صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

عيد من وهم
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عجزت الحكومات العراقية منذ 15 عاما، عن إيجاد مناسبة للإحتفاء بالطالب العراقي، فبقيت مناسبة إعدام البعثي المنحدر من مدينة الموصل والطالب في كلية الطب " ممتاز قصيرة " الذي أعدم عام 1963، عيدا للطالب العراقي الى يومنا هذا !

لم يكن عيد الطالب العراقي هو الشيء الوحيد الذي لم يتغير في الوضع التعليمي العراقي، فهناك مفارقات كثيرة تقف العقول حائرة عن إيجاد تفسيرات لها، فالمناهج الدراسية تتغير طبعاتها سنويا، ولم تتغير طرق تدريسها، وبقيت تحتوي على كثير من المغالطات التاريخية، والأخطاء اللغوية المضحكة، ناهيك عن هزالة المحتوى العلمي.

المدارس العراقية مازالت لا تتسع لإعداد الطلبة، فأصبح الطلاب يتكدسون في المدارس بدوام مزدوج أو ثلاثي، بالرغم من المشاريع الكثيرة التي كانت تهدف الى زيادة أعداد المدارس، ولم يعرف أين ذهب مبلغ 282 مليار دينار، في صفقة بناء المدارس الحديدية عام 2008، وما زالت 1550 مدرسة لم تكتمل منذ أحالتها لمشروع البناء الجاهز عام 2012.

جامعات وكليات كثيرة إنتشرت في مدن العراق بعد عام 2003، عجزت عن تحقيق طموح الطلبة العراقيين وتلبية إحتياجاتهم، حتى أصبح من يحصل على معدل 98% لا يستطيع الدخول لكلية الطب!

غياب التخطيط الصحيح، الذي يحقق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية، والتي أهمها أنتاج جيل متعلم وفق طرق حضارية متطورة، بعيدا عن المحسوبية والعلاقات الإجتماعية والوظيفية هو السمة الظاهرة.

مصاعب كثيرة تواجه الهيئات التعليمية، أبرزها غياب القوانين التي تحميهم، والآليات التي تنظم عملهم، وإنعدام الظروف الملائمة التي تتيح لهم القيام بواجبهم بأكمل وجه، والحكومات المتعاقبة على العراق عرضت الهيئات التعليمية لظروف قاهرة، كانت تقف حائلا أمام إبداعهم وتميزهم إلا ما ندر، مما أثر سلبا على العملية التربوية لضعف ركن رئيسي فيها.

ما بين تحول مهنة التدريس الى تجارة، بسبب بعض أصحاب النفوس الضعيفة، الذين يضطرون الطلبة لدفع مبالغ مالية إضافية لغرض التدريس الخصوصي، وعدم توفر المدارس المناسبة للتدريس، فما زال البعض منها الى الآن عبارة عن خرائب طينية، وغياب الظروف الملائمة التي تجعل من المدرسة ملاذا آمنا للطلبة، تدهورت أوضاع التعليم، فتدهورت معها أجيال كاملة كانت ضحية لرياح العولمة.

بداية علينا أن نوجد عيدا حقيقيا لطلبة العراق، ووضع خطط علمية برؤية إستراتيجية للوصول لعملية تربوية متكاملة، فلا بد أن يكون الطالب متكاملا، والمعلم متمكنا من مادته الدراسية ذائب في مهنته، ترعاه ظروف دراسية متكاملة، من حيث نوعية المناهج والمدارس النموذجية.

عيد من وهم

ثامر الحجامي

 

عجزت الحكومات العراقية منذ 15 عاما، عن إيجاد مناسبة للإحتفاء بالطالب العراقي، فبقيت مناسبة إعدام البعثي المنحدر من مدينة الموصل والطالب في كلية الطب " ممتاز قصيرة " الذي أعدم عام 1963، عيدا للطالب العراقي الى يومنا هذا !

لم يكن عيد الطالب العراقي هو الشيء الوحيد الذي لم يتغير في الوضع التعليمي العراقي، فهناك مفارقات كثيرة تقف العقول حائرة عن إيجاد تفسيرات لها، فالمناهج الدراسية تتغير طبعاتها سنويا، ولم تتغير طرق تدريسها، وبقيت تحتوي على كثير من المغالطات التاريخية، والأخطاء اللغوية المضحكة، ناهيك عن هزالة المحتوى العلمي.

المدارس العراقية مازالت لا تتسع لإعداد الطلبة، فأصبح الطلاب يتكدسون في المدارس بدوام مزدوج أو ثلاثي، بالرغم من المشاريع الكثيرة التي كانت تهدف الى زيادة أعداد المدارس، ولم يعرف أين ذهب مبلغ 282 مليار دينار، في صفقة بناء المدارس الحديدية عام 2008، وما زالت 1550 مدرسة لم تكتمل منذ أحالتها لمشروع البناء الجاهز عام 2012.

جامعات وكليات كثيرة إنتشرت في مدن العراق بعد عام 2003، عجزت عن تحقيق طموح الطلبة العراقيين وتلبية إحتياجاتهم، حتى أصبح من يحصل على معدل 98% لا يستطيع الدخول لكلية الطب!

غياب التخطيط الصحيح، الذي يحقق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية، والتي أهمها أنتاج جيل متعلم وفق طرق حضارية متطورة، بعيدا عن المحسوبية والعلاقات الإجتماعية والوظيفية هو السمة الظاهرة.

مصاعب كثيرة تواجه الهيئات التعليمية، أبرزها غياب القوانين التي تحميهم، والآليات التي تنظم عملهم، وإنعدام الظروف الملائمة التي تتيح لهم القيام بواجبهم بأكمل وجه، والحكومات المتعاقبة على العراق عرضت الهيئات التعليمية لظروف قاهرة، كانت تقف حائلا أمام إبداعهم وتميزهم إلا ما ندر، مما أثر سلبا على العملية التربوية لضعف ركن رئيسي فيها.

ما بين تحول مهنة التدريس الى تجارة، بسبب بعض أصحاب النفوس الضعيفة، الذين يضطرون الطلبة لدفع مبالغ مالية إضافية لغرض التدريس الخصوصي، وعدم توفر المدارس المناسبة للتدريس، فما زال البعض منها الى الآن عبارة عن خرائب طينية، وغياب الظروف الملائمة التي تجعل من المدرسة ملاذا آمنا للطلبة، تدهورت أوضاع التعليم، فتدهورت معها أجيال كاملة كانت ضحية لرياح العولمة.

بداية علينا أن نوجد عيدا حقيقيا لطلبة العراق، ووضع خطط علمية برؤية إستراتيجية للوصول لعملية تربوية متكاملة، فلا بد أن يكون الطالب متكاملا، والمعلم متمكنا من مادته الدراسية ذائب في مهنته، ترعاه ظروف دراسية متكاملة، من حيث نوعية المناهج والمدارس النموذجية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/11/23



كتابة تعليق لموضوع : عيد من وهم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net