صفحة الكاتب : هشام الهبيشان

التخبط  الصهيوني ... ماذا بعد إسقاط الطائرة السورية !؟
هشام الهبيشان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من الواضح انه وتزامناً مع كل التطورات والمتغيرات العسكرية في الجنوب السوري ، وخصوصاً قرب اقفال ملف الجنوب السوري وحسمه عسكرياً وبالتفاوض "تحت ضغط النار " لصالح الدولة السورية ،عاد من جديد الكيان الصهيوني ليمارس دوره القديم الجديد في إعادة صياغة ورسم ملامح جديدة لأهدافه واستراتيجياته في الحرب على سورية  ،وخصوصاً بعد أن قام  الكيان الصهيوني ، بضرب وإسقاط الطائرة العسكرية السورية   في محيط ريف درعا الغربي  داخل الأراضي السورية ، في الوقت الذي كانت فيه الطائرة تنفذ ضربات مباشرة لمجاميع داعش الإرهابية في الريف المذكور .

 

 

 

هذا التعدي الصهيوني ، لا يوضعُ إلّا بخانة دعم المجاميع المسلّحة الإرهابية، والتي شارفت جميع حصونها وبؤرها على الانهيار "جنوباً "، خصوصاً في ظل تصاعد دراماتيكي لقوّة صمود الدولة السورية، ودعم حلفائها لها، ومع بروز مؤشرات انتصارها، وبعد الصمود الأسطوري على الأرض للجيش العربي السوري، وانهيار البؤر الإرهابية في عدد من المناطق في الجنوب السوري، واتساع حجم انتشار استراتيجية المصالحة الوطنية والمجتمعية جنوباً .

 

 

 

 

ومن هنا وتزامناً مع مجمل هذه التطورات وأحداث وأبعاد وخلفيات إسقاط الطائرة السورية، فهنا نقرأ في خلفيات وأبعاد هذه المغامرة الصهيونية ليس فقط مع السوريين بل أيضاً مع الروس، إنهُ وبعد فشل المجاميع المسلّحة  الإرهابية  باستراتيجية مسك الأرض جنوباً ، فنرى أنّ حصون هذه المجاميع المسلّحة بدأت تنهار واحدة تلو الأخرى، تحت ضربات الجيش العربي السوري وقوى المقاومة، ومن هنا تيقن  الصهاينة إن الرهان على وكلائهم وأدواتهم على الأرض السورية، هو رهان فاشل وبخاصة بعد  اقتراب المعارك  من  الحدود مع الجولان العربي السوري المحتل ،وها هي قوات الجيش العربي السوري، وقوى المقاومة، قد شارفت على حسم المعركة بعموم مناطق محافظة درعا باستثناء جيب صغير "غرب درعا " يجري العمل على حسمه ،وهنا قرر الصهاينة  وبدعمٍ من محور العدوان على سورية، التدخل مباشرة في سير المعارك على الأرض، لإنقاذ أدواتهم ومجاميعهم المسلّحة ورفع معنوياتهم المنهارة، ولفرض واقع جديد عسكري وسياسي بما يخصّ  المناطق القريبة من الجولان العربي السوري المحتل ، فالصهاينة يسعون لاستثمار التفاوض مع الروس بما يخص ملف الجنوب السوري والوجود الإيراني ،بمحاولة الحصول على بعض المكاسب وفرض واقع ميداني عسكري جديد في مناطق جنوب غرب سورية ،يكون فيه للكيان الصهيوني حصة نفوذ ،تتحكم بنوعية القوة والعتاد المتواجدة بهذه المنطقة ،ولكن هذا التفاوض وبلغة النار ،يبدو أن الروس يرفضونه بالمطلق ،والسوريون بدوهم  لا يرفضونه  فقط ،بل هم أيضاً اليوم يؤكدون حقهم باستعادة كامل الجولان العربي السوري المحتل "سلماً أو حرباً " ،وهذا ما يثير حالة من الارباك والتخبط الصهيوني بهذه المرحلة .

 

 

 

 

 

 

 

وهنا بات واضحاً في هذه المرحلة، إن الهدف  الصهيوني من وراء إسقاط الطائرة السورية  هو محاولة فرض تفاهمات جديدة بخصوص ملف الجنوب السوري وتحت ضغط النار ، ولكن الواضح أكثر هنا وفي ذات السياق أن كل هذه المحاولات الصهيونية  لن تؤثر ولن تثني من عزيمة الدولة السورية وحلفائها المُصرّة على قطع دابر الإرهاب وداعميه ومحرّكيه ومموليه عن الأرض السورية، ولذلك نرى  اليوم أن الدولة السورية  مستمرة بانجازاتها العسكرية على الأرض، ومستمرة بـ معارك تطهير سورية من رجس الإرهاب،ورسالتها "من أراد ان يفاوض بالنار فسنفاوضه بمثلها وأكثر ،ولتبقى الكلمة العسكرية هي العليا وهي الجواب الصريح على كل من يحاول المساس بوحدة سورية الجغرافية والديمغرافية" .  

 

 

 

 

ختاماً ، يبدو أن الرد  السوري على اسقاط الطائرة السورية ، جاء بعكس توقعات الصهاينة ،فـ اليوم وضع ملف استعادة الجولان العربي السوري المحتل على الطاولة  ، وهو ما خلق  حالة جديدة من التخبط  والارباك لدى الصهاينة  ،فاسقاط الطائرة السورية  سيكون له عواقبٌ كارثية ووخيمة على الصهاينة  ،وستكون متوقعة من قبل البعض ومفاجأة للبعض الآخر ،فالقادم من الأيام يحمل في جعبته الكثير من التطورات والمفاجآت ..فانتظروا .

*كاتب وناشط سياسي – الأردن.

 

hesham.habeshan@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام الهبيشان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/27



كتابة تعليق لموضوع : التخبط  الصهيوني ... ماذا بعد إسقاط الطائرة السورية !؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net