صفحة الكاتب : السيد محمد علي الحلو ( طاب ثراه )

تساؤلات وردود
السيد محمد علي الحلو ( طاب ثراه )

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ولربما يرد تساؤل في الذهن:
إذا كان الإمام الحسن عليه السلام أوقف الحرب واضطر إلىٰ الهدنة مع معاوية، فكيف نرىٰ أنّ دور الإمام الحسين عليه السلام سيكون مغايراً لما كان عليه الإمام الحسن عليه السلام حيث أعلن الإمام الحسين عليه السلام الحرب علىٰ يزيد في معركة يشهد لها التاريخ تحفَّل فيها وجميع أهل بيته وأصحابه مع أنّ الإمام الحسين عليه السلام يحرص كذلك علىٰ دماء المسلمين، فما الفرق في ذلك؟
وللإجابة علىٰ التساؤل لابد من تقديم مقدّمات:
الأولىٰ: أنّ أئمة أهل البيت عليهم السلام حينما يختارون مشـروعهم لا يكون ذلك عن مسألة شخصية تنبع من رغباتهم، فلكل إمام تكليفه يعرف به، وهذا التكليف يتلقّاه بوصية من النبي صلى الله عليه واله عن الله تعالىٰ ويأخذه من أدوات عدَّة، منها مصحف فاطمة عليها السلام ومنها صحيفة رسول الله صلى الله عليه واله يذكر فيها للإمام تكليفه وما الواجب والمهام التي يقوم بها، ألا ترىٰ لكل إمام مهام تختلف عن الإمام الذي سبقه؟ وهكذا سيكون الإمام الحسن عليه السلام مؤجّلاً للحرب والامام الحسين عليه السلام مكلَّفاً بالحرب.
الثانية: أنّ شخصية معاوية تختلف عن شخصية يزيد في النفاق والدهاء حيث كان معاوية يتظاهر بالدين والحفاظ علىٰ المقدسات وكان الناس يظنّون أنّ ذلك واقعه، في حين كان أفسق وأعتىٰ رجل في زمانه، لا يتورَّع عن المحارم وسفك الدماء.
أمّا شخصية يزيد فكانت غير مقبولة في أوساط المسلمين، يتجاهر بالكفر والفسق، لذا كانت ظروف الثورة علىٰ يزيد متاحة، وقد اتَّجه الناس إلىٰ طريقةٍ لا تمثل الإسلام وانغمست القيم وهُتكت المبادئ ولم يبقىٰ من الدين إلّا الاسم، وهذا الأمر لا يمكن السكوت عنه والإمام الحسين عليه السلام يرىٰ أنّ دين جدّه صلى الله عليه واله يصل إلىٰ هذا الضياع والانحدار.
الثالثة: بحسب شروط الهدنة فإنَّ يزيد لم يكن شرعياً، حيث أقرَّ معاوية أن يكون الأمر بعده إلىٰ الإمام الحسن عليه السلام أو الإمام الحسين عليه السلام، فنكث العهد وأخذ البيعة لابنه يزيد عدواناً وانتهاكاً لهذا الاتفاق.
من هنا:
فإن كل إمام عمل بتكليفه إضافة إلىٰ أنّ هذا التكليف يكون في ظروف متاحة لتنفيذه، ولم يكن اعتباطاً اختيار أي إمام مهامه وما يقوم به، بل هو مكلَّف موصىٰ لتنفيذ المهمة التي شرَّفه الله بها، وبهذا اتَّضح الفرق بين دور الإمامين عليهما السلام، علماً لو كان الإمام الحسين عليه السلام مكان الإمام الحسن عليه السلام لعمل ما عمله الإمام الحسن عليه السلام ولو كان الإمام الحسن عليه السلام مكان الإمام الحسين عليه السلام لعمل كذلك ما عمله الإمام الحسين عليه السلام.

_________________________
الكتاب: الفوائد من موجزات العقائد
العلامة السيد محمد علي الحلو (طاب ثراه)


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد محمد علي الحلو ( طاب ثراه )
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/04/27



كتابة تعليق لموضوع : تساؤلات وردود
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net