صفحة الكاتب : خالد الناهي

داعش احياك، فمن اماتك؟
خالد الناهي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الرصاصة التي صوبها الى راسك الداعشي, واردتك قتيلا, لم تمتك انما منحتك الحياة الأبدية, حيث اخبرنا القران الكريم, ان الشهداء احياء عند ربهم يرزقون.
رصاصة حولت رائحة دمك من نتن, الى رائحة المسك والعنبر, ومسحت ما تقدم من ذنبك, وكتبت مكانه حسانات, فأي نعمة هي التي انت فيها.
رصاصة جعلتك تغادر حياة انت مفارقها كما نحن, لكن الفرق انك من اخترت ان تغادر( وهذا يمثل عزا) وبيننا نحن المتشبثين فيها, فتضطر لتطردنا منها, ونحن نأبى ذلك( وهذا يمثل ذلا)
عندما قررت الرحيل, كانت غايتك ان يعيش الاهل والعشيرة بعدك اعزة, وان يتعلم ابنك من بعدك معنى الكرامة, وان يصان ستر زوجتك, ويجد ابويك, مكان يقيهم حرارة الشمس في الصيف, وبرودة الجو في الشتاء.
لكن ياللاسف, الأبناء اصبحوا في تقاطعات الشوارع يبيعون المناديل, والزوجات يجبن دوائر الدولة, لعلهن يحصلن على بعض من حقوقهن, متحملات نظرات الفاسدين من الموظفين, التي تنهش لحومهن, اما الابوين, فعين تبكيك, وأخرى تنظر الى الأبناء, كيف يتجهون الى مصيرا مجهول.
رصاصة داعشي وهبتك الحياة, في حين المنتفعين من النصر, راحوا يتقاسمون المغانم, غير ابهين باهلك واسرتك, فهاهم يتصارعون ويتدافعون على منصب هنا, وموقع هناك, ولم يكلفوا نفسهم في الدفاع والمطالبة بحقك, فهم من قتلوك, لانهم يريدون ان يقطعون جذورك, ويذيبون هدفك السامي الذي خرجت من اجله
ما نسمعه من اغلب الساسة منذ تشكيل الحكومة لغاية الان, اقتتال بين الشيعة وتحديدا من يسمون انفسهم المصلحون والمجاهدون على وزارة الداخلية, وبين السنة على وزارة الدفاع.
فيما نسمع ان الوكالات تم تقسيمها بين المفترسين أعلاه وحسب قوة وسطوة كل قائمة وحزب, فراح 89% منها للمصلحون والمجاهدون مناصفة, و 20% بالمئة للسنة والكرد.
المغانم محتدم عليها التدافع, وحتى الاقتتال ان وجب الامر, من قبل من يعتبرون انفسهم قادة البلد, اما الدماء والموت فهم متنازلين عنه للفقراء والبسطاء من الشعب, فأي كرماء انتم سادتي وقادتي! واي ايثار تحملون على أنفسكم أيها الاباة؟!
كرمكم خجلت منه فرس حاتم الطائي التي ذبحها للضيف عندما نفذ طعامه, وشهامتكم طأطأة لها رؤوس الخيول التي رضت صدر الامام الحسين ( عليه وعلى اله الصلاة والسلام)
قالها الامام الحسين قبل الف واربعمائة سنه تقريبا لأعدائه ( ان لم تكونوا عربا, فكونوا أحرارا في دنياكم)
لكن على ما يبدو .. لا حياة لمن تنادي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد الناهي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/05/04



كتابة تعليق لموضوع : داعش احياك، فمن اماتك؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net