صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

" زينب " ، المعنى الحرفي لأسم الله ( الصبور )
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تُقسّم بعض العلوم العقلية الألفاظ ( كلمات وعبارات ) على قسمين من حيث المعنى :

الأول : الفاظ ذات معنى إسمي / ويشمل الالفاظ التي لها معنى بنفسها لا بغيرها ، كجميع الأسماء ، كما نقول مثلا ( جبل _ أرض _ ماء ) .. الخ ، فهذه الألفاظ وضعت وقُرنت بمعاني معروفة وتدل على أشياء محددة ..

الثاني : الفاظ ذات معنى حرفي / وتشمل الالفاظ التي ليس لها معنى بنفسها وانما هي عبارة عن روابط بين الفاظ القسم الأول أو قوالب لها ، وتشمل كل الحروف مثل ( في _ على _ الى ) فهذه الحروف لا يعرف معناها الا بالارتباط بغيرها من الاسماء ، وكذا تشمل هيئات الافعال والجمل .. مثل الفعل الماضي ( ذهب ) فصيغة الماضي ( فَعَلَ ) ليس لها معنى بنفسها ولكن عندما اصبحت قالباً لأسم - مصدر - ( الذهاب ) اصبح لها معنى وهكذا ..

أريد ان استفيد من هذه المعلومة في فهم ما يلي : كل ما في الكون ليس له معنى بنفسه وان المعاني الاصلية والمستقلة بنفسها حصرت بأسماء الله تعالى ، فأسماء الله الحسنى هي فقط الألفاظ ذات المعاني الأسمية ، ولا نقصد هنا المعاني اللغوية التي تقتصر على الدلالة فقط وانما نقصد ما وراء ذلك ، اي ماله قيمة ووزن سامي وعالي في عالم المعنى ..

أمّا الكون بما فيه من موجودات ومخلوقات ، شمس وقمر ونجوم وأرض ونبات وإنسان وحيوان ... الخ ، فأسماء هذه الموجودات كلّها عبارة عن قوالب - معاني حرفية - لأسماء الله الحسنى ، وإن لم تكن كذلك فليس لها اي معنى حقيقي ، فالشمس والقمر تجلّيان لنور الله ، والجبل لقوة الله والنار لغضب الله .. الخ ، وكما قال الشاعر ( وكل شيء ما خلا الله باطل ) ..

ولعل جميع الموجودات ممكن أن تصبح مظهراً لأسم او إسمين من اسماء الله الحسنى الا اهل البيت ع فهم مظهر لجميع اسماء الله الحسنى ، في الكافي : ( عن الحسين بن محمد الأشعري ومحمد بن يحيى جميعا ، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن مسلم، عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " قال: نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا ) .

أمّا زينب عليها السلام ، فكانت لها الحصة الأكبر من أسم الله ( الصبور ) ، صبر زينب ، صبرٌ جميل ، وكيف لا وهي القائلة « والله ما رأيتُ إلّا جميلاً » ردّاً على سؤال ابن زياد لها : كيف رأيتِ صُنْع الله بأخيك ؟

عظم الله لكم الأجر بذكرى وفاتها عليها السلام


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/03/12



كتابة تعليق لموضوع : " زينب " ، المعنى الحرفي لأسم الله ( الصبور )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net