صفحة الكاتب : الشيخ محمد قانصو

لأنّكِ تستحقين الحياة ..
الشيخ محمد قانصو

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

.. لست أعرفها, لم التقِ يوماً بها, كما الحكايات تُحكى, كما الألحان تنتزع الولادة من الأوتار, كما النفوس الكبيرة تفرض حقيقتها على الوجود, هكذا ألفيتها تنساب على ورقي كأجمل ما تكون القصائد, وأروع ما يتمخض عن الخيال من صور ..
في مقالتي اليوم لن أستعير التشابيه, ولن أستجدي الكلمات, وقد أرحت النقد من سُقيا القلم, وأعفيت قارئي من مشاركتي السخط .
اليوم سأكتب عنها, بخفق القلب سأكتب, بانحناء العقل إعجاباً وإكبارا, باعتصار الرّوح حزنا, بحروف مسكوبة من كأس الفرح ..
من بيوت فقيرة مشرّعة للشمس أطلّت على الدنيا, عشرينية عاشقة للحياة, بسّامة للغد معلوماً ومجهولا..
حرمها القدر نعمة الصحة, فباتت رهينة الأوجاع, أسيرة الآلام, امتدّت يدّ المرض إلى أحشائها لتغتال إرادة البقاء, لتطفئ النور, وبات الموت شبحاً يتراءى لها في عقارب الساعة, في تبدّلات الفصول, في الحقائب والوجوه, في البيادر والحقول..
يدّ الخوف هي الأخرى تسلّلت لتسرق البسمة, كاللصّ تدفعه الخسّة نحو الجيوب المفرغة .. لكنّ الروح العصيّة تعمدّت الإيمان, تقمّصت العزيمة!..
في ملامح الوجه دعابة الطفولة, براءة الأحلام, وفي حشرجات الصوت أغاني العزّة والعنفوان..
رغم أعاصير الوجع وحتميّة الضعف, رفضت أن تتجر بألمها, أن تستدرّ الشفقة على شاشات الفرجة, أن تطلق نداءً يوقظ النفوس للعطاء, أو صرخة تعرّي المرائين من أقنعة مزيّفة .
رفضت أن تعيش مدينة لمن يهب لها مال البقاء مقابل ماء الكرامة, وحين باح الجسد الموجع بسرّ الاحتياج تطوّع الرحم, وهل يعبء بالموجعين إلا من شاركهم وشيجة الدّم, ومعتصر الشقاء..
أعذريني يا صديقتي ربما قادني إيماني بأنّ الأرض ما عقمت عن النجباء, وأنّ أهل الحبّ لم يعدموا, وما زالت عيوننا تقع على آثارهم, وإن خفيت عنّا أسماؤهم, ولأنّك قضيّة إنسانيّة, حملتُ آلامك كتاباً مفتوحاً لتقع عليه العيون المبصرة, ليلبي نداءك طلّاب العلاء.
لقد أفصحتُ عمّا لم تقبلي الإفصاح عنه, لأجل أن تبقي في هذا العالم أيقونة حبّ ومشعل رجاء, ولأنّك حقّاً تستحقين الحياة !..
بقلم : الشيخ محمد اسعد قانصو
Cheikh_kanso@hotmail.com
                                                
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ محمد قانصو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/15



كتابة تعليق لموضوع : لأنّكِ تستحقين الحياة ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net