صفحة الكاتب : نجم الحجامي

لا تبقوا لاهل هذا البيت باقيه – الفصل السادس – احرقوا بيت فاطمه واقتلوا من فيه
نجم الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (ص) قال:

 (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ (1 )

 غاب موسى (ع) اربعين ليله فارتد اليهود وعبدوا العجل ..وارتد النصارى وباعوا السيد المسيح (ع) ب( 29) دينارا  لليهود وارتد المسلمون بعد وفاه نبيهم محمد (ص) وحرقوا بيت بنت نبيهم وضربوها واسقطوا جنينها وهموا بقتل وصي هذه الامه الامام علي (ع) واهل بيته

جاء في كتاب الإمامة والسياسة – لابن قتيبه الدينوري  

مايلي

- (إن أبابكر أخبر بقوم تخلفوا ، عن بيعته عند علي ، فبعث إليهم عمر بن الخطاب ، فجاء فناداهم وهم في دار علي وأبوا أن يخرجوا ، فدعا

عمر بالحطب فقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها عليكم على ما فيها فقيل له : يا أبا حفص إن فيها فاطمة ، فقال : وإن !!

 فخرجوا وبايعوا إلاّ علياً ، فزعم أنه قال : حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي عن عاتقي حتى إجمع القرآن ، فوقفت فاطمة على بابها ، فقالت : لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم ، تركتم جنازة رسول الله (ص) بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تروا لنا حقاً ، فأتى عمر أبابكر فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة ؟ ، فقال أبوبكر : يا قنفذ ـ وهو مولى له : إذهب فإدع علياً قال : فذهب قنفذ إلى علي ، فقال : ما حاجتك ؟ ، قال : يدعوك خليفة رسول الله ، قال علي : لسريع ما كذبتم على رسول الله ، فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة قال : فبكى أبوبكر طويلاًً ، فقال عمر الثانية : لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة ؟ ، فقال أبوبكر : لقنفذ : عد إليه فقل : أمير المؤمنين يدعوك لتبايع ، فجاءه قنفذ فنادى ما أمر به ، فرفع علي صوته فقال : سبحان الله لقد أدعي ما ليس له ، فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة ، قال : فبكى أبوبكر طويلاً ، ثم قام عمر فمشى ومعه جماعة حتى أتوا باب فاطمة فدقوا الباب ، فلما سمعت أصوإتهم نادت بأعلى صوتها باكية : يا رسول الله ما ذا لقينا بعد أبي من إبن الخطاب وأبن أبي قحافة ! فلما سمع القوم صوتها وبكاءها إنصرفوا باكين ، فكادت قلوبهم تتصدع وأكبادهم تنفطر ، وبقي عمر معه قوم ، فأخرجوا علياً فمضوا به إلى أبي بكر فقالوا له : بايع ، فقال : إن لم أفعل فمه ؟ ، قالوا : إذاً والله الذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك ، قال : إذاً تقتلون عبدالله وأخا رسوله ، قال عمر : أما عبدالله فنعم وأما أخو رسوله فلا ، وأبوبكر ساكت لا يتكلم ، فقال عمر : إلاّ تأمر فيه بأمرك ؟ ، فقال : لا أكرهه على شئ ما كان فاطمة إلى جنبه ، فلحق علي بقبر رسول الله (ص) يصيح ويبكي وينادي : يا إبن أم إن القوم إستضعفوني وكادوا يقتلونني)(2)

ويقول ابن أبي شيبة فی المصنف:

(حدثنا محمد بن بِشْرٍ نا عُبيد الله بن عمر حدثنا زيد بن أسلَم عن أبيه أسلم أَنَّهُ حِينَ بُويِعَ لأِبِي بَكْرٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) كَانَ عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ يَدْخُلان عَلي فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) فَيُشَاوِرُونَهَا وَيَرْتَجِعُونَ في أَمرِهِمْ، فَلَمَّا بَلَغَ ذالِكَ عُمَرُ بنُ الْخَطَّابِ خَرَجَ حَتَّي دَخَلَ عَلي فَاطِمَةَ، فَقَالَ: يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) مَا مِنَ الْخَلْقِ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَينا مِنْ أَبِيكِ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ أَحَبُّ إِلَيْنَا بَعْدَ أَبِيكِ مِنْكِ، وَايْمُ اللَّهِ مَا ذَاكَ بِمَانِعِيَّ إِنِ اجْتَمَعَ هؤُلاَءِ النَّفَرُ عِنْدَكِ أَنْ آمُرَ بِهِمْ أَنْ يُحْرَقَ عَليْهِمُ الْبَيتُ، قَالَ فَلَمَّا خَرَجَ عُمَرُ جَاؤُوهَا فَقَالَتْ: تَعْلَمُونَ أَنَّ عُمَرَ قَدْ جَاءَنِي وَقَدْ حَلَفَ بِاللَّهِ لَئِنْ عُدْتُمْ لَيَحْرِقَنَّ عَلَيكُمُ الْبَيْتَ، وَايْمُ اللَّهِ لَيُمْضِيَنَّ مَا حَلَفَ عَلَيْهِ فَانْصَرِفُوا رَاشِدِينَ، فِرُّوا رَأْيَكُمْ وَلاَ تَرْجِعُوا إِلَيَّ، فَانْصَرَفُوا عَنْهَا وَلَمْ يَرْجِعُوا إِلَيْهَا حَتَّي بَايَعُوا لأَبِي بَكْرٍ. (3)

