صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تاملات في القران الكريم ح19
حيدر الحد راوي

سورة البقرة
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ{171} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ{172} إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{173} إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{174} أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ{175} ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ{176} لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ{177} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ{178} وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{179}
الحكيم يبحث عن الحكمة في كل مكان , سواء كانت في عنان السماء , او حتى في تخوم الارض , وقد ينتزعها من افواه المجانين احيانا , ومن سلوكيات الحيوانات احيانا اخرى , فلدى الحكيم لا يهم المصدر , كما يقال (خذ الحكمة من افواه المجانين) , وقد اصبحت الحكمة من دواعي استكمال الايمان ( الحكمة ضالة المؤمن ) .
بعض الناس يخالفون الحكيم في مبتغاه ومقصده , فيبحثون عن اللذات والشهوات الحيوانية , ولا يعيرون أي انتباه الى أي صوت يدعو للحكمة ايا كان مصدره , يحسبونه مجرد صوت يدوي في الفضاء , كلام فحسب , بالضبط كالاغنام عندما تستمع لصوت الراعي , لا تفقه ما يقول ,  ولا تستطيع ان تنطق به .
ليتهم اعتبروا صوت داعي الحق كرنين جرس الانذار ! . 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ {172} 
يرى المفسرون ان في هذه الاية الكريمة خطابا مباشر منه عز وجل لعباده المؤمنين خاصة , ويرى المتأمل فيها خطابا مباشر الى الناس كافة ايضا , بدليل قوله عز من قائل (إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) , حيث يكون في الاية الكريمة نوعين من الارشاد , هما :
1-    ارشاد وتوجيه خاص للمؤمنين : يرشد الباري عز وجل عباده المؤمنين الى الطيبات من الرزق , طعاما ولباسا , واي شيء اخر من شأنه ان يجلب الخير والنفع للانسان , واجتناب كل ما من شأنه ادخال الضرر في جسم الانسان ( الخبائث ) سواء كانت في مأكل او مشرب او ملبس وغير ذلك .
2-    ارشاد وتوجيه عام لكافة الناس في ان ينظروا الى ما تأمر به اديانهم ومعتقداتهم , وكل ما هو مباح لهم فيها , فيتأملوا ان كان فيه ضررا عليهم ام لا ؟ سواء كان هذا الضرر ماديا ام معنويا , ويقارنوا بما هو حلال وحرام في دينهم مع ما هو حلال وحرام في دين الاسلام , فان كانوا من ذوي الألباب والحكمة لتمكنوا من التمييز بينها , ولأدركوا قيمة ما يعبدون ,  ولاتبعوا الدين الحق ,  وفق ما تمليه عليهم الحكمة والفطرة السليمة.   
الخطاب المباشر تتبعه اوامر ربانية , في اتيان اشياء و اجتناب اخرى , وفي هذا الخطاب فيه اتيان شيئين , واجتناب واحد .
1-    (كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) في هذه الامر بيان لمسائل الحلال والحرام , ((وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ )) الاعراف 157 .
2-    (وَاشْكُرُواْ لِلّهِ ) حيث يأمر الباري عز وجل عباده بوجوب شكره , بكل ما للشكر من درجات ومعاني , القلبي منها واللساني .
3-    (إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) يؤكد الباري عز وجل على ضرورة عبادته وحده لا شريك له , فالمتأمل سوف يتساءل , اذا كان الله عز وجل قد وصف المؤمنون بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ) في بداية الخطاب , فما الداعي من ان يختم الاية الكريمة بـ (إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) ؟ ! .
هناك الكثير من المؤمنين يظنون انهم يؤمنون بالله عز وجل ويعبدوه , وفي الواقع انهم يؤمنون بالله عز وجل , لكنهم يعبدون اهوائهم , بعد ما تسلل الرياء وهو الشرك الخفي الى قلوبهم , ربما ذلك يكون بعلمهم او بغير علمهم , يعتمد ذلك على مدى معرفتهم بالرياء وحقيقته .  
             
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{173}
ذكرت الاية الكريمة جملة من الخبائث التي حرمها الله عز وجل , وبينت  سعة مغفرته ورحمته عز وجل , لمن اضطر ودفعته الحاجة الشديدة لتناول تلك المحرمات , وهذا الامر يجر المتامل الى موضوع مهم وهو ( حفظ النفس من التلف ) , فيوجه الباري عز وجل عباده على ضرورة حفظ انفسهم من التلف فيما لو اضطرهم الحال الى تناول تلك الاطعمة , واعجب ما في الامر , انه عز من قائل يصف من يفعل ذلك بأنه ( غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ ) بكل ما لتلكما الكلمتين من معنى ! .
    
