صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

العود الاعوج لا يستقيم ظله
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الثقة بالنفس تستمد قوتها من قوة ما تؤمن به من مبادئ ومهما تكن قوة المبادئ ان لم ترتكن الى قوة ايمانية عميقة مولودة من رحم الخطاب الالهي وفق مسالك رصينة لا يدخلها الشك ولا الشبهات لا تنفعها قوتها فانها تهزم اذا ما واجهتها مبادئ حسب ما وصفناها اعلاه.

كل الاديان وكل المذاهب تعتد بما تؤمن ولهم الحق في ذلك ولكن الذي لا يحق لكل الاطراف عندما يسلك الاساليب الخادعة والملتوية والغادرة من اجل نسف مبادئ الاخر، واطلالة خاطفة على اوراق التاريخ المخصصة لتاريخ الشيعة الامامية ، فانني وجدت منذ ان رحل سيد الانبياء الى خالقه والى اليوم لم تتم مواجهة نظامية ( عسكرية او فكرية ) مع الفكر الامامي الا وانتهت اما بقناعتهم او شتائمهم.

كل الدول الشيعية التي حكمت خلال التاريخ لم تسقط ولا حكومة بثورة شعبية ضدها ، فاغلبها تكون بسبب مؤامرة من خارج الدولة او بسبب ضعف الحاكم فيتم استبداله من غير ان تقام ثورة ضده، فحكم الامام علي عليه السلام انتهى بجريمة اغتيال وحكم الامام الحسن عليه السلام انتهى بجريمة احتيال ، واعقبها حكم المختار الثقفي الذي انتهى بحرب من خارج ولايته ، وهكذا بقية الدول الشيعية ومنها البويهية والفاطمية والادارسة وغيرها .

وحتى المعارك الطائفية الطاحنة والفتن الحارقة تبدا من الطرف الاخر ومنها على سبيل المثال فتنة بغداد في القرن الرابع للهجري عندما اغاروا على مشهد الامام الكاظم عليه السلام وحرقوه وقتلوا من واجههم، اقبح جريمة في التاريخ جريمة الوهابية سنة 1216هـ على كربلاء حيث جاءوها غدرا يوم الغدير وقتلوا النساء والاطفال وهدموا العتبات وسرقوا ما فيها.

لم يذكر التاريخ ابدا ولو غدرة واحدة للامامية ضد من يخالفهم مذهبا او دينا.

واما على المستوى الفكري فالجلسات والمناظرات تملا التاريخ بما جرى وما حدث وقد وثقت في كتب اعيدت طباعتها اكثر من مرة على مدى التاريخ، زد على ذلك لا يوجد محذورات في الوسط الامامي لاي كتاب علمي ديني يخالف المذهب الامامي اما التي تتضمن شتائم وسب فمثل هذه الكتب مرفوضة، ففي الوقت الذي تجد المكتبات العامة والخاصة مليئة بكتب البخاري وابن تيمية وابن كثير تجد مكتبات الطرف الاخر تخلو حتى من ابسط الكتب التي تتحدث عن اهل الكساء.

نصف البعد الشيعي اخذ مداه عندما انتصرت الثورة الاسلامية في ايران ، والنصف الاخر جاء بسقوط طاغية العراق ، وفي حسابات الصهيونية والوهابية ان الخسائر التي سيلحقها الارهاب بالعراق قد يكون الكفيل بتشويه صورة الشيعة ، الا ان النتائج جاءت بخلاف التوقعات ولانهم عاجزون من رد الكلمة بالكلمة او حتى المواجهة العسكرية الشريفة من غير غدر وقتل الابرياء فانهم لا يواجهون الشيعة ، ولكم في العصر الحديث خير امثلة من خلال ما يتعرض له الشيعة في كل مناطق العالم تجدها بالاحتيال والاغتيال والتفجير والتهجير والتكفير، بل انهم يوصون اتباعهم بتجنب مناقشة الشيعة ، الواثق من مذهبه لا تهزه الجبال ولا يخشى النقاش.

فكل ما جرى وما يجري وما سيجري لن يوصلهم الى ما يرجوه من نتائج لان الاصل خطا فالعود الاعوج لا يستقيم ظله


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/03/23



كتابة تعليق لموضوع : العود الاعوج لا يستقيم ظله
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net