا كلا فان هذا يدل على انهم يتمتعون بنفس صفات رسول الله نقلا عن رسول الله في التشريع وبهذا يكون عصر التشريع مستمر مع وجود الامام المعصوم، هنالك احداث صدر لها حكم شرعي عن الامام المعصوم عليه السلام هذه الاحداث حدثت لاول مرة فهل  يعني ان الحكم الشرعي اصلا هو نقلا عن رسول الله لان الامام غير مشرع ؟ وهذا يعني ان مستحدثات الاحداث ضمن العلوم التي يتوارثها الائمة عن رسول الله وهنا ندخل في جدل ومتاهات نصل الى زاوية ضيقة قد تنال من معتقدات الامامية .

نعم علم التشريع واساسيات التشريع وثوابت التشريع التي يعتمدها المعصوم في التشريع هي من علوم رسول الله صلى الله عليه واله عن الله عز وجل جعلتهم يشرعون الاحكام الشرعية المستحدثة وكم من مسالة عجز عن حكمها الخلفاء الذين عاصروا الائمة عليهم السلام جميعهم لجاوا الى المعصوم لمعرفة الحكم الشرعي فهل يقال ان المعصوم غير مشرع بل ناقل حكم شرعي .

الجانب العرفاني عند الائمة عليهم السلام وكراماتهم لا ينكرها المخالف قبل الموالف ، وهذه الميزة هي من الله عز وجل يخص بها عباده الخلص وحسب الدرجة الايمانية ، واعلى الدرجات هي للائمة عليهم السلام بعد النبي محمد (ص) ، وقد يتمتع بجزء من هذه الكرامات بعض فقهائنا وهذا امر طبيعي .

هنالك احكام شرعية صدرت في عصر الرسول قد تنسخ او تعطل في عصر ما بعد الرسول وهذا لا يعني بان الحكم اصبح غير صحيح بل موضوع الحكم اصبح غير متوفر ، وطالما استجدت مفردات موضوع الحكم فيقوم المعصوم باختيار ما يناسبها من ثوابت التشريع التي علمها رسول الله (ص) له فتكون هنا ميزة علمية المعصوم في دقة التشريع .

والله الهادي واساله المغفرة والعفو عن ما كتبت ان صدر مني ما لا يرضيه ويبقى السيد محمد باقر الصدر علامة مميزة في عالم الفكر والاجتهاد في عالم الامامية قل نظيره     

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/10/02



كتابة تعليق لموضوع : الشيخ حيدر حب الله يستشهد براي جدلي للسيد الصدر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net