صفحة الكاتب : هادي الدعمي

الانتخابات بين الواقع والخيال
هادي الدعمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أطلق رئيس الوزراء الكاظمي قرار ربما يكون قنبلة موقوتة للبعض، وفاتحة خير لأخر، وموعدآ مجددآ لإجراء الأنتخابات البرلمانية في العراق.

الانتخابات هي الأخير في سلسلة منها شهدها العراق عقب الإطاحة بحكومة صدام حسين والبعث عام 2003، حيث شهد العراق ثلاث عمليات اقتراع لغاية اليوم، كان الاقتراع الأول عبارة عن انتخاب الجمعية الوطنية أو ما يسمى أيضا بمجلس النواب العراقي أو البرلمان العراقي المؤقت التي انبثقت عنها الحكومة العراقية الانتقالية، وكان الاقتراع الثاني عبارة عن تصويت على الدستور العراقي الدائم، وكان الاقتراع الثالث عبارة عن انتخابات عامة لاختيار مؤسسات حكم دائمة في العراق.

هذه الانتخابات المقبلة التي أعلن أنها ستجري في السادس من يونيو حزيران 2021 موعدا لإجراء الانتخابات النيابية المبكرة، والتي تلبي مطلباً شعبياً رئيسياً على طريق تحقيق مزيد من الاستقرار والديمقراطية في العراق ، ستكون نزيهة وذا مصداقية تلبي مطالب الشعب، وتزيد من عملية الاستقرار والديمقراطية في البلد، ومن أهداف حكومته الإعداد لانتخابات تنتج برلمانا يشكل حكومة تعكس إرادة الشعب، لكن لاقت استحسانا بين الكتل السياسية البعض منها ، والبعض أعتبرها غير مرضية لأنها لا تلبي مطالب تظاهرات تشرين التي كان إحدى مطالبها إجراء انتخابات مبكرة .

حيث طالب رئيس مجلس النواب العراقي بعقد جلسة طارئة بعد قرار رئيس الوزراء من أجل تسريع حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة .. فهل تعتبر هذه الدعوة معارضة لقرار الحكومةأم يراد منها شئ أخر؟

لمح بعض النواب المعارضين للانتخابات المبكرة إلى "خشيتهم من فقدان مقاعدهم، ورغبتهم في البقاء فترة أطول بالبرلمان، في وقت يغلي فيه العراق على صفيح ساخن في أعقاب الاحتجاجات الشعبية التي تجتاح البلاد منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي كان أحد مطالبها الرئيسية تغيير قانون ومفوضية الانتخابات والقضاء على الفساد والبطالة.

حيث أكد الحلبوسي أن الحكومات المتعاقبة فشلت في تنفيذ برنامجها الحكومي ومنهاجها الوزاري، مما أدى إلى استمرار الاحتجاجات الشعبية، بسبب قلة الخدمات وانعدام مقومات الحياة الكريمة على حد تعبيره.

هذا ما ينتظره المواطن العراقي الذي عانى الأمرين ، أولهما الوضع الذي يعيشه من حيث أنعدام الخدمات بانواعها المتردية ، والأمر الثاني عدم مصداقية الحكومات المترادفة عليه من عام ٢٠٠٣ لحد يومنا هذا.. وهو يعيش في دوامة لا متناهية، هل ينجح الكاظمي في قراره ويحقق رغبة الجميع ؟ علما أن خطوات حكومة الكاظمي ربما تبشر ببصيص امل، يخرج البلد نحو شاطئ الامان قليلآ، في وضع لمسات عمل حقيقية .

رغم سلوك القوائم والتحالفات الانتخابية الكبيرة الشيعية او السنية في توافقاتها الطائفية الجديدة والضغوط الخارجية معها ، كل هذه وضعت في طموحات حكومة الكاظمي، ليخرج بانتخابات جديدة تختلف عن التي سبقتها ، وتكون فاتحة خير للشعب العراقي، بعدها يترك أمر الاختيار إلى المواطن الذي يطالب بالتغيير ، ما عليه إلا أن يثبت مصداقيته التي أعلنها من خلال ساحات الاعتصام ، أجراء انتخابات عادله خارج نطاق المحسوبية والعرقية والتأثيرات الأخرى التي تطرأ خلال موعد الانتخابات ، يتطلب من الحكومة توفير كل ما مطلوب للنجاح، بعيدآ عن المحاصصه والتحزب.

هذا ما أرادته المرجعية على لسان أحد وكلائها، إن "أقرب الطرق وأسلمها للخروج من الأزمة الراهنة، وتفادي الذهاب إلى المجهول أو الفوضى أو الاقتتال الداخلي، هو الرجوع إلى الشعب بإجراء انتخابات مبكرة، بعد تشريع قانون منصف لها، وتشكيل مفوضية مستقلة لإجرائها، ووضع آلية مراقبة فاعلة على جميع مراحل عملها تسمح بإعادة الثقة بالعملية الانتخابية".

وهذه المرة الأولى التي تطالب المرجعية بإجراء انتخابات مبكرة، ربما لأن قانون الانتخابات طرح بشكل جدي وتم التصويت على بعض مواده، وتأجل التصويت على المواد الخلافية، وقد أشارت المرجعية إلى "تعرقل إقرار قانون الانتخابات إلى اليوم وتفاقم الخلاف بشأن بعض مواده الرئيسة"، لذلك شددت على "ضرورة الإسراع في إقراره، وأن يكون منسجمًا مع تطلعات الناخبين، يقربهم من ممثليهم، ويرعى حرمة أصواتهم ولا يسمح بالالتفاف عليها"، محذرة من أن "إقرار قانون لا يكون بهذه الصفة لن يساعد على تجاوز الأزمة الحالية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي الدعمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/08/04



كتابة تعليق لموضوع : الانتخابات بين الواقع والخيال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net