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{174}
اكدت الاية الكريمة على ان اليهود كانوا على علم ومعرفة تامة بالنبي محمد (ص) ورسالته , كل شيء من صفاته بل حتى اسمه (ص) الصريح , فتصفهم الاية الكريمة انهم قد اخفوا ذلك عن عوام الناس , ولم يكن ذلك بدون مقابل , فلابد ان يكون هناك من يدفع ! هناك عدة احتمالات عن الجهة الممولة لاخفاء تلك الحقائق , نكتفي بذكر اثنين منها , على ان نذكر الاحتمالات الاخرى في مكان اخر انشاء الله :
1-    المتنفذين من اصحاب المصالح , الذين سوف تتضرر مصالحهم عند كشف الحقيقة , لذلك يدفعون اموالا للاحبار كي يخفوها عن العامة , مثلا على ذلك , كان اليهود يحتكرون التجارة بشكل كبير وملفت للنظر, التي كان يسودها الربا والظلم والاجحاف , بينما كان العرب يعتمدون على تجارتهم , وشراء بضائعهم بنسبة كبيرة , فاذا ساد الاسلام , سوف تضرب مصالحهم على مستويين :
1-1-    المستوى الاول : ان الاسلام سوف يحرم اغلب معاملاتهم الربوية , التي تعود عليهم بأموال طائلة .
1-2-    ان الاسلام كدين حضاري , سوف يحث ويشجع المسلمين على امتهان التجارة , بعد ان كانوا قد اعتادوا على الغزو وتربية الماشية , مما سيملئ السوق بتجار مسلمين جدد , يتحلون بالروح الاسلامية , مما يجعل منهم منافسين للتجار اليهود الاقدم في هذه المهنة .
2-    الاحبار انفسهم , فهؤلاء يتقاضون اموالا من العامة , بصفة نذور وصدقات وتبرعات وغيرها , فلو كشف الاحبار تلك الحقائق لمال العامة الى النبي محمد (ص) وسوف لن يدفع لهم احد شيئا بعد ذلك , كما انهم سوف يفقدون منزلتهم ومكانتهم بين قومهم , لذا كان لزاما عليهم اخفاء تلك الحقائق قدر الامكان .  
الاية الكريمة توعدت هؤلاء باربع انواع من العذاب , واحد منها في الدنيا , وثلاثة في الاخرة , وكما يلي :
1-    (أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ ) هذا النوع من العذاب يحتمل فيه عدة وجوه :
1-1-    اما ان يكون في الدنيا , كون انواع العذاب الاخرى جاءت مسبوقة وموعودة في يوم القيامة (وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .
1-2-    ام يكون في يوم القيامة , ولخطورته وشدته قدم على ذكر اليوم الموعود ( يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
1-3-    واما ان يكون في الدنيا والاخرة معا .    
2-    (وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) , ان اشد انواع العذاب وقعا في النفوس والابدان , هو ان يعرض الله تعالى عنك يوم القيامة , فترى ان هناك اقواما اجتباهم , نظر اليهم , اظلهم بظله , وكلمهم بترحاب ,  وتكون انت منبوذا , مهجورا , في ذلك محلا غضا للتأمل ! .
3-    ( وَلاَ يُزَكِّيهِمْ ) , في هذا النوع من العذاب , وهو الحرمان من التزكية او التطهير احتمالات عدة :
3-1- ان المؤمنين ومهما كانت درجات ايمانهم , فلابد ان يكونوا قد اكتسبوا شيئا من الذنوب وادرانها , وبذلك يكونوا غير مؤهلين لدخول الجنة ومقامات رضوان الله تعالى عليهم , فلابد ان يطهروا من درن تلك الذنوب , بنوع خاص من العذاب , يسميه الامام الخميني (رض) (( بعذاب الرحمة )) .
3-2- ان هؤلاء سوف يحرمون من هذا النوع من التطهير , وسوف يدخلون النار بادرانهم و اوساخهم , التي اكتسبوها في الحياة الدنيا .
4- (  وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) , بالاضافة الى كل ذلك , فأن هناك نوع اخر من العذاب , لم تذكره الاية الكريمة , ولم تبينه , بل اكتفت بوصفه بأنه (أَلِيمٌ ) , لك ان تتأمل ذلك ! .

أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ{175}
يصف الباري عز وجل هؤلاء , بأنهم استبدلوا الضلالة بالهدى , والعذاب بالمغفرة , وفيها تحذير ضمني لنا , كي لا نكون مثلهم , او ان نجعل منهم قدوة لنا في الدنيا , وايضا ان نتجنب نهجهم الذي ساروا عليه .   
( فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ) , يستخف الباري عز وجل بهم , وينذر اشياعهم , فمن سيكون له الصبر على ذلك النوع من العذاب الموعود ! . 

           

ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ{176}
عندما نزل القرآن الكريم , اختلف فيه عامة الناس , المشركون واصحاب الكتب السماوية , فذهب المشركون على ان هذه الايات الكريمة هي شيء من السحر , او الشعر , او غير ذلك , واستبعدوا ان تكون منزلة من قبله عز وجل , وذهب قوم اخرون منهم الى انها نزلت من عند الله , لانهم على معرفة مسبقة برب الكعبة , مستقاة مما جرى على اصحاب الفيل , والروايات والحكايات التي تتناقل عن ابراهيم الخليل (ع) , الذي بنى الكعبة , بالاضافة الى وجود البعض ممن هم على دين ابراهيم (ع) , كبنو هاشم , وقيل بنو عامر ايضا .
اما اهل الكتاب من اليهود والنصارى , فقد وجدوه مسطورا في كتبهم , فادركوا ان في اعلانه ستذهب ريحهم , ويضمحل وجودهم , من جهة , ومن جهة اخرى , انهم كانوا يبغضون العرب لاسباب كثيرة , وبذلك سيسود العرب عليهم .
قضية النبي الموعود , نبي اخر الزمان , كانت الحلم الذي يراودهم , وينتظرون ان يكون منهم , فيسودوا على العالم اجمع , فكان ظهور الخاتم محمد (ص) في امة العرب , التي كانوا يبغضونها , تبديدا لاحلامهم , فكان لزاما عليهم ان يقفوا ضده (ص) وضد ما يدعوا اليه .
بين ذا وذاك , وقعوا في اختلافات كثيرة , المشركون فيما بينهم , واهل الكتاب فيما بينهم , ثم المشركون واهل الكتاب , فلو علمنا ان من اهل الكتاب كان يرى ان يصدح بأمر البشارة المسطورة في كتبهم , فيضيف طرفا اخر للاختلاف .


لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ{177}
البر واعمال الخير لا تنحصر في التوجه نحو الكعبة المشرفة , او الى بيت المقدس في الصلاة , بل اوردت الاية الكريمة جملة من مضامين عمل الخير ( البر ) , وعلى هذا النحو :
1-    مَنْ آمَنَ بِاللّهِ .
2-    وامن  (الْيَوْمِ الآخِرِ  ) 
3-    وامن بــ (الْمَلآئِكَةِ ) .
4-    وامن بـــ (الْكِتَابِ ) .
5-    وامن بـــ (النَّبِيِّينَ ) .
6-    وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ :
أ‌)    ذوي القربى .
ب‌)    واليتامى .
ت‌)    والمساكين .
ث‌)    وابن السبيل .
ج‌)    والسائلين .
ح‌)    وفي الرقاب .
7-    وَأَقَامَ الصَّلاةَ
8-    وَآتَى الزَّكَاةَ
9-    وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ
10-    وَالصَّابِرِينَ في
أ‌)    البأساء .
ب‌)    والضراء
ت‌)    وحين البأس ( شدة القتال ) . 
   تمدح الاية الكريمة من اتصف بتلك الصفات (أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) , فتامل ان يمدحك الباري عز وجل بتلك الكلمات ! .
 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ{178}
الدين الاسلامي هو دين العدالة , وفي العدالة تسود الرحمة والتراحم , ومن بليغ عدالته , ان الاية الكريمة حفزت المؤمنين على تبني اسس العدالة في معاملاتهم , كما و توعدت كل من يخالف العدالة الربانية بالعذاب الاليم (فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .

وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{179}
لا اعرف ان كانت هذة الاية الكريمة تفضل القصاص على الدية , فتصف ان فيه الحياة , فلعل فيه تفضيلا بعد ان ورد فيها بعد كلمة القصاص (  حَيَاةٌ ) , (  يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ ) , (  لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) .      
هناك اراء كثيرة في هذا الموضوع , جلها تدخل ضمن تفسير الاية الكريمة , وتخرجنا عن التأمل , فأترك تاملها الى المتأملين ! .


حيدر الحدراوي
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/18



كتابة تعليق لموضوع : تاملات في القران الكريم ح19
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net