من هاتين الروايتين نستنتج مايلي :

اولا :

ان عمر كان مصمما على احراق بيت فاطمه (ع) بمن فيه وقد حلف على ذلك وان بعض افراد القوه العسكريه الذين كانوا معه حين رأوا تصميمه على حرق البيت قالوا له ان في البيت فاطمه فقال (وان) يعني وان كانت فاطمه في البيت فاني ساحرقه وقد حلف:

 (  فَلَمَّا خَرَجَ عُمَرُ جَاؤُوهَا فَقَالَتْ: تَعْلَمُونَ أَنَّ عُمَرَ قَدْ جَاءَنِي وَقَدْ حَلَفَ بِاللَّهِ لَئِنْ عُدْتُمْ لَيَحْرِقَنَّ عَلَيكُمُ الْبَيْتَ،)

وتحلف فاطمه (ع) بانها متاكده من تصميمه على حرق البيت بمن فيه لذلك طلبت منهم عدم الحضور لكي لا يحرقوا فقالت :

( وَايْمُ اللَّهِ لَيُمْضِيَنَّ مَا حَلَفَ عَلَيْهِ فَانْصَرِفُوا رَاشِدِينَ )

ثانيا- تصميم عمر على قتل علي (ع)

 ( فأخرجوا علياً فمضوا به إلى أبي بكر فقالوا له : بايع ، فقال : إن لم أفعل فمه ؟ قالوا : إذاً والله الذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك  )

تيقن على (ع)من نيه قريش بقياده عمر من قتله فالتجا الى قبر اخيه وابن عمه محمد (ص) يصيح ويبكي ( يا إبن أم إن القوم إستضعفوني وكادوا يقتلونني) كما قال هارون لموسى (ع)

 ثالثا -

جاء في مروج الذهب للمسعودي

قال : في كتابه إثبات الوصية عند شرحه قضايا السقيفة والخلافة : فهجموا على علي وأحرقوا بابه ، وإستخرجوه كرهاً وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسناً !!.( 4)

رابعا - انسحاب بعض افراد القوه العسكريه حين راوا جديه عمر بحرق البيت بمن فيه

(ثم قام عمر فمشى ومعه جماعة حتى أتوا باب فاطمة فدقوا الباب ، فلما سمعت أصوإتهم نادت بأعلى صوتها باكية : يا رسول الله ما ذا لقينا بعد أبي من إبن الخطاب وأبن أبي قحافة ! فلما سمع القوم صوتها وبكاءها إنصرفوا باكين ، فكادت قلوبهم تتصدع وأكبادهم تنفطر)(5)

عمر يعيد ترتيب اولوياته

كانت قياده  تحالف قريش وبني اميه لمواجهه بني هاشم بيد بني اميه حتى فتح مكه وتحولت القياده بعد ذلك الى عمر بن الخطاب ليعيدها ثانيه الى بني اميه قبل وفاته ويسلم الخلافه لعثمان بن عفان الاموي

حين رات فاطمه الزهراء تنفيذ هؤلاء القوم لتهديداتهم صرخت باكيه شاكيه لرسول الله ما حل بها

(  ثم قام عمر فمشى ومعه جماعة حتى أتوا باب فاطمة فدقوا الباب ، فلما سمعت أصوإتهم نادت بأعلى صوتها باكية : يا رسول الله ما ذا لقينا بعد ابي من إبن الخطاب وأبن أبي قحافة ! فلما سمع القوم صوتها وبكاءها إنصرفوا باكين ، فكادت قلوبهم تتصدع وأكبادهم تنفطر ، وبقي عمر ومعه قوم )

