صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

الى القيادة العامة للقوات المسلحة في هيئة الإعلام والإتصالات..
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أشعر بالتقزز من هذا المقال..
مليون دينار عراقي وخمسمائة ألف ,راتب ممتاز لواحد فقير مثلي يمكن أن ينقل حياتي الى مديات هائلة لكنها ليست كالمديات التي بلغها الوزراء والمسؤولون والمدراء العامون والمختلسون والنهابون في بلاد مابعد الرافدين العظيمين.
راتب ممتاز للمستشار تقدمه هيئة الاعلام والاتصالات الوطنية في العراق العظيم كما كان يسميه صدام حسين وعلى عكس ماكان يفعل حين حوله الى أراجوز بين بلدان الدنيا ومكفخة لمن هب ودب من دول الثأر والحقدعلى العراق وشعبه المظلوم..وهو بالفعل عظيم في كل شئ إلا في أبنائه الذين هم مجرد عظام في جسده المنخور.راتب ممتاز لواحد كحيان مثلي قادم من قرية فاشلة محرومة من الخدمات أختير من بين مجموعة من الصحفيين ليكون مستشارا في الهيئة الوطنية للإعلام والإتصالات التي شكلت من سنوات وكانت عاطلة عن العمل إلافي نهب المال العام في الفترة الماضية ,لكنها أخذت دورا فيه من الإتزان والنزاهة الكثير حين إستلم إدارتها الاعلامي والقاص برهان شاوي وبعض الأمناء الذين لاأشك في نزاهتهم ؟ وصارت أكثر حرفية وأهمية وأخطر دورا وضرورة في بلد مازال يحبو جهة الغد الغامض وبحاجة الى تقنين الحريات والأفكار خشية أن تنطح بقرونها الجبارة ماحدث من تغيير كبير في البنية السياسية والإجتماعية والإقتصادية وعلى مستوى الاعلام والصحافة والإتصالات والبث الفضائي.
إغلاق مكاتب البغدادية الفضائية كان قرارا من هيئة الإعلام والإتصالات وجرى الدفع بإتجاه أن تكون هناك قرارات مماثلة بحق قنوات فضائية أخرى ,ولست بالضرورة أن أكون مؤيدا تماما أو رافضا له,لكني كنت حزينا لأن البغدادية تملك الكثير من عوامل النجاح والتأثير في الشارع العراقي .
لم يكن قراري بتقديم ورقة من سطرين بالإعتذار عن الإستمرار في عملي مستشارا لهيئة الإعلام والإتصالات لإني أرفض قرار الهيئة بإغلاق مكاتب البغدادية فهذا أمر قد حصل من مدة كنت فيها للتو باشرت العمل في لجنة المستشارين وإستلمت راتب الشهر الأول اللذيذ والذي أثر حتى في مستوى عيشي وطريقة حياتي وجعلني أكثر ثقة بالأيام القادمة حتى إني بدأت أفكر وصار الشيطان يوسوس لي في صلاتي وصارت تأخذني الخيالات حين أسجد وأركع وأقنت وأتوسل الى الله أن يساعدني في الحصول على واسطة للذهاب الى مكة كما ذهب الاعلاميون لأكثر من مرة وكما ذهب اللصوص والنواب والسياسيون وأصحاب النفوذ ,وفكرت في كثير من صلواتي بقطعة الأرض الزراعية التي إشتريتها بمساعدة الأصدقاء بمبلغ ما في ضواحي العاصمة,أني سأبنيها من راتب الهيئة الذي يمكن أن يصل الى ثمانية عشرة مليونا من الدنانير التي قد تكفي خلال عام لبناء دار متواضعة في منطقة مجاورة لجمهورية المزابل شرق العاصمة العراقية بغداد.
السبب الذي دعاني لكتابة تلك الورقة هو إيماني بأن الحياة التافهة التي نعيش لاتعتمد في بقائها على التملق لأشخاص تملكهم الزهو بمناصبهم وأموالهم التي جنوها من رواتب لايستطيع ربع الشعب العراقي أن يجمعها لوفرتها.
كان مؤلما بالنسبة لي أن يقول لي أحد ما ,لماذا تظهر على البغدادية وهي محكوم عليها بالإغلاق لأن ذلك الظهور غير مرتبط أبدا بهيئة الإعلام والإتصالات ولابسواها من مؤسسات,فأنا أقول ماأراه مناسبا لطريقة تفكيري وعطائي ولإيماني بمبادئ لايملي علي الآخرون أن أعمل بخلافها أو أن ألونها بألوان يريدونها هم.
لن أبني تلك الدار وأفضل بشرف أن أستمر محشورا مع أسرتي في تلك الغرفة التي تقبع في زاوية مظلمة من دار اهلي في القرية على أن أسمح لشخص ما أن يملي علي الظهور في هذه القناة أو تلك  بل سأواصل الظهور ولن أخش من شئ ( المبتل بالماء لايخشى المطر)..
وليكن أمناء هيئة الإعلام والإتصالات على علم بأني لست من أنصار البغدادية ولي ملاحظاتي عليها مثلما لي على الهيئة وسواها من مؤسسات الدولة العراقية التي كنت أحلم بها من أيام الإعدادية والتي لم يبتنى منها شئ الى الآن.
وأقول ..حرام علي أن أدخل هيئة الإعلام والإتصالات بعد يومي هذا.لاأنتظر لامن الحكومة ولامن سواها ولامن غيرها ولامن الهيئة ولاالبغدادية شيئا.. يكفيني أني ألتذ بمبادئي.مثلما أنتظر من السيد المالكي إبلاغ أعضاء تحالفه بعدم التضامن مع البغدادية والتصريح لها لأنها مغلقة بقرارمن الهيئة, فالعديد من أعضاء التحالف الوطني يمتدحون البغدادية ويظهرون على شاشتها أكثر من ظهورهم قبالة أهليهم أو قبالته ويطالبون بإعادة فتح مكاتبها بل ويستنكرون قرار إغلاقها وهم كالثوار في المعركة حين يطالبون وأكثر من سواهم بل ومن المرتبطين بالبغدادية.أم إن النواب على رؤوسهم الريش وعلى رأسي بطحة؟
مثلما على الجميع أن يدرك أن من لم يرهبه صدام حسين لن يرهبه أحد إلا الله ومبادؤه وشرفه .ولن أنس أن بعض أمناء الهيئة حاكموني اليوم بطريقة سيئة بالنسبة لي  ,وإن لم يسموها كذلك فهي كذلك بالنسبة لي وسيبقى ذلك عالقا في ذهني لن يحجبه صداع يضرب رأسي الآن وأنا أكتب..أما أنتم أيها الأخوة في نقابة الصحفيين العراقيين فأقسم لكم بشرف أني لاأملك دارا مجاورة لمرطبات الفقمة في الكرادة ولاسيارة 2010 كما نقل لكم بعض المرتزقة وأرادوا التشهير.
أشعر بالتقزز من هذا المقال
hadeejalu@yahoo.com


Hadee Jalu Maree
Journalistic Freedoms Observetory J.F.O

Media Advisor for CMC
Journalist & Writer

009647901645028
009647702593694

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/11/22



كتابة تعليق لموضوع : الى القيادة العامة للقوات المسلحة في هيئة الإعلام والإتصالات..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net