صفحة الكاتب : كاظم فنجان الحمامي

لا خير بمن لا يختار العراق
كاظم فنجان الحمامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قبل التصدي بالرد على تصريحات (أدهم بارزاني), وقبل استعراض تحامله المتواصل على العراق العظيم, لابد لنا من التثبت من الوكالات التي نشرت تصريحاته, ومنها على سبيل الإشارة والتنويه وكالة (شفق نيوز) في رابطتها الالكترونية التالية:-
 
والتي قال فيها: (لم أعترف بعراقية كوردستان), وقال أيضا: ((عندما أديت يمين العضوية في برلمان إقليم كوردستان عام (2005), لم استطع أن أتلفظ كلمة (العراق) بعد اسم كوردستان, وأن سبعة من النواب قاموا من بعدي بالشيء نفسه, ولم يلفظوا اسم (العراق) بعد كوردستان)).
 
وكتب على صفحته الخاصة في (الفيسبوك): ((لم أتخيل نفسي عراقيا في يوم من الأيام, ولم اعترف بأن إقليم كوردستان جزء من العراق)), وقال في مناسبات عدة: ((أنا لست عراقياً, ولا اعترف بعراقية كوردستان)). .
ونقول له ولأمثاله: أن العراق لا يتشرف بمن يعلن الانسلاخ عنه, ولا تشرفه انتماءات المتذبذبين, فلا خير في من يتنكر للعراق وتربته, ولا خير بمن لا يكون بارّاً للعراق وأهله, فالذي لا ينتمي إلى العراق لا جذور له في رحم الأرض, ولا ينتمي إلى مهد الحضارات الإنسانية, ولا يحق له العيش بين الرافدين. .
أنت يا (أدهم) لست أول من تنكر للعراق, فقد سبقتك طوابير متلونة من الزواحف, انضم إليها كل الأقزام الذين فقدوا مشاعر الحس الوطني الصادق, لكنك كنت أكثرهم جرأة, وأصلفهم جسارة, عندما أعلنت عن أفكارك المشوهة, وعبّرت عن تطلعاتك الضيقة, فتطاولت على هذه الأرض المقدسة بعبارات سمجة تسيء إلى هيبة العراق وعظمته, فما أقبح ما قلت, وما أشنع ما قمت به, عندما اخترت العقوق لسيد الأوطان, بكل ما تحمله لفظة (العقوق) من ملامح الضياع والخسران, فالذي لا ينتمي للعراق لا ينتمي لكردستان, ولا ينتمي إلى القمم التي حملت سفينة سيدنا نوح عليه السلام, ولا ينتمي إلى الصحابي الكردي الجليل (جابان أبو ميمون), ولم يقرأ ما كتبه المؤرخ الكردي الكبير (بهاء الدين أبو المحاسن أبن شداد), ولا ينتمي إلى العلامة الكردي الشهير (ابن خلكان), ولا علاقة له بالناصر صلاح الدين, ولا يؤمن بالدستور الذي سمح للكرد بقيادة الدولة العراقية في الألفية الثالثة, ومنحهم صفة المشاركة الحقيقية الكاملة في العملية السياسية. .
 
أتراك يا (أدهم) جنحت إلى التطرف العرقي, وآمنت كما آمن غيرك بأفكار التقسيم والتجزئة الدخيلة علينا ؟, تلك الأفكار المسمومة, التي لم يسمع بها الشعب العراقي من قبل, ولم يقتنع بها أي إنسان أصيل ينتمي إلى أديم الميزوبوتاميا, أم أنك ركبت موجة العقوق والجفاء, وتنكرت لتاريخك وهويتك, غير مدرك بأن من لا تاريخ له, ولا هوية له, لا يمكن أن يكون له مستقبل ؟, أم أنك تنكرت للعراق عن قناعة فطرية موروثة, ورغبة منك في تحقيق أحلام الانفصال في هذه الهلوسة الشيزوفرينية السياسية ؟؟. .
اعلم يا (أدهم) إن الكفر بنعمة العراق خيانة لكل القيم والمبادئ الشريفة التي تربينا على احترامها, وعملنا على صيانتها. .
قدرنا كعراقيين أن نعيش إخوة وأشقاء متحابين, متوحدين, يشد أزر بعضنا البعض, ويتعين علينا أن نعلو فوق انتماءاتنا المذهبية والعرقية والسياسية, فالعراق هو العرق الأصيل الذي يتغذى منه الإيمان المطلق بهذه الأرض المقدسة. وترتوي منه شجرة الأصالة المورقة بالمحبة, فتضمنا كلنا تحت أغصانها الوارفة الظلال. ولن يضيرنا نعيق غربان التقسيم والتشرذم, ودعاة التخريب والتأزم. . 
يتعين علينا أن نلغي من قاموسنا كل مفردات التناحر, وان لا ننساق وراء المؤامرات الخبيثة الداعية إلى طمس الهوية العراقية, وان لا نسمح بتفكيك بدن العراق الموحد, وأن لا نتخندق في أقبية التطرف المذهبي, وان لا ننجر إلى الهاوية. .
 
ما الذي تريده منا يا (أدهم) ؟, هل تريد أن نبيع العراق بثمن بخس, وننسلخ من جسده الطاهر, لنرتمي في أحضان الضياع في هذا التيه السياسي المبهم ؟. أم انك تريد النقر على طبول ديناصورات التقسيم والانفصال ؟, الذين سيلعنهم التاريخ مثلما لعن أبي ريغال وزمرته والى يوم يبعثون, ولن ينالوا غير الخيبة والخذلان, وسيبقى العراق شامخا ساميا موحدا مصانا حتى قيام الساعة, ولا خير بمن لا يختار العراق, أقوم البلدان قبلة, وأعذبها دجلة, وأقومها تفصيلا وجملة. .
 
يا سيدي يا عراق الأرض. . يا وطناً
تبقى بمرآهُ عينُ الله تكتحلُ
لم تُشرق الشمس إلا من مشارقه
ولم تغِب عنه إلا وهي تبتهلُ
يا أجمل الأرض. . يا من في شواطئه
تغفو وتستيقظ الآبادُ والأزلُ
يا حافظا لمسار الأرض دورته
وآمراً كفة الميزان تعتدلُ
مذ كورت شعشعت فيها مسلّته
ودار دولابه, والأحرْفُ الرسلُ
حملن للكون مسرى أبجديّته
وعنه كل الذين استكبروا نقلوا
يا سيدي. . أنت من يلوون شِعفته ؟
ويخسئون, فلا والله لم يصلوا

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كاظم فنجان الحمامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/09



كتابة تعليق لموضوع : لا خير بمن لا يختار العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net