صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

وزارة التربية والتعليم الأهلي في كفة الميزان .
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تتميز اليابان بشكل عام بمركزية التعليم، أو يمكن القول أن نظام تعليمها يغلب عليه طابع المركزية، ومن إيجابيات هذا المبدأ في التعليم، توفير المساواة في التعليم ونوعيته لمختلف فئات الشعب على مستوى الدولة، ولا نريد أن نقول نحن في العراق بمستوى اليابان وتكنولوجيتها المتقدمة، التي بلغت مراحل من الصعب بلوغها، إذا بقي التعليم في العراق بهذا المستوى المتدني! وصل بنا الإعتماد على التعليم الأهلي، والذي يذهب له شريحة واسعة من العراقيين، بالوقت الذي كان التعليم في العراق يعتبر الأرقى على مستوى الشرق الأوسط .

مشاكل كثيرة هي التي أدت بالإنحدار نحو الأسوأ، وبالخصوص عندما بدأ التعليم يسيس لصالح الحكومة وإتجاهها الحزبي، وتمجيد القائد الأوحد، بالوقت الذي كان من المفروض الإبتعاد بالطالب عن التمجيد والتسييس وربطه بالبعث، مع إختلاف عما يعتقد به الطالب، وإنجذابه نحو ما يؤمن بنظرية ما أو بإعتقاد، وصل بالمعلم يستجدي مبالغ النقل من التلاميذ! وأموال العراق نهباً للأسرة المالكة، التي تتحكم بمقدرات البلد، وبناء القصور في فترة الحصار دليل دامغ على همجية ذلك النظام التعسفي القمعي، الذي يعاقب أشد العقوبة بمن يخالفهُ في الرأي .

إستمر التعليم بالإنحدار بعد التغيير، وبسرعة أعلى! ومثال ذلك كثرة المدارس والجامعات الأهلية، التي أصبحت أكثر من مدارس وجامعات الدولة، دون حراك من الحكومة الذي يقع على عاتقها إنحدار التعليم، ليصل لمستوى خروج العراق من التصنيفات الدولية، التي كنّا نَتَرَبّعْ على مركز لم تصله معظم تلك الدول، لتتفوق وهي التي كانت ترسل طلبتها للتعليم في العراق أيام زمان، وهنا يتبادر للذهن سؤال ملح جداً، هل اصبح التعليم الأهلي أفضل من الحكومي؟ وهل هذا يرضي رب العزة والجلالة؟ إذا كان كذلك فتحويل الوزارة الى الخصخصة وننتهي من هذه المعضلة المستفحلة .

حالة مضحكة تم عرضها على الفضائيات، مع أحدى السيدات التي كانت ضمن اللجان، في تأليف المناهج التربوية الجديدة، وكان المقدم جريئاً معها، وصل به المقام بعد سيل من الأعذار منها، فقال لها هل انتِ من وضع الموضوع الفلاني؟ قالت نعم هنا بادرها بلباقته، أريد أن أمتحنك بأحدي المسائل الحسابية، فتهربت لأنها غير مقتنعة من إجابتها! والمشاهد وصل لنتيجة أن هذه المناهج، ليست من أفكارها وباقي الأساتذة المشاركين في تأليف الكتاب المقصود، وهذا يقودنا الى نتيجة واحدة لا غير، أن تلك المسألة وغيرها مستوردة بتكليف من هؤلاء مقابل أثمان،

في الوقت الحاضر يحتاج العراق الى تصحيح مسار العملية التربوية، ولنكن بمستوى الدول النامية إبتداءاً! ونخطو من جديد، كذلك وضع نظام صارم على كل الأساتذة، الذين يعملون في التعليم الأهلي على أن لا يكون يعمل بإزدواج أولاً، كذلك حصوله على دورات مع شهادته التي تؤهله للتدريس، على أن تكون الشهادة الحاصل عليها من الجامعات العراقية وليست الأهلية، مع الأخذ بنظر الإعتبار الخبرة التراكمية، وسنوات العمل السابقة، ويفضل أن يكون ممن أُحيلَ على التقاعد من المدارس الحكومية، وهذا من صميم عمل رئيس الوزراء الذي بدوره يكون الرقيب ويحاسب على النتائج المتدنية الحاصلة في التعليم .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/01/03



كتابة تعليق لموضوع : وزارة التربية والتعليم الأهلي في كفة الميزان .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net