صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

من منكم قتل أبي..؟
علي حسين الخباز

 كبر ابنها، وكبرت معه أسئلته، فما عاد يسأل أين أبي؟ ولماذا رحل الى السماء؟ بل فاجأها الليلة بسؤال انهدمت أمامه كجدار تهاوى على حين غفلة، اندهشت كيف لطفل صغير أن يحمل أسئلة بهذا الحجم، وأن يتوحد مع مفهوم الشهادة والتضحية، راح يسأل: ماما، كيف استشهد أبي؟ وفي أي جبهة استشهد؟ ولماذا يقتل الدواعش آباءنا؟ ثم استلقى في حضن امه وهو يبكي:ـ أريد أن أحارب مكان أبي يا ماما، قفزت الدمعات من عين الأم حائرة، بينما الطفل راح يسبح في ملكوت أحلامه. استغرب المقاتلون لوجود طفل مقاتل صغير، المقاتل الصغير يحمل بندقية أطول من أحلامه، وأثقل من جسمه الطفولي، ويتقدم صوب الأعداء، يستمكن الهدف ثم يرفع بندقيته بكل ما يملك من حيل ويرمي، يندفع مع المقاتلين أرادوا ان يمنعوه عن القتال، سألوه: من انت، وكيف وصلت الجبهة؟ لكن لا حوار مع أحلام طفولة نافرة، يصعب الحديث معه فكأنه لا يسمع أحداً، ولا يتكلم، ولا يعرف في حياته الندية سوى القتال، يندفع نحو العمق دون روية، فيشكل خطراً على نفسه دون أن يعي معنى الخوف او يحسب حساباً من حسابات الحرب، فصار هذا الطفل المقاتل خطراً على الدواعش، يحسبون له ألف حساب، يرون طفلاً يركض نحوهم وهو يصيح: من منكم قتل أبي يا انذال، وإذا بحرملة داعشي ينهض من خلف ركام الدهور، ليعيد قصة خيبته، فيصوب سهم بندقيته صوب عنق الصغير، نفر الدم الى السماء، مسحت أمه الدم عن جبينه، وحملته بين ذراعيها لتناوشه الى أبيه، وهي تنادي:.. أتاك ابنك يا سعيد فاعتني به.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/22



كتابة تعليق لموضوع : من منكم قتل أبي..؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net