صفحة الكاتب : ثائر الربيعي

الفوقية والمساواة اغتالت الإمام علي (ع)
ثائر الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أن المشكلة الرئيسة التي واجهت الإمام علي (ع) خلال توليه لخلافة المسلمين هي في تحقيقه للعدالة الاجتماعية وترسيخها بين صفوف الرعية ,مساواته بين الأبيض والأسود وأخذه للحق من القوي مهما كان عنوانه وموقعه وإعادته للضعيف الذي وجد به متكأ لحياته من الذئاب المفترسة ,كان هذا بمثابة ناقوس الخطر الذي دق أبواب المنتفعين والانتهازيين والوصوليين الذي صنعوا لهم مستعمرات ومافيات من الذين قادوا الخلافة من قبله ,لا يمكن لهم القبول بنظرية الرسول (ص واله) (الناس سواسية كأسنان المشط ) العطاء الذي يعطى لهم من بيت المال كان يمر بدائرة السواسية مع أفراد الأمة ,هؤلاء يريدون الحكم فريسة يأخذون منه ما يشاؤون من أموال وغنائم ويتركون الأعم الأغلب من الناس تبحث عن لقمة عيش رغيف الخبز بين تلال القمامات,وهم يتنعمون بالذائد غير مكترثين بمعاناة الجياع ,يرسل الإمام في طلب أحد ولاته ويعزله لأنه توجه أليه دعوة وليمة أكل فيها تجار وشخصيات ,ثم يعزل ابو الأسود الدؤولي ويقول له : لما عزلتني لا جنيت ولا خنت,فيرد عليه الإمام :(بلغني أن صوتك يعلو على صوت خصمك ).. أي مدنية وقانون كان يريده علي في التطبيق على أرض الواقع لينتقل بالمجتمع بكل أطيافه من حالة الفوضى والخراب الى الاستقرار والرخاء والبناء والحفاظ على السلم الأهلي بين مكونات شرائح المجتمع وعناوينه المختلفة بما فيه غير المسلمين ,لكن طبقة النفعية التي أبت لنفسها هذا الحال من الأمة أضمرت ما في نفسها من حقداً تجاهه لرفضها منهج المساواة خططت لقتله أو بالأحرى لاغتياله ,وتم ذلك في المحراب ,كان بمقدوره تجنب هذه المشاكل بالمكر والخديعة والوقيعة بالآخر لكن هذا الأسلوب أطلاقاً ليس من قيمه وأخلاقه بقوله : والله ما معاوية بأدهى منّي ، ولكنّه يغدر ويفجر،ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس،ولكن كلّ غدرة فجرة ، وكلّ فجرة كفرة ، ولكلّ غادر لواء يعرف به يوم القيامة ، والله ما أُستغفل بالمكيدة ، ولا أُستغمز بالشديدة,وجود علي يعني أن إفلاس من يعيشون على الطبقية والفوقية وتجردهم من ممارستهم للتسلط على رقاب الضعفاء والتحكم بقوت الفقراء,لم يفرق بين العرب والموالي في توزيعه للخراج ,فتأتي اليه امرأتان احدهما من العرب والأخرى من الموالي وتطلبا منه حقهما فيعطي لكليهما بالتساوي فتقول العربية : أنا عربية وهي من الموالي فيأخذ قبضتين من التراب ويقول : لا فرق بينهما ,وهو القائل : (لا اطلب النصر بالجور!) أَنَّ طَائِفَةً مِنْ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) مَشَوْا إِلَيْهِ عِنْدَ تَفَرُّقِ النَّاسِ عَنْهُ وَ فِرَارِ كَثِيرٍ مِنْهُمْ إِلَى مُعَاوِيَةَ طَلَباً لِمَا فِي يَدَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا، فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطِ هَذِهِ الْأَمْوَالَ، وَ فَضِّلْ هَؤُلَاءِ الْأَشْرَافَ مِنَ الْعَرَبِ وَ قُرَيْشٍ عَلَى الْمَوَالِي وَ الْعَجَمِ وَ مَنْ تَخَافُ عَلَيْهِ مِنَ النَّاسِ فِرَارَهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ.فَقَالَ لَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: "أَ تَأْمُرُونِّي أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالْجَوْرِ، لَا وَ اللَّهِ لَا أَفْعَلُ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَ لَاحَ فِي السَّمَاءِ نَجْمٌ، وَ اللَّهِ لَوْ كَانَ مَالُهُمْ لِي لَوَاسَيْتُ بَيْنَهُمْ وَ كَيْفَ وَ إِنَّمَا هُوَ أَمْوَالُهُم‏".

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثائر الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/10/08



كتابة تعليق لموضوع : الفوقية والمساواة اغتالت الإمام علي (ع)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net