صفحة الكاتب : فراس الغضبان الحمداني

لماذا ترنح الدينار العراقي أمام الدولار الأمريكي
فراس الغضبان الحمداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يعاني الاقتصاد العراقي منذ سقوط النظام البائد عام 2003 وحتى الآن من انهيارات مفجعة بغياب استراتيجيات وطنية في التنمية الشاملة وفي مقدمتها الاقتصادية انسجاما لمواد الدستور الذي وعد الناس بدولة رفاهية وازدهار في شتى الميادين وأولها الاستقرار الاقتصادي .
 
إن هذا التدهور حتما له أسباب كثيرة أولها ما ورثناه من بنية اقتصادية غريبة من النظام السابق تآكلت بسبب الحروب والحصار والقرارات المزاجية من القائد الضرورة وزاد عليها عدم وجود خطط حقيقية للتنمية في النظام اللاحق ولهذا تدهور القطاع العام وأغلقت المصانع والمعامل الحكومية والمشتركة أبوابها وتحولت إلى إدارات تقبض رواتب بدون إنتاج ويقال ذات الشيء على القطاع التجاري والزراعي  . 
 
وتحول بذلك العراق بكل مدنه إلى مجرد سوق لتصريف البضائع الرديئة وهي في الغالب من   أسوأ المناشئ الدولية وتحول المواطن إلى مستهلك وغير منتج والدولة إلى مستورد وصرنا نستورد الرقي والبطيخ والخيار والطماطم والمكانس وحاويات الازبال والمنظفات والقيمر والحليب ومشتقاته وأصبحنا نستورد حتى التمور السعودية والإماراتية رغم إننا كنا نملك 30 مليون نخلة تنتج مئات الأصناف التي يحسدنا عليها عربان الخليج ولكنهم اليوم يصدرونها لنا بعد إن سرق اللصوص كل غابات النخيل وتعاطى معهم تجار يحملون الجنسية العراقية وكل شيء تم بصورة منظمة ولم يبق الا الأماكن المقدسة فربما سيأتي يوم تدعي إحدى الدول المجاورة بأحقيتها . 
 
كل ما جرى معروف ومعلوم وأيضا مازالت الإجراءات غائبة والتدهور مستمرا وكان عزاؤنا الوحيد إن الاحتلال رغم مساوئه استطاع إن يحافظ على قيمة الدينار العراقي في سوق التعاملات الدولية ولكننا وبعد إن استعدنا السيادة وامسكنا بكامل الملفات ومنها العملات وجدنا أنفسنا تحت الاحتلال الاقتصادي من الدول المجاورة وهو من مافيات التجار والمضاربين فقد انعكست الأزمة الإيرانية والسورية على الاقتصاد العراقي وبدأت العملة العراقية تنهار بسبب تسريب العملة الصعبة إلى دول الجوار وبسهولة مطلقة عبر البنوك أو عبر الحدود المفتوحة والمشرعة وعبر حقائب كبار المسؤولين والمتنفذين ولا تخضع إلى تفتيش أو حساب ولعل الأشهر القادمة ومع تصاعد الأزمة السياسية المحلية والإقليمية فان الخبراء يتوقعون مزيدا من الذبذبة في صرف الدينار وهذا معناه ارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية وينتج عن ذلك انخفاض القدرة الشرائية لعامة المواطنين وليس المستوردين وهذا ما سيؤدي إلى حالة من التذمر ستنعكس على الوضع الأمني والاجتماعي .
 
وكذلك ظهور تعقيدات في كل مجالات الحياة ومنها أسعار العقارات والإيجارات والتي ستتفاقم بسبب تهريب العملة الصعبة من العراق وعودة أعداد كبيرة من العراقيين هربا من الجحيم السوري وربما سيليه هجرات من إيران أو من المنافي البعيدة كلها ستؤثر على الدينار وسعر صرفه والمتوقع تعرضه إلى هزات كبيرة رغم تصريحات كبار المسؤولين في البنك العراقي عن سلامة الموقف ومتانة الدينار ووجود غطاء كامل من العملة الصعبة يزيد على 100 % لكن السوق يقول إن قيمة الدولار ترتفع أمام الدينار بشكل ملحوظ وان البنك يهدد التجار بإجراءات بعض منها سيدفع كبار المضاربين على التعامل بتهريب العملة تخلصا من تلك التهديدات .
 
الغريب والعجيب في الأمر هو صمت البرلمان ولجنته الاقتصادية والحكومة ومستشاريها إزاء هذه التطورات والاحتمالات وكأنهم جميعا غرباء لا يعنيهم هذا الأمر ولا يتحسبون للقادم من الأيام والأزمات .
 
 firashamdani@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس الغضبان الحمداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/20



كتابة تعليق لموضوع : لماذا ترنح الدينار العراقي أمام الدولار الأمريكي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : فلاح حسن ، في 2012/02/21 .

الاخ الكريم فراس غضبان الحمداني

تحية طيبة

الحقيقة ان موضوعك الواقعي قد اعجبني كثيرا حيث انه احاط بمعظم الاحتمالات الواردة كما انه بين اراء المتخصصين وكشف عن عورة المتنكرين لخطورة التدهور الاقتصادي من البرلمانيين الذين اعتادوا التفرج وكتفوا بالتهرج على الاحداث...

ولكن يا اخي الفاضل هنالك دواء ناجع من شأنه ان يجعل الدينار العراقي يستعيد عافية ويتصدر العملات كما كان في السابق ولكن صدق القائل ( قداسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي )
حيث طرح النظام الدينقراطي فكرة مشروعه الاقتصادي وابدى استعدادة بتقديمه وعرضه على الاخوه في البرلمان عدت مرات من خلال بياناته على ان يدرس من قبل ذوي الشأن والاختصاص حتى يحدد ما ان كان ينفع ام لا . والكن كان حالهم كما وصفتهم انت وكأن الامر لا يعنيهم .


فيا عزيزي الكريم ما لم يعتمد مبدأ فصل الثروة الوطنية عن السلطة وجعلها بيد الشعب ) وعتماد قانون التوازن الاقتصادي ) كمقدمة ( لقانون الاستثمار الفصلي ) المطروح جميعها من قبل النظام الدينقراطي ,فقد كان امرنا في سفال , وان جميع تلك القوانين التي ذكرتها لك هي تحتوي على برامج موضوعية ومدروسه بشكل عينات تجريبية .

مع اننا نعتقد ان السبب في عدم القدرة على رسم سياسة واضحة وهادفة للاقتصاد العراقي هي المنظومة الديمقراطية التي جنت على اهلها كما جنت ( براقش ) وقد كان النهيار الاقتصادي في الولايات المتحدة خير شاهد ودليل ولقد كشف ( النظام الدينقراطي ) عن فضيحة الديمقراطية في البيان 63 والذي شرح فيه ( الخدعة الاجتماعية )التي مارستها الديمقراطية منذ سنين طوال ولم يستطع احد كشفها دون المنظومة الدينقراطية وليك الرابط للاطلاع .




http://kitabat.info/subject.php?id=14299




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net