صفحة الكاتب : ستار الجيزاني

الدولار يخطف البسمة من شفاه التومان
ستار الجيزاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أصابت العم سام هستيريا، بسبب جمال التومان، وخصوصا بعد انتعاشه جراء الإتفاق النووي، الذي أبرمته طهران، وأدى إلى رفع العقوبات عنها من قبل الدول الخمس، حيث تعافى اقتصادها وبدأت تتشافى من الحصار الخانق الذي فرض عليها.
مع صعود الجمهوريين الى البيت الأبيض بقيادة ترامب، والمعروف عن تطرفه اليميني، إضافة إلى توقيعه على "صفقة القرن" مع الرياض، والتي من شروطها تقديم خدمة وهي تضييق الخناق على طهران وإلغاء الإتفاق النووي،الذي سبب ارتفاع الضغط الحاد للرياض، لفرض معادلة جديدة في منطقة الشرق الأوسط، تتسم بمعادلة القوى بين الرياض وطهران او ميل الكفة لصالح الرياض، وإيقاف المد الجيوسياسي الرامي الى خلق نظم ديمقراطية كبديل للحكم الملكي الوراثي.

خروج شرطي العالم من الاتفاق النووي بداية إعلان حرب إقتصادية شعواء، تبداء بالحصار الإقتصادي الخانق من خلال عدة إجراءات:
١- منع تصدير النفط الأيراني من خلال فرض عقوبات على الدول والشركات المستوردة
٢- فرض عقوبات على شركات توريد قطع الغيار الخاصة بالطائرات والأجهزة الإلكترونية والمعدات في بلد المنشاء
٣- تجميد الأرصدة المالية في بنوك العالم ومنع سحبها لصالح طهران
٤-منع الحصول على العملة الصعبة( الدولار)
مما ينتج:
أ- ركود اقتصادي
ب- تضخم في السوق بسبب انخفاض قيمة العملة المحلية مقابل الدولار
ج-بطالة قد تؤدي الى سوء الأوضاع الأمنية بشكل طردي.

فرض العقوبات ودخولها حيز التنفيذ أدى إلى شبه إنهيار للاقتصاد، وازدياد قلق الشارع الإيراني من الأضرار التي لحقت بهم، ومن الأيام القادمة التي يجهل المواطن ما قد تحمل له من مصاعب، أسرعت الحكومة في طهران بطلب العون، وجاء ذلك على لسان رئيس الجمهورية روحاني( نعول على الأوروبيين لأنقاذ إيران من عقوبات امريكا، وأضاف نحن مستعدون للتفاوض لكن ليس في ظل العقوبات)، مما يعني أن هنالك تنازلات قد تحصل حفاظا على الأمن القومي، وخوفا من تصاعد الآثار الجانبية للعقوبات وخروجها عن السيطرة. 

موقف العراق من العقوبات، يجب أن يكون ضمن المصلحة القومية، ويجب أن لا نكون حطب النمرود الذي وضع فيه نبي الله إبراهيم عليه وعلى نبينا واله افضل الصلوات، حتى لا نفقد ما نملك، ونتحول الى رماد النار، فكل دولة تبحث عن مصالحها القومية بغض النظر عن العلاقات الجغرافية او الاجتماعية والروابط العقائدية، لكن أيضا يجب أن لانلتزم بالعقوبات على الدولة الجارة، وذلك لأنها لا تمثل المجتمع الدولي، وإنما عقوبات أحادية القطب لا تتمتع بالشرعية الدولية.

هنالك جنبتين في اطار المصلحة القومية يجب مراعاتهم عند اتخاذ المواقف:
١- المصالح الاقتصادية: وفق ما قالته وكالة فرانس بريس، قد بلغ حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران خلال العام الماضي نحو ٦.٧ مليار دولار، بينها ٧٧ مليون دولار فقط قيمة صادرات بغداد إلى طهران، وفقا لمصدر رسمي في وزارة التجارة، في حال تنفيذ العقوبات ستؤدي إلى ركود إقتصادية، وبطالة جراء توقف بعض المصانع المعتمدة على المواد الأولية الإيرانية، وخصوصا قطاع صناعة  السيارات.
٢- المصالح الجيوسياسية: قد تعمل طهران على رد فعل انعكاسي في حال وقوف العراق مع العقوبات الامريكية، وخصوصا أن هنالك من يأتمر بأمر طهران، لذلك يجب إتخاذ موقف محايد يجنب الأمن القومي الصراعات المحورية، والدخول كوسيط لتقريب وجهات النظر، وهذا ما سعت إلية بعض الشخصيات الوطنية وصرحت به.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ستار الجيزاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/29



كتابة تعليق لموضوع : الدولار يخطف البسمة من شفاه التومان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net