صفحة الكاتب : رسول مهدي الحلو

أخفاقات متواصلة..
رسول مهدي الحلو

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قامت الحكومات المحلية في بعض المحافظات بهدم بيوت التجاوز هذه البيوت هي لفقراء من أبناء الشعب العراقي، ومؤكد إن هناك من استغل الأوضاع الصعبة من بعد سقوط النظام السابق من التجار ومنتهزي الفرص ليستحوذ على بعض قطع الأراضي ويقوم بالبناء والبيع والشراء، ولكن الأغلبية هم من الفقراء الذين وجدوا في تلك الفترة وبداية قيام الدولة الجديدة متسعاً من الحرية للقيام بالتجاوز واستملاك الأراضي والبناء عليها بدون أي مسوغ قانوني أو شرعي،

ومما ساعد على تنامي هذه الظاهرة وانتشارها بشكل عشوائي ورهيب هو سيطرة الأحزاب التي انفلقت من الداخل والخارج من بعد سقوط النظام السابق على الكثير من المباني والعقارات والساحات فهي بهذا فتحت الباب على مصرعية أمام الناس لتحذوا حذوهم في التجاوز على أراضي الدولة،

ومما ساعد أيضاً هو تشجيع بعض الشخصيات السياسية المتنفذة على قيام هذه العشوائيات إلى جانب قيام الحكومات المحلية مع دوائرها المختصة بتوفير الماء والكهرباء وفتح الطرق، حتى تحولت هذه العشوائيات إلى إحياء وشوارع وأسواق وكراجات، وبعد كل هذه الاطمئنان أخذت الناس حريتها في التوسع الأفقي والعمودي في بناء بيوتها، وكل هذه التطورات هي تحت أنظار المسؤولين ودوائرهم حتى أصبحت هذه العشوائيات واقعاً لايمكن تغيره،

لقد تأخرت الدولة كثيراً في معالجة هذه الظاهرة معالجة صحيحة، وما قامت به مؤخراً لم يكن ضمن السياقات السليمة،

فكيف يعقل إن يتخذ قرار هدم هذه العشوائيات  بجرة قلم؟ ليتم بعد ذلك تفليش البيوت على رؤوس أصحابها وهم كما أسلفنا جلهم من الفقراء وفيهم من عوائل الشهداء الذين ضحوا من أجل العراق وحكومته وأحزابه فغدت عوائلهم وأيتامهم مشردة  ومنكوبة.

وبما إن الخطأ هو خطأ الدولة من خلال الحكومات المحلية ودوائرها المختصة عليها إن تتحمل المسؤولية كاملة وتقوم بتعويض هؤلاء الناس أو بتوفير بدائل سكنية لهم بطريق أو بآخر،

وإلا لايمكن تركهم نهباُ للشوارع والتشرد، فإن ذلك يضر بسمعة الدولة وحكومتها وأحزابها، ويؤدي إلى غليان أبناء الشعب حقدا على الدولة وكذلك يوفر الفرص الملائمة لاستغلال الشباب من قبل أعداء الدولة ومن قبل المافيات الإجرامية لتعيث فساداً واجراماً في البلاد والعباد.

وكذا من خلال هذا الاجراء الا عقلاني تضيف الدولة صفحة جديدة إلى صفحات المآسي والمشاكل التي يعاني منها الشعب العراقي وأيضاً تضيف أخفاقاً آخراً إلى جملة الإخفاقات المتواصلة. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رسول مهدي الحلو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/09/22



كتابة تعليق لموضوع : أخفاقات متواصلة..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net