صفحة الكاتب : عباس عطيه عباس أبو غنيم

رسائل الحسين (ع) جسدت بوجه الطغاة عطاء وتضحية
عباس عطيه عباس أبو غنيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 من أهم الرسائل لثورة الحسين التي جسدها في واقعة الطف (  أنّي لم أخرج أشراً، ولا بطراً، ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي مـحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدُي مـحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيرة أبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردَّ عليَّ هذا، أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين.(كتاب الفتوح: ج 5 ص 33) بهذه الكلمات قدم الحسين النصح لهذه الأمة لكن الأمة عمدت لقتله مع صحبة وال بيته دون ذنب يذكر الا الحقد والتعسف الذي مورس بحقهم هؤلاء القتلة المأجورين والمتملقين لحب السلطة والذين يميلون بواقع الحال إلى مصالحهم الدنيوية الضيقة .

ومن هذه الرسائل التي وصلت من أبي الضيم الأمام الحسين لهذه الأمة (الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درَّتْ معايشهم، فإذا مـحّصوا بالبلاء قلَّ الديانون  (فمن هنا نجد جميع الأنظمة  الدكتاتورية نهجها دموي بإمتياز غير عادل في الرعية ولا تجد مساواة في الحكم والذين يطالبون بحقوقهم الشرعية تجدهم مظلومين في بلدانهم .

ومن هذه الرسائل التي طرق بابها الأمام الحسين (ع) في يوم العاشر من محرم وطرق باب أسماعهم لكن النفوس لاهية ولا تعلم بما تخاطب الحسين وعلمهم بتبيان أمره (اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كُلِّ شدة، وأنت فيما نزل بي ثقة، وأنت وليُّ كلِّ نعمة، وصاحبُ كلِّ حسنة. وقال لعُمر وجندِه لا تعجلوا، والله ما أتيتكُم حتى أتتني كتبُ أماثلكم بأنَّ السُّنَّةَ قد أُميتت، والنفاق قد نجم، والحدود قد عُطِّلت فأقدم لعلَّ يُصلح بك الأُمّة، فأتيتُ فإذْا كرهتُم ذلك، فأنا راجع، فارجعوا إلى أنفسكم هل يصلح لكم قتلي، أو يحلُّ دمي؟ ألستُ ابنَ بنتِ نبيكم وابنَ ابنِ عمه؟ أوَليس حمزةُ والعباسُ وجعفر عمومتي؟ ألم يبلغكم قولُ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيَّ وفي أخي: هذان سيِّدا شباب أهل الجنة (سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 417 رقم: 270) هذه الرسالة ذات وقع في ضمير الأمة رغم عسكرة القوات لقتال فئة قليلة تريد إسعاد الأمة بنهجها السديد وهيهات هيهات أن تفيق الأمة من وقع كؤوسها التي مؤلت بنبيذ الجهل والرذيلة .

ومن هذه الرسائل التي وصلت ألينا من معركة الطف الخالدة توقض إسماعنا التي عشقت الأمام الحسين (ع)وما زالت تريد أن تفي ببعض مضامين الحديث مع تقلبات الزمان هذه التقلبات التي تبعد المرء عن نيته الحقيقة فلينظر المرء منا إلى هذه الرسالة أن اليد الطاهرة النقية لا تخضع لليد الآثمة الملوثة، وقد قال لمروان بن الحكم (وعلى الإسلام السلام اذ قد بليت الأمة براع مثل يزيد )وكما قال لأخيه محمد بن الحنفية: والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية...... فعلينا أن نعي حجم مخاطر الأمة التي تريد عذب العيش الرغيد ولكي تسعد فيما أتت من سبط الرسالة المحمدية البيضاء من كلمات خالدات اوقضت مسامع ضمير الأمة .

علينا أن نعي هذه الرسائل التي وصلت الينا عبر التأريخ منها أرسلت لغاية في نفس المرء المرسل إلى الأمام الحسين وهذا دليل حيرته عندما أرسل رسالته فترات سقط في أول عتبه تراه منكر كل شيء ومنهم من له مبتغى كبير حب السلطة كما نوهنا عنه سلفا ومن هذه الرسائل والخطوب المتملقين والذين تذهب ريحهم بحسب ماتقتضيه المصلحة ومنهم من زرع القيم والأخلاق الحميدة لينتصر بالحسين ليرخص الدم والنفس أمام هيبة العظمة وتجلي أهدافها النبيلة هؤلاء زرعوا عنوان النهضة الحسينية ضد الظلم والطغيان الأموي بل كل فاسد يريد إطاحة بالقيم المحمدية والعلوية البيضاء التي جاء بها الرسول الخاتم محمد (ص).

ولم تنتهي الرسائل باستشهاد الحسين وأهل بيته وصحبه في معركة جل وقتها ساعات قليلة من عمر الزمن بل بدأت ولادة جديدة من عمر الرسائل الخالدة التي ترفع راية الإسلام المحمدي الأصيل لإرسائها وتثبيتها عندما نسمع قول الحوراء زينب (عليها السلام )اللهم تقبل منا هذا القربان ,هذه الرحلة من عهد جديد يبث فينا الوعي للعيش الكريم وحرية التعبير والاطمئنان بهما لنختم موضوعنا بقول الحوراء زينب عندما زلزلت الأرض تحت إقدام البغاة ((زينب بنت علي بن أبي طالب ، فقالت : الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على رسوله وآله أجمعين ، صدق الله سبحانه حيث يقول : " ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون " . أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض ، وآفاق السماء ، فأصبحنا نساق كما تساق الاسارى ان بنا على الله هوانا ، وبك عليه كرامة ، وان ذلك لعظم خطرك عنده  فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، جذلان مسرورا ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة ، والأمور متسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا فمهلا مهلا ، أنسيت قول الله تعالى : " وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ " .  أمن العدل يا ابن الطلقاء ، تخديرك حرائرك وإماءك ، وسوقك بنات رسول الله سبايا ، قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد ، والدني والشريف ، ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي ، وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فو ! أكباد الازكياء ، ونبت لحمه من دماء الشهداء ، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنآن ، والاحن والاضغان ، ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم (مثير الأحزان ص 80 واللهوف ص 70)ولم تنتهي رحلة الخلود السرمدي الا بأخذ الثائر ممن عاثوا في الأرض فسادا بخروج راية الحق المتمثل بقائم ال محمد بقية الله في الأرض (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا ( المعارج7).

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس عطيه عباس أبو غنيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/10/31



كتابة تعليق لموضوع : رسائل الحسين (ع) جسدت بوجه الطغاة عطاء وتضحية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net