صفحة الكاتب : عقيل العبود

العقار عندما يقرر الأبناء بيعه بعد موت ابيهم!
عقيل العبود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الأرض التي يلد الإنسان فيها ثم ينشأ، هنالك حيث مُذ أول لحظة للحياة، تنبت البذرةُ، لتخضر أوراقها ثم تكبر بعد حين، هكذا بهذه الصورة يصبح للكائن الصغير مساحة من التاريخ.

الوطن عندئذ، محبته ترتسم مع اول فرحة يشعر الطفل فيها وهو يمسك حقيبته متجها صوب اول مدرسة يتعلم فيها الحروف، ليعود كما عادته كل يوم.

اخوته كما أمه وابوه وأصدقاؤه يقفون حوله يتطلعون الى سجل الملاحظات، مرشد الصف يسأل التلميذ عن إمضاء الأب، المشاعر مع درجات الإمتحان، والجيران، والمحلة، بل حتى تلك الأشجار التي تقف ماثلة، تتطلع نحو الصبي.

الأحلام تصير مثل شراع عابر، السماء، الطيور، الهواء رائحة المطر الممزوج بتراب المحبة.

كل شئ بأجزائه وذراته يتفاعل لينتج شيئا، اوموضوعا، اومسألة، اومشهدا ما.

ويمضي الزمن مثلما حكاية من الحكايات، الأفراح، الأحزان، المحبة، البكاء، الأمنيات كلها مثلما اوراق يخضع أرشيفها لمسلسل سينمائي لم تنته بعد تفاصيل احداثه.

هنالك عندما فجأة ولأسباب خارجة عن إرادة الجميع، يهاجر الأبناء بحثا عن الحياة التي تم الإعتداء عليها ذات يوم في ذلك المكان من الواقع، يبقى الأمل متوجا بكأس الكرامة، متطلعا كل حين نحو ذلك المربع من الكرة الأرضية.

الدار التي شهدت كل الخطوات، تأبى خجلا ان تتخلى عن بصمات من اطلق صرخاته الأولى في فضاءاتها، لذلك هي من أول من يبكي لحظة المغادرة-وذلك حزن يبقى عالقا فوق جدران قلبها الذي اتسع طوال هذه الحفنة من السنين وهي تحتفي أسوة بمن إلتحف تحت سقفها عبر عقارب هذه الساعة التي لم تفارق محيط حركتها الى الأبد.

هي الخيبة مفاتيحها تتحول الى وريقات نقدية، يومئذ الهوية مثلما جنسية يتم تسقيطها بغية استبدالها بجنسية اخرى.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عقيل العبود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/10



كتابة تعليق لموضوع : العقار عندما يقرر الأبناء بيعه بعد موت ابيهم!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net