صفحة الكاتب : نايف عبوش

  تيسير القرآن للذكر 
نايف عبوش

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 نزل القرآن الكريم باللغة العربية،كما هو معروف، ( كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون). ولذلك كان العرب الاقحاح الذين عايشوا نزوله، يفهمون أساليب خطابه، ومرادات نصوصه، دون الحاجة إلى تأول، او تعسف في لي نصوصه . 

ولما كان القرآن الكريم كتابا منزلا من عند الله تعالى، بلسان عربي مبين، إلى قوم هم أهل فصاحة هذا اللسان، وبيانه، فلم يكونوا بحاجة إلى من يفسره لهم، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم الذي تنزل عليه هذا القرآن ، لم يفسره أو يؤوله، وإنما اكتفى بتبليغه لهم بلسانهم العربي المبين، كما نزل عليه، إذ أنهم كانوا بسليقتهم، يتفاعلون مع نصوصه، ويتذقون بلاغتها المعجزة ، ويعون دلالتها، ويفهمون مراداتها بسلاسة، سواء آمنوا بها، أم تنكروا لها .

ولذلك فإن القارئ باستخدامه اللسانية التي نزل بها النص القرآني، يمكنه أن يتعرف على ما يقوله النص ذاته، بمعنى أن على القارئ أن يتأول النص من داخل النص، حيث يفسر بعضه بعضا ، وهذا يعني أن اقتدار لغة القارئ في فهمه لمراد بنية النص بدقة، هي التي تحدد ما يتجلى لقارئها من معاني، وما تنفتح عليه من دلالات متصلة بالنص عضويًّا، وبالتالي فلا علاقة لها بمتبنيات تصورات القارئ الذاتية . 

ومن هنا جاء القرآن الكريم ، ميسرا، في القراءة، ويسرا في الاستيعاب ، على قدر إستطاعة قارئه في التأمل، واجتهاده في التدبر، وتمكنه من إتقان اللغة، ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)، لاسيما وأن غالبية الناس هم من غير الفقهاء وليسوا من العلماء،وهم يتشبثون باليسير، للتعبير عن إيمانهم، وإنتمائهم لهدي القرآن في الدين،لاسيما وأن الكثير من الناس يطمئن للإيمان بقلبه،باعتباره وعاءه، وقد لا يحتاج الى أن يشغل عقله فيما يؤمن به بتنطعات فلسفية لا لزوم لها .ومن هنا نجد أنه لا حاجة إلى تأويليات فلسفية، ومماحكات عقلية، تزعزع إيمان القلب الفطري ، ولا تؤدي إلا إلى التشويش، والضياع. 

ولأن القرآن الكريم يسر، كما أراده الله تعالى له أن يكون ، فإن أي دعوة لقراءات تأويلية لنصوصه، تحت ذريعة مماشاة المناهج الحداثوية، أو بحجة مجاراة الضرورة الفلسفية ،إنما تعقد فهمه، وتخرجه من سعة فضاء دائرة التفاعل الإنساني العام، إلى ضيق حيز النخب الفلسفية ، التي بتماديها المنفلت، قد تستولد مماحكات، وتصورات مشوشة، لا طائل من ورائها ، لاسيما وأن أفق عقل الإنسان محدود بمداركه الحسية ، وقدراته المعرفية، ومن ثم فإنه ليس بمستطاعه، وإن تفلسف، أن يدرك ما يقع من أمور خارج حدود تلك القدرات . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نايف عبوش
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/21



كتابة تعليق لموضوع :   تيسير القرآن للذكر 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net