ادرك عمر ان الامه  التي ساعدته على مواجهه بني هاشم وتحقيق هدفه الاول

 (لاتجتمع النبوه والخلافه في بني هاشم)

لا تساعده في تحقيق هدفه الثاني

(لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه) فانسحب من المواجهه

وقرر تاجيل تحقيق هذا الهدف لحين تحقيق الارضيه الاجتماعيه اللازمه لتنفيذه  وان ذلك يتطلب عملا دؤوبا وطويلا يقوم به ويكمله التحالف من بعده

واشير هنا الى الاعمال التي قام بها عمر ليتمكن خلفه في زعامه التحالف القرشي الاموي من ابعاد بني هاشم عن الخلافه  وتنفيذ شعار (لاتبقوا لاهل  هذا البيت باقيه ) وابادتهم عن بكره ابيهم. وسأعود لكل نقطه من هذه النقاط بالتفصيل لاحقا ان شاء الله

اولا :

اعطى رسول الله(ص) فدكا لفاطمه (ع) وهي مزارع وبساتين تدر ارباحا كثيره تنفقها فاطمه وعلي عليهما السلام في اوجه الخير . قرر عمر بعد اقتحام بيت فاطمه (ع)  مصادره فدك بحجه ان رسول الله لايورث وماتركه الانبياء صدقه والهدف الحقيقي هو تجريد اهل البيت من اي مصدر مالي قد يساعدهم في النهوض بوجه الخليفه اذا فكروا في ذلك كما ان مصادره فدك له دلالات عميقه اخرى ساتطرق اليها في فصل منفصل

ثانيا

لاهل البيت مكانه عاليه في قلوب المسلمين رفعهم الله اليها بموجب ايات بينات واحاديث نبويه شريفه وجعل منهم سفينه النجاه التي من ركبها نجى ومن تخلف عنها هلك وجعل منهم ائمه وقاده لهذه الامه ويتطلب من عمر ان يعكس الصوره ليصبحوا مجرد مواطنين عاديين وتصبح تلك الميزات للخليفه والسلطان الحاكم بامر الله فهو خليفه الله في ارضه واوامره امر الله

ثالثا

لازالت سيوف الصحابه ممن حارب قريش واعلى شان الاسلام من الانصار وبعض المهاجرين من قريش  بايديهم ويجب تحجيم دور الانصار وهؤلاء الصحابه من قريش الذين يوالون عليا عليه السلام   

ليتمكن تحالف قريش بقياده عمر من السيطره على الامور بدون مقاومه

رابعا

التشريع الاسلامي يجب ان يكون طوع بنان الخليفه وان يشرع مايراه مناسبا ويلغى مايراه معارضا لخطته واول خطوه في هذا الاتجاه كانت (حسبنا كتاب الله) وتم جمع الحديث واحراقه وقد تطرقت لذلك في الفصل السابق

 

خامسا

هناك ارثا اسلاميا كبيرا يرفع مكانه اهل البيت ويجب تذويب هذا الارث وخلق فكر جديد يعاكسه وخلق ميزات لبعض الصحابه تشابه ميزات وفضل اهل البيت وتمنع تفرد اهل البيت بها وبدلا من اتباع سفينه اهل البيت للنجاه اصبح اتباع اي صحابي يقود للنجاه ( اصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم )

 

سادسا

( لاتجتمع النبوه والخلافه في بني هاشم)..شعار  ارق عمر كثيرا والى على نفسه تحقيقه في حياته وبعد مماته وذلك يتطلب تاهيل الحزب الاموي المعارض والمقاوم العنيد لبني هاشم لاستلام السلطه قبل ان تغمض عينيه و اعداد معاويه لاكمال المهمه بعد عثمان لتبقى الخلافه والسلطه بيد بني  اميه لا ينازعهم فيها منازع وساتطرق لتفاصيل ذلك في الفصول القادمه ان شاء الله

(1) رواه البخاري (3456) ، ومسلم (2669) في كتاب العل    

(2) الإمامة والسياسة – لابن قتيبه الدينوري  ج1  ص 30

(3) ابن أبي شيبة فی المصنف ج20ص579 روايه 38200

(4) مروج الذهب للمسعودي

( 5) الإمامة والسياسة – لابن قتيبه الدينوري  ج1  ص 30


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نجم الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/07/20



كتابة تعليق لموضوع : لا تبقوا لاهل هذا البيت باقيه – الفصل السادس – احرقوا بيت فاطمه واقتلوا من فيه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net