صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

قدسية كربلاء واخطاء اتحاد الكرة والمنافقون
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 عودنا الاتحاد العراقي لكرة القدم على اخطاءه التي لا تغتفر, والتي تسببت بضياع عشرات الاحلام الذي تراقصت في مخيلة الجماهير, مما جعل حلم التأهل لكاس العالم مستحيلا, والتأمل بالفوز باي لقب نوع من السذاجة! فالعمل داخل الاتحاد يدار بشكل فوضوي وفاسد جدا, ومع قرب افتتاح اول بطولة رسمية ينظمها العراق, انتظرنا حدوث هزة عنيفة, فالعمل سيء جدا من قبل رجال الاتحاد الفارغون, وجاء حفل الافتتاح في مدينة كربلاء المقدسة بحضور عازفة لبنانية, وظهورها غير المحتشم الذي تسبب بحملة محلية شديدة ضد البطولة, باعتبار ان العازفة انتهكت قدسية مدينة كربلاء!

وهكذا اسرع المنافقون من ساسة فاسدون وكتاب متملقون للسلطة ليركبوا الموجة, رافعين شعار الدفاع عن مدينة الامام الحسين (ع)! مع ان سيرتهم نتنة وفاسدة ومعروفة للجميع, والقضية خطأ يحاسب عليه الاتحاد ولا يحتاج لموجة تأجيج للمشاعر, والتي لو تستمر قد تحصل اعتداءات مؤسفة من قبل بعض المتعصبين.
فهذا السياسي المنافق يصدر بيان للدفاع عن كربلاء, وذلك اللص المتجبر يلبس ثوب الشرف, وتتوالى البينات من طبقة فاسدة غارقة بالرذيلة, وبعدها تحول الفيسبوك الى ساحة للرد والتكفير وانتشرت تهمة الفسق والفجور لمجرد راي مخالف, فالاحترام يغيب عن وعي الامة, بل بعضهم يصيح (انها مؤامرة), ولتكشف الايام حالة اللاوعي المخيفة والخطيرة التي يسبح بها المجتمع العراقي, وقد انخرط حتى بعض الكتاب والاعلاميين والمفكرين في تبادل التفاهات, وصولا الى الغاء الاخر! 
كل هذا النفاق السياسي النخبوي والفيسبوكي ولم يفكر احد بأخذ راي المرجع الكبير, ولم يكن لأي مرجع بيان تنديد لان الامر ببساطة لا يستحق, فلماذا لا يتخلق الناس بأخلاق المراجع الكرام ويتخذون نفس الموقف! 
اشير هنا الى انه تم تضخيم الحدث بتخطيط ودفع من دول محيطة ترغب بالحظر الدولي الكروي ان يستمر على العراق, وكان رهانهم على جهل فئة واسعة من الشعب, وهذا ما تم لاحقا, فقاموا بخطوتين الاولى رفض اللعب في كربلاء ثم مخطط التعصب الديني الذي حدث فيما بعد.
حتى وصل الامر للاتحاد الدولي لكرة القدم واعلان مخاوفه على الفرق المشاركة من الحملة الدينية الرافضة للبطولة داخل العراق, والسبب الغسيل العراقي المفضوح عبر فضائيات محلية غير واعية او جاهل او خبيثة, ومجتمع فيسبوكي يعشق الفضائح ويسعده المشاركة في صنع المشكلة, والان الاتحاد الدولي  يفكر جديا بالحظر من جديد على العراق, تحت ذريعة تدخل السياسة بالرياضة, وحماية الفرق المشاركة من هوس التكفير.
كان على الاتحاد العراقي وهو يسعى لهكذا احتفال ان ينقل حفل الافتتاح والاختتام الى البصرة, كي ينقذ نفسه من تهم التدنيس للمدن المقدسة, وهكذا يشرك البصرة في البطولة, لكن كما يحصل دوما وقع الاتحاد العراقي في الخطيئة التي لا تغتفر, والتي لا يجد لها اي تبرير.
ولو نجمع الموقف الرفض من قبل منتخبات السعودية والكويت والبحرين اللعب في كربلاء, سيدفع الاتحاد الدولي لاعتبار مدينة كربلاء غير صالحة للعب, اي سيتحول ملعب كربلاء لملعب دوري فقط وتموت حالة الانفتاح على العالم التي حصلت اخير للكربلائيين, وهذا يدفعنا لتساؤل مهم: هل كان خطأ اختيار كربلاء والنجف مكانا لبناء الملاعب لاعتبارات دينية واعراف اجتماعية ترفض الانفتاح نحو العالم او القيام بمهرجانات تعتبر في نظر البعض هتك لقدسية المكان؟ 
الجهل والنعيق من دون تعقل, واخطاء الاتحاد, والمنافقون المتربصون باي حدث, جميعهم سبب ما حصل, وهو بعيد كل البعد عن موقف المرجعية الصالحة.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/08/03



كتابة تعليق لموضوع : قدسية كربلاء واخطاء اتحاد الكرة والمنافقون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net